انتشرت في الآونة الاخيرة ظاهرة بيع الاطعمة في الشوارع بصورة كبيرة حيث يتم وضع الاطعمة في اواني «جرادل» بلاستيكية في بيئة تحيط بها النفايات والذباب والمياه الآسنة، واصبحت صفوف بائعات الاطعمة في المناطق المعتاد رؤيتها وهي الشوارع العامة ومواقف المواصلات حيث ظلت تتكرر هذه المشاهد بمختلف اسواق العاصمة. «الصحافة»اتجهت لفتح ملف بيع الاطعمة في الشوارع لمعرفة آراء المواطنين حول هذه الظاهرة التي اتفقوا علي خطورتها ،مشيرين الي ان طريقة البيع تتم دون ضوابط صحية وقوانين تحكم عمل البائعات،مشيرين الي تردي البيئة التي تباع فيها هذه الاطعمة . ويقول عباس أحمد وهو سائق بالموقف الجديد: انهم في بعض الاحيان يضطرون الى تناول وجبة الفطور من ذلك النوع من الاطعمة نسبة لوجود البائعات بالموقف، وذكر عباس ان الاكل بالكافتريات مكلف مادياً ولا يكفي لمجموعة يتجاوز عددها اكثر من ثمانية اشخاص،قائلا رغم ان الاكل غير صحي وذلك واضح من كل النواحي وقد ادخله في مشاكل صحية الا انه يكون الحل السهل في بعض الاحيان، وعن طبيعة الاكل قال عباس معظم البائعات لديهن الكسرة والويكة وهي وجبة غير موجودة بكل الكافتيريات، فيما قالت خديجة عبد الله ان بيع الاطعمة في الشوارع من المناظر القبيحة جداً والتي لايمكن تحمل رؤيتها فضلا عن انها غير حضارية خصوصا انه لا توجد ضوابط صحية تحكم عمل البيع في الشارع، وذكرت انها عند مرورها كل صباح بموقف بشارع المشتل تري المنظر المتمثل في صفوف البائعات وحولهن الجرادل البلاستيكية عليها اطعمة مثل العدس والفول والبيض المسلوق والطعمية،مؤكدة ان كل هذه الاشياء «كاشفة» وتتعرض للملوثات مثل عوادم السيارات والاتربة بالاضافة الى اكوام من النفايات واسراب من الذباب،التي يتناول عندها البعض وجبة الفطور، وابرزهم من سائقي الحافلات نسبة لانها محطة ، وقال حسين عبد الرحمن الذي وجدناه بالموقف ان البيع في الشوارع يوقع اخطر الاضرار الصحية التي تهدد صحة المواطن ومن المفترض ان تكون هناك اماكن مخصصة ،معتبرا ان المنظر غير حضاري ولا يليق بالعاصمة، وذكر ان رجال المحلية يأتون الى الموقف ويدخلون في خلافات مع الباعة الجائلين من اجل تنظيم السوق والممرات ،ولايكترثون كثيرا لبائعات الطعام علي الارض، وختم عبد الرحمن حديثه مشيرا الي ان الوضع يتطلب تدخلا سريعا للحد من ظاهرة بيع الاطعمة بتلك الطريقة العشوائية وغير الصحية. فيما يقول د. ازهري عوض الكريم خبير صحة وسلامة الغذاء ان بيع الاطعمة في الشوارع من الظواهر السالبة والخطيرة على صحة المواطن، مضيفا حددت الضوابط الصحية والقوانين المحلية في عدة دول عربية واجنبية وضوابط خاصة باماكن البيع من حيث المباني وتوفير متطلباتها من حيث التهوية والتخزين والتخلص من الفضلات بانواعها ،وكذلك الصحة الشخصية للبائع والعاملين خوفاً من حدوث التسممات الغذائية والتلوث، وبالنسبة لتحليل الوضع الراهن في السودان نجد ان هناك مخاطر صحية جمة في اماكن بيع المأكولات والمشروبات والوضع ينذر بالخطر كما اننا نتعامل بطريقة تؤدي الى كارثة صحية كبيرة في حدوث التسمم الغذائي وذلك لعدم وجود مواصفات واشتراطات صحية في جميع النواحي والشروط والمواصفات لانشاء كافتيريا او مطعم او مقاهي ناهيك عن وجود اطعمة في الشارع غير معروفة المكونات وطريقة الاعداد فضلاً عن منظر البيع في حد ذاته بالقرب من الاوساخ والذباب ،وقال ان الوضع يتطلب سرعة تدخل الجهات المسؤولة.