مَنْ مِنْ سكان أم درمان القديمة لا يعرف الهادي نصرالدين ابن حي ود نوباوي الشهير ؟ كل الاوساط الامدرمانية تعرف الهادي وتعتز بمعرفته ،اهل الفن والثقافة واهل الكرة وسمار المدينة من عشاق الحكايات الجميلة ، بل يعرفه الكبار من اهل الحكم والسياسة منذ عهد الرئيس النميري وما قبله وحتى الرئيس البشير ، انه ظريف مدينة ام درمان العريقة وهو ذاكرة ام درمان بحق وحقيقة لما اشتملت عليه ذاكرته من احداث المدينة وحكاياتها عبر السنين خصوصاً حكايات ودنوباوي في الزمن الجميل ، الهادي نصر الدين التقيته في سرادقات عزاء الراحل زهير الفاتح محمود والذي مثل رحيله المفاجئ فاجعة للكثيرين من سكان ام درمان ممن جاءوا ليلة تأبينه يحملون رايات الصوفية وكلمات الذكر الحكيم ، التقيت الهادي وكان يجلس حزيناً في ركن قصي تبدو على وجهه آثار التعب فسألته عن احواله فأجابني بأنه مريض ويحتاج الى السفر للاردن للعلاج ولكنه يشكو ضيق ذات اليد وقال لي بعفويته الساخرة لقد اصبح حالي مثل حال السودان بعد ذهاب البترول الى دولة جنوب السودان . الهادي نصر الدين بحسب ما عرفت من صديقه الفاتح محمود يعاني من مرض ألزمه سرير المستشفى وما يزال يبحث عن العلاج ورغم علاقاته الواسعة مع رموز ونجوم المجتمع السوداني والامدرماني تمنعه نفسه من البوح بالكلام بيد اننا نشير هنا الى ان رجلاً ظريفاً ونادراً مثل الهادي نصر الدين يجب ان يتعالج على نفقة الدولة، فليس من حسن المعشر ان يكتفي اهل السلطة بتجاذب اطراف الحديث معه في اللقاءات العابرة اثناء مراسم ( الدافنة ) في مقابر البكري او حي العرب او غيرها ، ان للهادي اصدقاء كثر في رئاسة الجمهورية ووزارة الدفاع وبنك ام درمان الوطني وفي غيرها من المواقع ومن نقص القادرين على التمام ان يترك الهادي ليعاني وحيداً وهو يجلس امام محله بسوق ودنوباوي ترفرف فوقه لافتة كتب عليها ( ذاكرة أم درمان ) . ان السيد رئيس الجمهورية يستلطف الهادي نصر الدين وكذا عبدالرحيم محمد حسين وله صداقة قوية تربطه بالمدير العام لبنك ام درمان الوطني حيث جمعت بينهما صداقة متينة تستحق ان يطلع بموجبها على احوال صديقه نصر الدين لينظر كيف يمكن ان يقف معه في محنته ، ان الهادي رجل محبوب وله نكتة حاضرة وبديهة متقدة سريعة الى جانب احتفاظه بعلاقات طيبة مع اغلب سكان احياء مدينة ام درمان القديمة والعريقة ولذلك نتمنى على معارف الهادي نصر الدين ان لا يتركوه في محنته خاصة وانه خرج من المستشفى لتوه ولما يكمل بعد كافة مراحل العلاج ، ان ام درمان تحتفي بابنائها ومشاهيرها واذا اردت ان تنال رضاء ام درمان فعليك بالبر بابنائها الذين تغنى من اجلهم الراحل احمد المصطفى ( انا ام درمان تأمل في ربوعي .. انا ابن الشمال سكنتو قلبي على ابن الجنوب ضميت ضلوعي ) مثلما تغنى العديد من المبدعين لام درمان واهلها الطيبين الاصيلين ومن هذه الزاوية نحن نقترح على زملاء الهادي نصر الدين ان ينشطوا في التخفيف عليه والتقليل من آلام المرض بعمل ما يمكن وما يلزم مستعينين بما اودعته ذاكرة ام درمان من تجميع محبة الناس للهادي نصر الدين .