نظمت مؤسسة طيبة برس سمنار « الصحافة الاقليمية : الفريضة الغائبة » مؤخراً بمشاركة واسعة من الاعلاميين والصحفيين تناول خلاله الاستاذ فيصل محمد صالح تجربة الاعلام الاقليمي في السودان من ناحية تخلف وسائل الاتصال بين اطراف البلاد وتباين طبيعة البلاد الجغرافية التي نتج عنها اختلاف سبل كسب العيش في السودان، وكشف عن عجز الاعلام المركزي خلال العهود السابقة في الاستجابة لتطلعات جماهير الاقاليم . وتناول فيصل تطور الاعلام الاقليمي في السنوات الاخيرة الذي احصى فيه 15 اذاعة و14 تلفزيونا ولائيا التي باتت مسموعة داخل ولاياتها، مضيفا انها كبيرة من ناحية العدد بيد انها صغيرة في حجم تأثيرها ، وتطرق فيصل الي تجربة صحيفة كردفان التي كانت تصدر من مدينة الابيض طيلة الفترة من 1945 الى 1970 التي أسسها رائد الصحافة الاقليمية الفاتح النور التي تدرجت في الصدور من شهرية الي نصف شهرية الى اسبوعية التي كانت تصمم وتطبع في مدينة الابيض، وابان ان تميز صحيفة كردفان كانت له عدة اوجه في كتابها المشاركين من خارج الابيض مثل بشير محمد سعيد وعبدالله رجب وحسن نجيلة وأحمد يوسف هاشم وفي توزيعها الذي بلغ 22 ألف نسخة ومراسليها البالغ عددهم 63 مراسلا في انحاء السودان . وخلص فيصل في ورقته انه لم تنجح بعدها صحيفة اقليمية وباتت اول وآخر صحيفة اقليمية ناجحة ، بينما قدم الصحفي محمد عثمان بابكر نموذج ولاية البحر الاحمر للصحافة الاقليمية المعاصرة ، وارجع اولى المحاولات الي فترة سبعينات القرن الماضي في صحيفة « صوت الشرق » و « الشرق » بينما شهدت بداية القرن الحالي ظهور « بورتسودان مدينتي » و« أمواج » و« صوت برؤوت» ، واوضح عثمان واقع صحافة البحر الاحمر الذي لا ينفصل عن عموم الواقع الصحفي على مستوي المركز من حيث الرقابة على النشر والخضوع لقانون الصحافة والمطبوعات، مشيرا الي معوقات الحصول على المعلومات والرسوم وضعف الموارد والافتقاد للمطابع في بورتسودان .