قال مسؤولون أمريكيون كبار، ان السودان وجنوب السودان تراجعا عن حافة مواجهة شاملة وانه يتعين على المجتمع الدولي اغتنام هذه الفرصة لضمان امكانية توصيل المساعدات الانسانية لمناطق النزاعات والضغط من أجل تحقيق مصالحة أوسع. واعتبر برينستون ليمان أكبر مسؤول في ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما المكلف بشؤون السودان ، اعلان الرئيس عمر البشير أنه سيزور جنوب السودان في الاسابيع القادمة اشارة الى مرحلة جديدة بين جارين ينظر الى علاقاتهما المتوترة كتهديد باعادة اشعال واحدة من أعنف الحروب في القارة الافريقية. واوضح ليمان أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ «قررت الدولتان التراجع عن حافة الهاوية، نظرت كل منهما الى الاخرى، وقالتا اننا نسير في الاتجاه الخاطئ، وتابع بالقول:»رأينا هذه التأكيدات من قبل،ولذلك فبينما نستمد منها قدرا كبيرا من الامل فستعتمد أمور كثيرة على ما سيتحقق في الاسابيع القليلة القادمة». وقال ليمان، انه كان يأمل أن تؤدي المحادثات الجديدة بين البشير وسلفا كير رئيس جنوب السودان الى تحسن الوضع بشكل عام ،ولكن حتى اذا تم التوصل الى اتفاق بشأن النفط فان تدفق العائدات النفطية قد يستغرق فترة تصل الى أربعة أشهر. واكد ان الولاياتالمتحدة ستكثف الان العمل مع دول أخرى من بينها دول عربية والصين وهي أكبر مشتر للنفط السوداني للضغط على الجانبين للتوقيع على اتفاق عملي مع وعود بتقديم مساعدة اقتصادية. وأضاف «اعتقد انه في وسعنا بذل المزيد لتوحيد هذا الجانب من المجتمع الدولي لان السودان يواجه هذه الأزمة الدولية الحادة جدا وهناك طريق واحد فقط للخروج منها». ودعا بعض نواب الكونغرس إلى فرض منطقة حظر الطيران فوق ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، محذرين من أن الولاياتالمتحدة »لن تظل تشاهد الفظائع في جبال النوبة والنيل الأزرق« و»لا بد أن نتخذ الخطوات التي نراها مناسبة«. من جهتها، قالت نانسي ليندبورج، وهي مسؤولة كبيرة في الوكالة الامريكية للمعونة الدولية، ان الولاياتالمتحدة تتطلع الى أن تفتح الاتفاقيات الجديدة المقرر توقيعها أثناء زيارة البشير، الباب للوصول الى المناطق الاكثر تضررا،وأضافت «سنبحث تقديم دعم غير مباشر للفاعلين السودانيين في مجال الاغاثة الانسانية اذا كانت هناك ضرورة لذلك». وتابعت «مستعدون لتوصيل مساعدات غذائية وانسانية لمن يحتاجونها على الفور». وفي السياق ذاته، رحب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي الدكتور جان بينغ بالاتفاقيات الاطارية بين البلدين. وأعرب رئيس المفوضية، فى بيان صحفى، عن سعادته ازاء روح التسوية والتعاون التي أبداها الطرفان وتأكيدهما على مبدأ الحيوية الذي ساد خلال جولة المفاوضات الحالية. كما رحب بينغ بقبول الطرفين بالحاجة الى مواصلة التفاوض كشركاء وليس أعداء، والسعي الى حلول مرضية للطرفين من أجل علاقتهما،وقال ان التحدى الآن يتمثل في ضمان استمرار هذا الموقف وترجمته الى تحسينات عملية في علاقتهما،مشيراً الى ان ذلك يتطلب قيام الدولتين بمعالجة القضايا الامنية التي لا تزال تشكل تهديداً على السلام في المنطقة، ومعالجة قضية النفط والمسائل ذات الصلة بما في ذلك استئناف انتاج النفط في جنوب السودان لتجنب الحاق مزيد من الضرر باقتصاد الدولتين. واكد ان الاتحاد الأفريقي ملتزم بدعم الطرفين خلال معالجتهما لتحدياتهما في هذا الصدد، داعياً المجتمع الدولي الى تقديم دعمه للطرفين. وعلى الصعيد الدولي، امتدح الامين العام للامم المتحدة بان كي مون حكومتي السودان وجنوب السودان للتقدم الذي احرزاه في اثيوبيا حول مشاكل ما بعد الانفصال. وذكر المكتب الصحفي لكي مون في بيان، «ان التوصل الى اتفاق بشأن حالة مواطني كل دولة وترسيم الحدود المشتركة خطوة هامة الى الامام وتعبير مشجع عن روح التعاون والشراكة لكلا الطرفين». كما رحب بان، بالقمة القادمة بين رئيسي الدولتين في جوبا لتوقيع الاتفاق وتشجيعهما على حل كل القضايا الاخرى العالقة باعتبارها مسألة عاجلة واجراء التسوية اللازمة التي من شأنها ضمان السلام والازدهار والمستقبل لكلا البلدين.