كالعهد دائما تظل جامعة الاحفاد للبنات احدى مراكز الحداثة والاستنارة في الحياة السودانية مع تلك اللمسة الخاصة من الاصالة والارتباط بالموروث التي ارستها هذه المؤسسة منذ صرخة النور الاولى التي اطلقها الاب المؤسس شيخ بابكر بدري، وظلت هذه المسبحة النورية منتظمة العقد من الاجداد الى الآباء فالاحفاد حتى استلم الراية قاسم بدري. شعلة العميد: اذا كان شيخ بابكر بدري هو من وضع الاساس فإن لبنات النهضة والتطور تدين بالفضل للعميد يوسف بدري. لم يكن العميد يوسف بدري معلما تقليديا بل مثقفا وتربويا موسوعي النظرة لذلك كان حريصا ان تظل شعلة النشاط الجامعي متقدة في جامعة الاحفاد علي مستوى الرياضة والفن وتنمية المجتمع والاهتمام بالبيئة والخضرة فكانت عنايته بالمناشط ورعايته لها اهتماما شخصيا وكان العميد يكن للطالبات المبدعات تقديرا خاصا وكان يردد التفوق الاكاديمي هو مستقبل الطالبة الشخصي اما النشاط الثقافي والرياضي فهو (روح جامعة الاحفاد)). البدايات الأولى: تعود النواة الاولى لاسبوع المرأة باحتفال سنوي اسري يجمع بين الآباء والطالبات وفيه بعض المعارض والمناشط المتفرقة ثم صار لاحقا نشاطا جامعا منظما منذ منتصف السبعينيات وقد ساعد على انتظام هذا النشاط وجود اساتذة بالجامعة عرفوا بحبهم للادب والثقافة كما ظلت الاحفاد عبر العميد مرتبطة بالمشهد الثقافي والاجتماعي للوطن واكبر دليل على ذلك صالون العميد يوسف بدري الذي يلتقي فيه اهل الفكر والثقافة وبعض الرموز السياسية والوطنية لأجل مناقشة هموم الوطن وقضاياه وتاريخه القديم والمعاصر.. انطلاق الفعاليات: تميز الاسبوع لهذا العام بعدة تجارب كانت ثمرة لملاحظات اللجان التي تنعقد وتتداول الآراء حول تطوير التجربة وقد شهدت هذه الدورة برعاية شركة زين وشركة ويتا عدة فعاليات ابرزها افتتاح المعارض في الثالث من مارس 2012م وقد تميزت المعارض هذه المرة بمشاركة عدد من طالبات الدول الشقيقة والصديقة وقد وجدت هذه المعارض استحسان الحضور وقد حرصت الطالبات على ان تكون المعارض بمثابة نافذة تعريفية وسفارة ثقافية تعكس ثقافة وتراث كل من ( جزر القمر ، اثيوبيا، الصومال، تركيا ، اريتريا، نيجيريا).. كما ظلت مشاركة الطالبات من دولة جنوب السودان قائمة سواء علي مستوى المعارض او مستوى الغناء والموسيقى مما يؤكد ان الاحفاد كمدرسة من مدارس الوطنية والانتماء صارت نموذجا لاحترام الآخر وقبوله علي اساس العلم والانسانية كما قدمت طالبات الصومال فاصلا من الرقصات التراثية. نحو سودان أخضر: الشعارا الذي احتكمت اليه المسابقات (نحو سودان اخضر) وهو شعار يتطابق مع مباديء الالفية من ناحية وليست مع التوجهات العامة لصون البيئة وحماية الخضرة وتشجيع مباديء الخضرة والجمال وقد ظلت صورة هذا الشعار تنتظم كل الفعاليات بل ان الجامعة لبست حلة خضراء بكاملها.. الفعاليات عادة تستهل بالمناشط الرياضية للطالبات ، ولها في الاحفاد تاريخ ضارب في العراقة وتشرف علي المناشط الرياضية الاستاذتان الجليلتان افكار والاستاذة فاطمة العجباني... كما يشرف علي النشاط المسرحي الاستاذ محمد شريف علي والانشطة الغنائية والموسيقية الاساتذة مصطفى شريف والاستاذ ممدوح طاهر فريد. الفن التشكيلي: تميز اسبوع المرأة هذا العام بحضور تشكيلي لافت بإشراف الاساتذة الطاهر ابراهيم الطاهر عبدالمنعم الخضر، علاء الدين الجزولي، مي محجوب شريف ، تنوعت الفنون التشكيلية بين فنون الاشغال اليدوية واللوحات والرسم والتصميم والتلوين والتصوير وهي مشاركات ليست ذات طبيعة تنافسية ما عدا جائزة شعار الاسبوع الذي فازت به مدرسة العلوم الادارية وهو عبارة عن علم السودان في شكل قلب.. المنافسات الحماس والإبداع: قوة التنافس وتقارب المستوى بين مدارس الاحفاد كان السمة المميزة للاسبوع مع ملاحظة تطابق كل الاعمال مع الشعار المطروح لهذه الدورة.. الحضور التنفيذي والسياسي لقيادات اجهزة الدولة كان مظهرا لافتا يتقدمهم مساعدت رئيس الجمهورية عبد الرحمن المهدي ووزير الثقافة الاستاذ السموأل خلف الله كما حلت على الاسبوع ضيفة كريمة الاستاذة نفيسة الشرقاوي لتعطي الاسبوع بحضورها الجميل لون الشرق ورائحة البن كيف لا وهي الاديبة والصحافية الرائدة. منصات التتويج: حازت مدرسة العلوم اللصحية على كأس الاسبوع والذي يمثل حصاد افضل الدرجات على المستوى الكلي للتنافس. كما حصلت مدرسة التنمية الريفية على درع الاسبوع الذي يجسد المرتبة الثانية. في الكورال فاز (الوعد القادم) من كلمات الشاعر عبد المنعم الكتيابي وحصدت مدرسة التنمية الريفية على جائزة في الدراما بعمل (حلة فوق)، وحصلت كل من شاهيناز احمد (طب) وتهانئ سعد الدين (تنمية ريفية) على أفضل جوائز التمثيل. رؤى وإشراقات: تحدث الاستاذ بدر الدين حسني رئيس لجنة التحكيم عن هذه الدورة قائلاً: (اللافت هو تقارب المستوى بين كليات الجامعة وهذا في تقديري يرجع لاهتمام الجامعة إدارة ومشرفين ويتجسد التقارب في المستوى خاصة في محوري الدراما والموسيقي). وقالت الدكتورة آمنة بدري: (ان الجامعة تتقدم بالشكر لكل من تعاون معها في انجاح فعاليات الاسبوع وجامعة الاحفاد بطبيعتها جامعة لكل أهل السودان بل لجيراننا الأفارقة كذلك وخصت بالشكر الشركات الراعية لفعاليات الاسبوع ولجان التحكيم والمخرجين المتعاونين وكذلك الموسيقيين وكل من ساهم بلا فرز). يذكر ان لجنة التحكيم تضم مجموعة من الاساتذة هم (بروفسير الفاتح الطاهر، د.الفاتح حسين، دكتور كمال يوسف، الاستاذ شكر الله خلف الله، الاستاذة هدى مأمون، الاستاذ محمد يوسف موسى، الاستاذ عبادي محجوب والاستاذ مصعب الصاوي مقرراً والأستاذة محاسن حمد الصديق رئيس لجنة الجوائز والدكتور محمود ياجي محكماً للبيئة.