يضطلع الصندوق القومي لدعم الطلاب بالعديد من المهام، ابرزها مسؤوليته المباشرة عن داخليات الطلاب بكل انحاء السودان التي شهدت عملا مقدرا ونجاحا كبيرا، وذلك بتشييد عدد مقدر منها على أحدث طراز، غير أن الداخليات التي تقع داخل الاحياء واغلبها عبارة عن منازل كبيرة يستأجرها الصندوق، تعاني إشكاليات غير خافية في جانب الخدمات، ورغم جهد الصندوق في هذا الاطار إلا أن بقايا نقاط سوداء مازالت واضحة في ثوب الصندوق ناصع البياض، وتعتبر داخلية الفرقان بأركويت إحدى هذه الداخليات التي سبق أن أوردنا تقريرا حولها بلسان عدد من الجيران في الحي يشكون حال «سايفون» الداخلية وخدماتها الاساسية. وفي زيارة للداخلية قامت بها «الصحافة» برفقة موظف من الصندوق، وجدت أن الصيانة بالنسبة للسايفون قد شملت تصريف «السايفون» بالفعل، فيما مازالت الرائحة تعم الأجواء وتنفر حتى من الدخول الى الداخلية، ويقول عبد الخالق محمد عبد اللطيف الجار الملاصق للداخلية من الناحية الشرقية مباشرة، إن صيانة السايفون كانت ظاهرية، ويضيف: رطوبة ماء الصرف الصحي مازالت آثارها على منزلي من الداخل وأدت الي تشققه، وأصر على «الصحافة» بالدخول الى داخل منزله، لرؤية ما حدث له، وذلك برفقة أحد طلاب الداخلية، حيث عاينت «الصحافة» آثار ما فعله الصرف الصحي للداخلية على هذا المنزل، وامتدت التصدعات الى كل الغرف الملاصقة للداخلية، كما شوهت الجدران بصورة واضحة لا تخطئها العين، موضحاً أن الصرف الصحي للداخلية لا يستوعب هذا العدد من الطلاب، لجهة ان الداخلية هي أساسا منزل سكني مؤجر ولا يحتمل السايفون أكثر من سعته. وكشف عبد الخالق عن أن اللجنه الشعبية رفعت مذكرة لمعتمد المحلية بشأن تضررهم من هذه الداخلية، وقال إن الرائحة أمام الداخلية تزكم الانوف، وعدد من المستأجرين بالقرب من الداخلية اضطروا إلى الرحيل بسبب المضايقة التي أحدثها وجود الداخلية في هذا الحي، مشيراً إلى أن مالك المنزل «يقصد مالك الداخلية» اصابه اليأس من اعادة صيانته لما خلفه الصرف الصحي من أضرار بأساسات أعمدته الخرصانية وباعه لآخر. وفي الوقت الذي أكد فيه موظف الصندوق أن الخدمات الاساسية بالداخلية جميعها متوفرة من مبردات مياه وكهرباء ونظافة حمامات وغيره، ولكن ومن خلال جولة «الصحافة» بالداخلية وجدت أن هناك مبرد مياه واحد، ودحض قوله حديث عدد من الطلاب ل «الصحافة» حيث أكدوا تردي الخدمات في الداخلية، وكشفوا عن عدم كفاية الحمامات. ويقول أحد الطلاب أنه وجه نداءً من قبل عبر مقال نشر في احدى الصحف مطالبا بالاهتمام بالداخلية وخدماتها. وذكر ان الحمامات لا تسع الطلاب وذلك لأن عددها أربع فقط، مؤكداً عدم استقرار الامداد المائي والكهربائي. وكشف أيضاً عن مغالة الصندوق في فرض الرسوم، كاشفاً عن مساعٍ باءت بالفشل قادتها رابطة للطلاب لتقليل الرسوم. ومن ناحية أخرى كشف موظف الصندوق الذي زار «الصحافة» عن ترحيل الداخلية خلال الاشهر القادمة الى مجمع طلاب سكني قيد الانشاء بمنطقة سوبا، حيث تقع الداخلية الجديدة بالقرب من كلية الغابات جامعة السودان. هذا ويدل تاريخ داخلية كلية الغابات جامعة السودان، على اهمال متعمد من قبل الصندوق، حيث كانت في بداية نشأة الكلية داخلها، ثم انتقلت الى منطقة سوبا الحلة عندما تحولت مبانيها الى قاعات للكلية، وفي سوبا جاءت الحادثة التي أفجعت مجتمع الكلية، حيث قتل طالب في الداخلية وقتها علي يد أحد اللصوص، وبهذه الحادثة انتقلت الداخلية الى منطقة المعمورة، ثم انتقلت مرة أخرى الى منطقة اركويت التي تشهد الآن الشد والجذب بين السكان والصندوق الذي وعد بأن يرحلها الى منطقة سوبا مرة أخرى؟