تعتبر البطالة من أخطر مهددات السلام الاجتماعي وهي خطر يهدد الشباب وتحول دون تفعيل قدراتهم كما ان تمدد البطالة يهدد الحكومة فالحكومات التي تعجز عن توفير فرص العمل لا تجد من اسباب الدعم ما يمكنها من التبشير ببرامجها السياسية والتنموية، ووفقا لآخرالإحصائيات المتداولة فإن خطر البطالة يواجه الغالبية من الشباب من الجنسين وهم اكثر الشرائح الاجتماعية قدرة على العطاء وتمثل بطالة الشباب تحديا ماثلا للقائمين على هذا الأمر في المركز والولايات. وتشير الارقام الى ان هنالك أكثر من سبعين الف خريج جامعي ينتظرون على رصيف الانتظار الطويل . هذه المشكلة يصعب حلها جذريا الا من خلال مناطق نمو حقيقية وهو امر بعيد المنال في ظل ما تطرحه جهات الاختصاص كعلاج وهو امر لا يتوافق مع ما يتخذ من سياسات.. الصحيفة طرحت امر البطالة للمناقشة وتقول الخريجة خولة نصر الدين انها تخرجت في الجامعة في العام 1999 وحتى هذه اللحظة لم تحظَ بوظيفة وهذه ليست مشكلة شخصية لها بل صارت من المشاكل التي تواجه كل الخريجين بالبلاد الذين قذفت السياسات بأغلبهم نحو الرصيف. وذهب عبد الرؤوف عثمان الى تفاقم القضية الاجتماعية والتي تتجسد في جيوش العاطلين عن العمل من شباب الخريجين حتى برزت قضية البطالة كاحدى أخطر آفات السلام الاجتماعي في الفترة الاخيرة ويرى عبدالرؤوف الى عدم التزام الحكومة بتوصيات كل ورش العمل والتي ظلت تحذر من خطورة الموقف علما ان جميع ورش العمل تمت بمشاركة العديد من الجهات ذات الاختصاص وظلت المنابر تتحدث عن مخرجات تلك التوصيات ولكن بلا جدوى. وخلص عبدالرؤوف الى ان حل مشكلة العطالة المتفشية في البلاد بيد الحكومة وحدها فهي المسؤولة وهي قادرة على المعالجة شريطة توفر الارادة السياسية. سماح صلاح قالت انها تخرجت في الجامعة قبل اكثر من سبعة اعوام وبحثت كثيرا من اجل التوظيف في كل الاماكن وبعد جهد جهيد وجدت وظيفة في مركز للكمبيوتر بأجر زهيد فقررت ان تتمسك به الى ان تفرج لان حاجتها للعمل كانت ماسة جدا فظروف اسرتها اضطرتها لركوب الصعب على حد قولها وتشير سماح الى ان اسرالخريجين في اشد الحاجة الى توظيف ابنائها ما يحتم على الحكومة البحث عن خلق فرص التوظيف عبر اقامة المشروعات الكبيرة على امتداد السودان في ظل توفر كافة مقومات النجاح لاية مشروعات. أحد الشباب فضل حجب اسمه قال :( استطيع ان اؤكد شيئا وهو ان هذه الحكومة لا تولي قضية البطالة ادنى اهتمام والادلة كثيرة حيث ظللنا نسمع جعجعة ولا نرى طحينا انظر الآن لحال الكثير من الشباب الذين يجلسون على رصيف العطالة وقد ادمنوا الانتظار وهنالك جزء كبير منهم فضل السفر خارج البلاد وفي داخلهم الكثير من المرارات وقد اجبروا على الهجرة الى المجهول وانا شخصيا اعد نفسي للسفر وحتى السفر في حد ذاته مشقة وعناء كبيرين ،اذ دفعت دم قلبي لكي أسافر حتى اكون مستقبلي الذي ضاع نصفه انتظارا وأخاف ان يضيع كل مستقبلي ان انتظرت أكثر وأقول لإخوتي الحالمين بالوظيفة كان الله في عونكم ). الباحثة في قضايا التنمية إنصاف احمد قالت ان خلق الوظائف لن يكون حلا جذريا لمشكلة البطالة لان جهات الاختصاص مهما عملت فإنها لن تستطيع حل الأزمة، وتشير الباحثة إنصاف الى ان خلق الوظائف جزء من الحل الشامل ، وطالبت انصاف الحكومة العمل على خلق مشاريع كبيرة تستوعب عدداً كبيراً من الشباب واشارت الباحثة الى ان التوجه العالمي لحل هذه المشكلة يقوم على خلق المزيد من المشاريع الانتاجية. ان رصيف الانتظار يستوعب سنويا اكثر من سبعين الف من خريجي الجامعات الذين يتحولون الى عطالة جراء تجاهل جهات الاختصاص لحل مشكلتهم وهذا الوضع ظل يتفاقم عاما بعد عام مما خلق انعكاسات سالبة ستجر البلاد الى مشاكل تضاف الى مشاكلها الكثيرة ...