ظلوا يبذلون الغالي والنفيس لازالة عتمة الليل البهيم لسنين عددا .. قدموا كل ما يمتلكون من اجل حلم راودهم ليكونوا بمصاف باقي مناطق الخرطوم اكثر من احدى عشر قرية بابي دليق ابرزها قرية علوان حجب عنها النور لان شخصا ما آل على نفسه مصادرة تطلعات الناس ! و كان آخر تلك الممارسات سرقة 18 عمود كهرباء ضغط عالي من قرية علوان ، ثمانية عشر عمودا ظل الاهالي يرصدونها منذ ميلادها حتي نقلت علي متن شاحنة لتختفي في لحظات. ( الصحافة ) انتقلت الي تخوم الولاية في قرية علوان بمحلية شرق النيل لتقف علي فصل تراجيدي عنوانه هوان المواطن في ظل بروز نفوذ اشخاص نصبوا انفسهم اعمدة للجبروت. يقول عمر احمد ادريس ان سكان القرية فوجئوا باختفاء 18 عمود كهرباء ضغط عالي واكد عمر انه اتصل بشرطة النجدة 999 مرتين لمراقبة المناطق القريبة كالعسيلات وام ضوا بان والعيلفون كما قاموا بفتح بلاغ في نيابة ود ابو صالح وذهبوا لمقابلة معتمد شرق النيل الذي اكد لهم وصول البلاغ اليه مشيرا الى اتصال المعتمد بمهندس كهرباء شرق النيل وابان عمر انهم فتحوا بلاغا بالمادة 174 وكشف عن ان المتهم بالسرقة خرج بضمان بعد 12 يوما بعد ايداع مبلغ (18900) جنيه علما ان قيمة الاعمدة المختفية تبلغ 72 الف جنية. بينما قال عمدة منطقة ابو دليق محمد العمدة عثمان ان مشروع انارة قرى ابودليق يرجع الى بدايات عام 2006 لانارة 11 قرية بواسطة الخط الناقل من عد حسين الى قرى ود ابو صالح مؤكدا ان الخط تم تحويله الى قرى اخرى وحذفت منه بعض القرى مضيفا ان تلك المحاولات اخرت توصيل الكهرباء الى قراهم مبينا انهم اجتهدوا في الحصول على دراسة جديدة لتوصيل الكهرباء ودفعوا قيمة الاسلاك مشيرا الى تنصيب اعمدة الضغط المنخفض والعالى في اجزاء من قرية علوان وتبقى 20 عمودا بانتظار نصبها وشد الاسلاك قبل السرقة التي احدثت حالة من الصدمة لاهالى منطقة ابودليق النعيم حسن محمد الحسن اكد ان الاعمدة المسروقة ظلت زهاء الخمس سنوات بانتظار تركيبها مبينا ان معظم اهالي القرية من شريحة الفقراء ولا يستطيعون تحمل نفقات توصيل كهرباء جديدة وكشف النعيم عن معاناة مواطني قرية علوان جراء عدم دخول الكهرباء كاشفا ان المعلمين اصبحوا غير راغبين في التدريس بالقرية لعدم توفر الامداد الكهربائي الذي بات محركا لاوجه الحياة كما ان ادي عدم توفر الامداد الي تراجع التحصيل الاكاديمي لتلاميذ القرية ويقول عثمان احمد المصطفى ان غياب الكهرباء اثر على توقف الاجهزة الطبية في وحدتهم الصحية كما القى بويلات كبيرة علي سكان القرية لجهة ارتفاع تكلفة الجازولين المستخدم في تشغيل ابار المياه ، مشيرا الى ان سرقة الاعمدة ستفاقم الاوضاع وكشف احمد حسن محمد ان عدم توفر الامداد الكهربائي وراء زيادة معدلات هجرة سكان القرية الى المناطق الحضرية بالولاية مضيفا " ان عدم الكهرباء افقدني اعز جيراني " مؤكدا ان ان اكثر من احدى عشر اسرة غادرت القرية منذ بداية العام " ويقول عبدالله فرح موسي ان غياب الكهرباء جعلهم منقطعين عن العالم بالرغم من وجودهم داخل ولاية الخرطوم مشيرا الى توفر شبكة الاتصالات بيد ان المعاناة في شحن بطاريات الموبايلات التي تكلف جنيها لشحنها في المناطق الحضرية بشرق النيل ، وتشير الحاجة منى الى عدم استفادة الاسرة من الاجهزة الكهربائية وطالب الاهالي والي ولاية الخرطوم الدكتور عبدالرحمن الخضر بضرورة منح قضية انارة قري ابودليق ما تستحق من اهتمام ومحاسبة كل من اسهم في واد المشروع