احتفل السودان يوم السبت الرابع والعشرين من مارس الجاري باليوم العالمي لمكافحة الدرن، وهو التاريخ الذي يوافق ذكرى اكتشاف البكتريا المسببة لمرض السل. ودرجت وزارة الصحة الاتحادية والبرنامج القومي لمكافحة الدرن على الاحتفال بهذا اليوم لمدة عشر سنوات. وتم الاحتفال هذا العام بولاية الجزيرة برعاية السيدة فاطمة خالد حرم رئيس الجمهورية وتحت شعار «لنقض على الدرن في حياتنا». وكشفت الوزارة عن «20» حالة سنويا في السودان بنسبة وفيات 1%. وأعلنت عن ترتيبات لإجراء مسح كامل لحصر مرضى الدرن بالبلاد. وأفاد تقرير دولي بأن السل يقتل حوالى مليوني شخص سنويا في العالم، وتشير التقديرات المستقبلية إلى أن الفترة ما بين 2000 و2020م ستشهد إصابة بليون شخص على مستوى العالم و «200» مليون في خطر الإصابة، وسيموت «35» مليون شخص بالسل إذا لم تتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة. وقالت مدير البرنامج القومي لمكافحة الدرن بوزارة الصحة الاتحادية د. هبة كمال حمد النيل ل «الصحافة» إن السل مرض منتشر بالعاصمة والولايات، وقابل للشفاء تماما اذا واظب المريض على العلاج، وان قطع تناول الدواء يسبب الدرن المقاوم للادوية الذي يصعب علاجه، مشيرة الى ان الفحص والعلاج متوفر مجاناً، وان تطعيم الاطفال بلقاح ال «بي. سي. جي» يقي من السل. ودعت إلى رفع الوعي والتثقيف الصحي وتجنب الازدحام وتهوية المنازل جيداً، ووقف الوصمة الاجتماعية بالسل لضمان اكتشاف الحالات وعلاجها. وقالت ان الدرن مرض مزمن معدٍ يقضي على الشباب والبالغين، وتسببه بكتريا المتفطرة السلية التي اكتشفها العالم الالماني روبرت كوخ عام 1882م. وقالت د. هبة حمد النيل إن السل ينتقل باستنشاق الرذاذ المتطاير من فم المرضى الذين لم يتلقوا العلاج، عند العطس أو الكحة أو البصاق، أو عند أكل وشرب لبن غير مغلي ومبستر، موضحة أن اكثر الاشخاص عرضة للسل هم المخالطون للمريض، خاصة الاطفال والمصابين بضعف في الجهاز المناعي مثل مرضى الايدز والسكري الذين يتعاطون عقاقير كابتة للمناعة، وفي تجمعات الخلاوي والمعسكرات والسجون. ويتم تشخيص السل بجمع عينة أولية لحظة وصول المريض للمركز وعينة اخرى صباح اليوم التالي، وتجرى فحوصات متتابعة أثناء فترة العلاج عند الشهر الثاني والرابع ونهاية الشهر السادس. وطالبت د. هبة بدعم سياسي ومجتمعي واعلامي لحتقيق شعار «إذا لم تصب بالداء فاحذره وإذا أصابك فادحره»، وذلك باعطاء أولوية لمرضى الدرن، ومكافحة درن الاطفال، ووقف الدرن المقاوم للادوية. وتعتمد فترة علاج السل على التاريخ المرضي، وتتراوح بين من «6 8» أشهر، ويتم تقسيم المرضى الى مجموعتين للتصنيف، المجموعة الاولى تضم الحالات الجديدة وتعطى في الفترة المكثفة «شهرين» أربعة أدوية، ويستخدم في الفترة المستمرة «4 شهور» دواءان فقط، اما المجموعة الثانية وتضم حالات الفشل والانتكاسة والعلاج بعد انقطاع، فتعطي في الفترة المكثفة «3 شهور» خمسة أدوية، والفترة المستمرة وهي «5 شهور» ثلاثة أدوية. والاستراتيجية المتبعة لعلاج الدرن هي استراتيجية العلاج قصير المدى تحت الاشراف المباشر، وهي الأكثر فعالية والمتوفرة لمكافحة الدرن حالياً، وتحقق المعالجة الكيميائية تحت الاشراف المباشر معدلات شفاء تقترب من 95% حتى في أكثر البلدان فقراً.