كل الدنيا كم حروف وكم كلمات والناس ترحل بعيد وفي الكلمات مواقف وفي الحضور ألق وفي الحياة السودانية سجلت المرأة السودانية في خريطة السودان ملامحها ووجودها الفاعل في شتى مناحي الحياة السودانية، وحضورها فاعل في كل التخصصات وجاء هذا نتاجا للفهم المعرفي الذي ترسب في العقلية السودانية بمصاحبة حضارات شكلت الوجدان وفي المشهد الثقافي السوداني فنانات بلادي يصدحن بالغناء من عائشة الفلاتية لأم بلينا السنوسي وفاطمة الحاج ومهلة العبادية، والمرأة السودانية انتاج وابداع ورافد للحياة السودانية بقيم الجمال من زمن المرغوبابين وبنونة بت المك تناغم مع تفاصيل مشاويرها الابداعية شعراً ونثراً وسرداً غناء جماعيا جميلا ورائعا. ثنائي النغم مثل أضلاعا تحكي عن الفهم الجماعي للغناء. البلابل هادية وآمال وحياة عبد المجيد طلسم وهن من جعلن للغناء أبعادا وأشواقا ومن نسجن الفرح في وجدان الأمة السودانية.. محمد سليمان دخيل الله ومن رفاعة في العام 1904م جاء تعليم المرأة من الشيخ بابكر بدري الذي كان متقدماً في فهمه المعرفي لقيمة المرأة ولمقدراتها العقلية، وجاء حضور الأستاذة بلقيس عوض في مهرجان البقعة للمسرح اضافة وتشريفا لدور المرأة في المسرح وان قصب السبق كان لها من بدايات الحركة المسرحية ومرت شخوص من النساء بالذاكرة وقد كان لهن في اقتحام هذا المجال وتمر أسماء كثيرة كان لها البطولة في عدد من المسرحيات وكان لهن تشكيل فضاء المسرح بالحركة والأداء الجيد، وهن علامات وتاريخ في المسرح منهن على سبيل المثال لا الحصر الفنانة فائزة عمسيب وعند كل عمل تقول أنا حافضة وفائزة قبضت على جمر المسرح، وكان مشروعها المسرحي أن تكون في عقول وقلوب الناس وهذا ديدن المبدعات لا دراهم ولا دور لكن مساكن في قلوب من يعرفون دور المرأة في الحياة ودورها في المسرح وقد كانت لفتة بارعة من مهرجان البقعة ان تكون المرأة فاعلة في هذا المهرجان تمثيلاً واخراجاً وفي الاخراج تميزت أميرة أحمد ادريس وآمنة أمين وترجع بي الذاكرة لمعهد الموسيقى والمسرح في بداية الثمانينيات ونحن طلبة، وان الفنانة حياة طلسم أدهشتني في توجيهي والأخذ بيدي مع المخرج عباس أحمد الزبير في مسرحية جحا باع حماره، وكنت ألعب دور البطولة وفي المعهد كان في دفعتي نساء كان ديدنهن الابداع والبحث في المسرح من بدايات المسرح الاغريقي وحتى المسرح السوداني مروراً بمسرح الجاليات والأندية، وقد كن أخوات لنا ومن دفعتي سلمى الشيخ سلامة التي صارت فيما بعد كاتبة وناقدة يشار إليها بالبنان وهاجرت ولكنها تبقى من اللائي حملن لواء التدريس مسرحاً ومثاقفة. والمخرجة سوسن دفع الله جاءت من بيت يؤمن بالفنون كرسالة والمسرح كقضية وهي من اللائي صرن يسهمن في البرنامج اليومي للإذاعة السودانية انطلاقاً من أن مبدعات بلادي أينما اتجهن شكلن ألقاً برامجياً، ومن المسرح تكون البدايات وان المقولة التي قيلت في أن أعطني مسرحاً أعطك أمة كذلك كانت في دفعتنا زكية محمد عبد الله وقد شكلت مع فرقة الأصدقاء المسرحية مشاهد ومناظر في خريطة المسرح السوداني وإلى أن أضحت مخرجة في الاذاعة فهي تتحرك ما بين الدراما وبرامج الأطفال ودفعتي من النساء كلهن نجوم ومنهن سامية عبد الله الصديق الشهيرة ببت العرب وقد جاءت من مقدر بالجزيرة الخضراء وقد أخضر عودها في المسرح وصارت من الممثلات اللاتي يتوهجن على خشبة المسرح وغالية حسن رزق الله المخرجة التلفزيونية المعروفه، قد كانت نجمة وتشد الجمهور في الصالة بأدائها المتميز وهي مع كوكبة من الممثلات كن مع المخرج الفنان عماد الدين ابراهيم ومن كتابات عادل ابراهيم محمد خير وقد كنت معهن في مسرحية بيت بت المنى بت مساعد وكانت تجربة فريدة في أن كل الممثلات نساء، وقد طفنا بالعرض كل مسارح السودان.. وفي بيت بت المنا بت المساعد أظهرت الممثلات ملكات تمثيلية وكن رائدات في أن وصلن للقرى والدساكر في كل مكان وهن الفنانات تماضر شيخ الدين ونادية أحمد بابكر وعائشة المبارك وسعاد محمد الحسن وشادية مغازي وغالية حسن رزق الله وفائزة عمسيب التي كانت تخاف من ركوب المراكب عندما نريد أن نرتحل شرق أو غرب النيل، وأذكر في دفعتنا الناقدة سهير ابراهيم شقيقة الشاعر سعد الدين ابراهيم وآسيا التلب ومنى عثمان بركيه.. ولدى تجربة في مسلسل ضحايا المدينة مع الممثلة منى الصادق وأتلمس من خلال هذه التجارب الصبر الذي تتحلى به الممثلات أثناء البروفات والعروض لذلك نجد أن التمثيل لديهن رسالة، وتتواصل الأجيال من المسرحيات وفي مهرجان أيام الخرطوم المسرحية فزن بالتميز وهن كثيرات مبدعات أذكر سحر ابراهيم ونائلة وهالة مصطفى ويسمين عثمان وهذا الجيل من النساء لم يصل لهذه المرتبة إلا بعد أن سكب العرق والجهد من نساء رائدات شققن طريقاً للجيل القادم في فترة تاريخية عصيبة وعصية جعلت منهن رائد وصاحبات كلمة لهن التجلة والتقدير والاحترام في أيام احتفالات مسرح البقعة بيوم المسرح العالمي، وأذكر منهن عفاف أحمد والتي أمثل لأول مرة أمامها على خشبة المسرح القومي مع المخرج عثمان قمر الأنبياء في بداية الثمانينيات ورود وزهور لنفيسة محمد محمود وبلقيس عوض ورابحة محمد محمود وفتحية محمد أحمد وفائزة عمسيب وريا سعيد وتحية زروق وسمية عبد اللطيف ومنى عبد الرحيم ومنى الطاهر وأمينة عبد الرحيم وفائزة موسى وشادية الجنيدابي واخلاص نور الدين وتهاني الباشا وعزيزة سالم وسنية المغربي وسميرة مسعود وفائزة التوم وأسرار مصطفى وبثينة فضل الله ولمن فاتني ذكرهن لهن ميلون سلام ومحبة ورحمة على من رحلن وصحة وعافية لهن ولمن شكلن مسرحنا في السودان تحية وسلاما في أية بقعة من السودان.