تعتبر امتحانات مرحلة الاساس المحطة الاكثر بروزا في حياة الصغار ومؤشراً يعطي الكثير من المراقبين القدرة على قراءة مستقبل الصغار، وامتحانات الاساس نقطة تحول نحو مرحلة جديدة تمتد آثارها ربما لبقية عمر الفرد. ومن هنا ياأتي الاهتمام من الاسرة التي يتمترس جميع افرادها مع الممتحنين لتجاوز ايام الامتحانات وحصد ثمار جهود ثمانية اعوام من الكد والاجتهاد لتعلن حالة الطوارئ في المدارس والمنازل والوزارات المتخصصة ببدء الجلسة الاولى امس وكانت البداية بمادة القرآن الكريم ومع بداية الجلسة ودخول الطلاب الذين بلغ عددهم (116) ألف طالب وطالبة لقاعة الامتحان قامت الصحافة بجولة في عدد من مدارس الخرطوم للوقوف على سير الجلسة الأولى وكيف أبلى الطلاب. أمهات.. على جبهة الامتحان تقول منال احمد والدة الطالبة نفيسة أإنهم وبفضل تكامل جهود معلمي المدرسة استطاعوا الاستعداد جيدا للامتحانات رغم المشاق العديدة التي واجهوها مشيرة الى ان اطفالهم صغار والمواد التي يدرسونها كثيرة اثقلت كاهلهم ، وتؤكد منال ان الاستعدادات التي بذلوها من اجل ابنتهم تراوحت بين مصروفات الدروس الخصوصية والوقوف على تهيئة الظروف مضيفة ان مجهوداتهم اسفرت عن اداء ابنتهم امس في الامتحان بسهولة ويسر مؤكدة ان ابنتها لم تشكُ من أية صعوبة في الامتحان. بينما تؤكد فاطمة محمد رحمة والدة التلميذة حنين ان ابنتها اكدت ان الامتحان جاء ساهلاً و لم يخرج من المقرر وكان الزمن كافيا ومناسبا للاجابة عن الاسئلة .وابانت حنين ان التلميذات خرجن من غرفة الامتحان وهن سعيدات ، واشارت ام حنين انها ركزت مع ابنتها على حل الامتحانات ومتابعة تحفيظ وتسميع آيات الحفظ مؤكدة انها اعطت ابنتها بعض الارشادات. من جانبها اكدت اخلاص حسن انهن عمدن الى اجلاس بناتهن بانفسهن قبيل الامتحان للتأكد من انهن يجلسن في مكانهن الصحيح وتخفيف رهبة ومخاوف ما قبل الامتحان مشيرة الى سعيهن الى ايقاظ بناتهن مبكرا للمراجعة النهائية قبيل الامتحان . وكشفت سمية ابراهيم انها اقامت معسكرا دراسيا مع ابنتها منذ شهر يناير وعبرت سمية عن شكرها لادارة المدرسة التي اولت التلاميذ الممتحنين اهتماما خاصا مشيرة الى ان التلميذات اخبرنها ان الامتحان لم يكن صعبا ما سهل الاجابة عنه . المعلمون .. و حصاد سنين خارج احد مراكز الامتحانات بمحلية الخرطوم ، صادفنا احد معلمي الكنترول الذي قال ان قاعة الامتحان تسع ما بين الثلاثين والاربعين طالبا ، مؤكدا اكتمال استعداداتهم منذ اسابيع للامتحانات مشيرا الى ان التلاميذ حضروا منذ الامس لمراجعة مواقع مراكزهم واماكن جلوسهم للامتحان ، مضيفا انهم جهزوا كل مستلزمات الامتحان من مياه باردة وصناديق الاسعافات الاولية لمواجهة أية حالات طارئة . مديرة احدى المدارس وجدناها تروح وتأتي جيئة وذهابا من داخل حوش المدرسة ما يدل على ان حالة من التوتر تنتابها قالت لنا الاستاذة فاطمة ان مدرستها استعدت للامتحانات مبكرا من خلال اقامة معسكرات مراجعة وتركيز دروس ، مؤكدة ان المدرسة تقوم بعمل امتحانات شهرية من اجل الوقوف على مستوى التلاميذ ومعرفة نقاط ضعفهم تمهيدا لاخضاعهم الى جرعات اضافية ومكثفة ، وذكرت المديرة ان المدرسة انهت المقررات الدراسية منذ شهرين ما اعطى التلاميذ فترة استعداد جيدة للامتحانات ، واكدت فاطمة وقوفها مع طالباتها قبل وبعد جلسة امتحان الامس . الجلسة الأولى .. تبديد المخاوف التلميذ امير عامر بابكر اكد سهولة الامتحان مضيفا ان الاستعداد من أول العام الدراسي اول خطوة للنجاح (البحفظ من بدري ما عندو مشكلة ) مشيرا إلى ان مساعدة اسرته في التحصيل والمذاكرة وتهيئة المناخ للاستذكار ، وغير بعيد من افادة امير يقول الطالب عبد السلام احمد ابراهيم ان الامتحان لم يكن صعبا ولم يخرج من اطار المقرر ووصفه « بالموضوعي» وعبر امتنانه لاساتذه مدرسة الاتحاد بنين وبكلمات معبرة تنبع من القلب قال الطالب ثروت الهادي على (الامتحان تمام التمام والحمد لله) مؤكدا خروج الطلاب منذ منتصف الزمن المقرر للامتحان . بينما يقول مصطفى محمدين محمد انه انتهى من الامتحان منذ اول ربع ساعة من بدء الجلسة لسهوله الامتحان وانه جاء على نفس نمط ونهج الامتحانات السابقة مؤكدا عدم استعانته باي دروس خصوصية ويعطي التلميذ مصطفى على عوض السيد وصفة النجاح خاصته ويقول : الاستذكار من اول العام وعدم السهر واداء الواجبات في وقتها واشار مصطفى الى انه استيقظ منذ السابعة صباحا واستعد للذهاب للامتحان مبكرا حتى لا يرتبك أو يتأخر التلميذات .. لا مراجعة بعد الامتحان وامام احد مراكز الامتحانات تجمعت التلميذات بعد الانتهاء من الامتحان بسرور وفرح لسهولة الامتحان ومنهن اسلام عبد الهادى التى اشارت الى شعور الطلبه بالخوف والفزع من الامتحان ولكنه تبدد خلال الدقائق الاولى للجلسة وتمنت اسلام ان تمر بقية الامتحانات بخير وتكون النتيجة مرضية للجميع ، وفي نفس الاطار ذكرت الطالبه نور الهدى انها وصديقاتها شعرن بالخوف ولم يتمكن من النوم جيدا وبعد ان حضرن الى المركز مبكرا شعرن بالاطمئنان والراحة واضافت نور الهدى ان مديرة المدرسة كانت حاضرة وشددت عليهن بعدم الاستعجال ومراجعة الاجابات بعد الامتحان وألمحت هبة محمد ان عوامل الرهبة والخوف تنتج من معرفة الجميع كونك ممتحنا وينتظرون النتيجة مما يسبب ارتباكاً وقلقاً من الامتحان واشارت هبة الى سهولة الامتحان وان الجميع كان على اهبة الاستعداد ونصحت هبه بالابتعاد عن مراجعة الامتحان بعد الخروج من الجلسة ومع نهاية الجلسة الاولى لامتحانات الاساس والتي يؤكد التلاميذ انها مرت بسلام وسهولة .. مضينا بعيدا عنهم وفي اعينهم آمال بانقضاء فترة الامتحانات على نمط الجلسة الاولى .. الايام كفيلة بحسم تلك الآمال . في ضاحية الصالحة ومن ضاحية صالحة بام درمان نقل الزميل عبدالله اسحق صورة من المشهد العام فاشار الى انه وقبيل قرع جرس بداية الامتحانات توافد آباء التلاميذ لمدرسة الينبوع الاساسية ومركز مدرسة المحور الاساسية الخاصة ولسان حالهم يقول اللهم وفق ابناءنا وبناتنا ليرفعوا عنا كاهل المعاناة ووفقهن لدخول المدارس الثانوية الحكومية النموذجية ليخففوا عنا الصرف على المدارس الخاصة ... مدير مدرسة الينبوع طمأن الآباء والامهات الذين تجمعوا بفناء المدرسة قائلا لهم : (اطمئنوا ان شاء الله ابناؤكم ناجحون وسيدخل الكثير منهم المدارس الحكومية والنموذجية ) لكن والد التلميذ اواب يحى محمد يحى قال للصحافة انه لن يبرح المكان حتى يخرج ابنه من قاعة الامتحان ومن ثم مرافقته وصديقه متوكل عبدالله حتى تنتهي الامتحانات فيما قالت ام التلميذ عوضية سليمان ان ابنها سليمان كان مريضا يوم امس الاول و ظل في حالة قئ دائم فجاءت لتقف الى جواره حتى تطمئن على صحته مؤكدة انها ستكون منتظرة بفناء المدرسة حتى يخرج ابنها من الجلسة الاولى لتعود معه إلى المنزل.