شاهد بالفيديو.. الفنانة شهد أزهري تعود لإشعال مواقع التواصل الاجتماعي بنيولوك جديد وتقدم وصلة رقص مثيرة خلال حفل خاص بالسعودية على أنغام (دقستي ليه يا بليدة)    شاهد بالصورة والفيديو.. فنانة سودانية تحيي حفل غنائي ساهر ب(البجامة) وتعرض نفسها لسخرية الجمهور: (النوعية دي ثقتهم في نفسهم عالية جداً.. ياربي يكونوا هم الصاح ونحنا الغلط؟)    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تسخر من الشباب الذين يتعاطون "التمباك" وأصحاب "الكيف" يردون عليها بسخرية أقوى بقطع صورتها وهي تحاول تقليدهم في طريقة وضع "السفة"    شاهد بالصورة والفيديو.. (فضحتونا مع المصريين).. رجل سوداني يتعرض لسخرية واسعة داخل مواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهوره داخل ركشة "توك توك" بمصر وهو يقلد نباح الكلاب    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    واصل تحضيراته في الطائف..منتخبنا يؤدي حصة تدريبية مسائية ويرتاح اليوم    عيساوي: البيضة والحجر    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    ماذا قال دكتور جبريل إبراهيم عن مشاركته في مؤتمر مجموعة بنك التنمية الإسلامي بالرياض؟    دعم القوات المسلحة عبر المقاومة الشعبية وزيادة معسكرات تدريب المستنفرين.. البرهان يلتقى والى سنار المكلف    انجاز حققته السباحة السودانية فى البطولة الافريقية للكبار فى انغولا – صور    والي الخرطوم يصدر أمر طواريء رقم (2) بتكوين الخلية الامنية    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إخفاقات طبية بالجملة وتمريض ب «المقطوعية»
عشرون يوماً بين ردهات مستشفى الخرطوم
نشر في الصحافة يوم 24 - 04 - 2012

إن تمركز الخدمات بشتى ضروبها لاسيما في جانب الحقل الصحي بالعاصمة، تفضحه بجلاء نظرة عابرة في جوف مستشفى الخرطوم، فيتكشف للمرء أن ثمة خللاً ما ينتاب الوضع الصحي بالبلاد، فمستشفى الخرطوم على سعتها وما يوفر لها من معينات لوجستية ودعومات مالية من قبل الحكومة المركزية، تبدو عاجزة أمام طوفان طالبي العلاج من شتى أصقاع البلاد، بالرغم من التحسن النسبي في بعض الجوانب التي على رأسها جانب صحة البيئة بالمستشفى، حيث يحس الداخل إليها أن ثمة نقلة نوعية قد طالتها، فتحسنت صورتها وسمتها العام، فغادرت باحة البؤس البيئي التي كانت ترزح تحت نيره لسنوات عجاف خلت، غير أنه مازالت هناك معضلات ومنغصات جمة عصيَّة على الحل تلتصق بجنبات الرسالة الصحية بالمستشفى العتيق، على رأسها الإهمال الطبي من قبل الأطباء البائن في ضعف متابعة المرضى وسير أحوالهم الصحية الذي يلازمه إهمال أكبر من قبل الكوادر المساعدة في قسم التمريض، لاسيما في عنابر الإقامة الطويلة، الأمر الذي يستلزم إعادة النظر في ماهية التمريض بأكبر مستشفى مركزي بالبلاد، هذا علاوة على معاناة قسم الطوارئ والإصابات من نقص بعض المعينات التي على رأسها نقالات المرضى وقلة الأسرة وضيق المساحة، بجانب معاناة مرافقي المرضى من أفراد الشرطة المتوزعين على شتى مداخل الطوارئ والإصابات، لدرجة أن الداخل إلى القسم يظن أنه في قسم شرطة لا في مستشفى.
ليس من رأى كمن سمع
ليس من رأى كمن سمع، ولا يستوي البتة من أتيحت له فرصة للوقوف بعينيه ومن أخذ من أفواه العالمين، فحقا أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى، فهذه المادة هجين من مشاهدات محرر قادته يد القدر للمكوث في ردهات مستشفى الخرطوم لمدة عشرين يوماً مرافقا لوالده، بجانب إفادات أخذها من أفواه بعض المرافقين وطالبي خدمة العلاج الذين اشتكوا من مضايقة رجال الشرطة على أعتاب وردهات قسم الطوارئ والإصابات، بجانب قلة النقالات به وضيق مساحته التي تنوء بما لا طاقة له به من طالبي الخدمة خاصة في طوارئ الباطنية والعظام والمسالك البولية، بجانب شكوى المرضى والمرافقين من سوء تصميم السلم المؤدي لعنبر انتظار الباطنية، حيث يصعب تسلقه، بل إن تصميمه السيئ قاد إلى انزلاق كثيرين، الأمر الذي عرضهم لمخاطر يمكن أن تسبب كسوراً في الأيدي والأرجل، فكل من له حاجة في عنبر انتظار الباطنية يكون أمام مرمى صعوبة ذلك السلم.
وعلى صعيد الأداء المهني بالطوارئ والإصابات وعنابر الإقامة، فالسمت العام أن الوضع بالطوارئ بحسب ثلة المستطلعين أفضل حالاً من المستشفى العام، حيث الإقامة الطويلة، غير أنهم أخذوا على الحوادث ضيق مواعين استقبال الوافدين وقلة الكوادر الوسيطة أو المساعدة «الممرضين» مقارنة بعدد الأطباء الذين تكتظ بهم باحة الطوارئ والإصابات التي أقروا لها بارتفاع وزيادة جرعة الاهتمام بالمرضى وسرعة إنجاز المهام عنايةً بالمريض، الأمر الذي يفتقر إليه المرضى المنومون بعنابر الإقامة الطويلة، حيث قلة الاعتناء بالمرضى وشدة الإهمال، لاسيما من قبل الكوادر المساعدة الذين على قلة أدائهم وضعف وجودهم تعوزهم الكلمة الطيبة والابتسام في وجوه المرضى، حيث أوضح المستطلعون أن كل من يتعامل معهم طلباً لخدمتهم، يشعر من قسوة تعاملهم أنه أمام سيل من التعليمات العسكرية تفوح صرامة وتنضح قسوة. كما عابوا على المستشفى العام تعطل أو توقف المصاعد، وأشاروا إلى أنه لا يهم أياً كان السبب التعطل أو الإيقاف، لجهة أن المحصلة النهائية تفضي إلى عنت ومشقة المرافقين الذين يجدون أنفسهم أمام خيار لا ثاني له، فيحملون مرضاهم بين أيديهم صعوداً ونزولاً على مدارج المستشفى، والصورة المرفقة خير شاهد، فيما أثبتوا للمستشفى العام التحسن الملحوظ في مستوى النظافة مقارنة بسالف السنوات، إذ تنهض بمهمة النظافة شركة ابن الخضر، وبالسؤال عن هوية مالكها علمت «الصحافة» أنه لا توجد علاقة لها بوالي الخرطوم عبد الرحمن الخضر!!
سقطة أولى في حمى الطوارئ
في مساء الجمعة التاسع من مارس المنصرم والشمس تلملم أطرافها في وقت الأصيل، حططت رحالي في صحبة الوالد بمستشفى الخرطوم، حيث تفيد التقارير الطبية بين أيدينا من قبل كوادر طبية بمحلية الحصاحيصا، بمعاناته من اضطراب في وظائف الكلى، الأمر الذي يحتم خضوعه للغسيل، فكان دخولنا من البوابة الخارجية للمستشفى إلى حوادث الباطنية ميسوراً، غير أنه ما أن اقتربنا من المدخل وهممنا بالتوغل إلى حيث المكان المخصص لحوادث الباطنية، إلا وصدمنا بكثرة المرضى وربما مرافقيهم وكذا الأطباء ومساعديهم، الأمر الذي جعل من حوادث الباطنية مرجلا يغلى لا تهدأ فورته.. فدنوت من أحد الكوادر المساعدة بعد أن عرفته بصلة قرابتي بزميل له، وطلبت منه المساعدة، فأشار إلى بالانتظار هنيهة والوالد مسجى على نقالة لا حول له ولا قوة، وبعد قليل اقترب صاحبنا من إحدى الطبيبات وسألها في أدب جم «يا دكتورة إذا أمكن تعايني هذا المريض» برطمت بكلمات فهمت من فحواها أنها مشغولة، بيد أنه لا مانع لديها من معاينة الوالد بعد أن تقضي ما بين يديها، وبعد قليل عادت إلينا والوالد لم يفارق نقالته بعد، وطلبت منا الأوراق والتقارير الطبية خاصته، فأخذتها فأشارت واستشارت إحدى زميلاتها. واستشففت من خلال حديثها معها أنها تكبرها منزلة علمية أو مهنية، لترد إلينا الأوراق وتطلب منا الذهاب إلى حوادث المسالك البولية بناءً على تقرير للموجات الصوتية ضمن أوراق الوالد، فخرجنا لا نلوي على شيء نجر الوالد على النقالة ونبحث عن موقع حوادث المسالك البولية، لنجد طبيبة مرابطة بجانب صويحابتها، فسلمناها الأوراق وشرحنا لها ما أشارت به إلينا طبيبة الباطنية، وبعد أن قرأتها أعربت عن دهشتها من تحويل طبيبة الباطنية للوالد إلى قسم المسالك، ولم تكتفِ بل سطرت بعض المفردات على وريقة على قلتها تحمل شدة اللهجة وتفضح ضعف الخبرة وقلة المعرفة، وتطلب من طبيبة الباطنية معرفة تاريخ المريض والوقوف على حالته قبل تحويله لقسم آخر، فتركت الوالد بحوادث المسالك ورجعت إلى حوادث الباطنية أبحث عن الطبيبة التي أحالته للمسالك، فوجدتها غارقة في معالجة المرضى، وبعد فراغها دفعت إليها بوريقة طبيبة المسالك، فعقدت الدهشة لسانها وهرولت إلى من استشارتها بادء الأمر تشكو من لهجة وريقة طبيبة المسالك وغلظة تعنيفها، وبعد مشاورة لم تدم طويلاً طلبت مني إحضار الوالد، فعدنا به لتبدأ رحلة علاجه من حيث المفترض ! فما رأيك يا سعادة وزير الصحة ويا فخامة وزير التعليم العالي ويا مدير مستشفى الطوارئ والإصابات؟ «بدون تعليق».
سهولة إجراءات وانسياب رغم الزحام
بدأت ذات الطبيبة رحلة بحثها عن موطن داء الوالد وسبب آلامه، بطلب سلسلة من الفحوصات المعملية والأشعة ورسم القلب، وللأمانة تم إجراء المطلوب في وقت وجيز دون أدنى تأخير سوى مقدار الزمن المنوط لإنجاز المهمة، ليتسلم زمام أمر معالجة الوالد طبيب آخر عرفت من ملامحه أن ليس سودانيا، واستوثقت فيما بعد أنه يمني الجنسية درس بإحدى جامعاتنا وتخرج في كلية الطب، فقد خففت عنا متابعته اللصيقة وحرصه البائن على أداء دوره على الوجه الأكمل برحاء معاناة الوالد، إذ لم يبخل علينا بأدنى شيء يمكن أن يسديه طبيب لمريضه، حتى أوصلنا إلى قسم الكلى، ولم يقف عند ذلك بل واصل متابعته حتى بعد خروج الوالد من الغسيل، وظل مرابطا جيئةً وذهاباً للاطمئنان إلى صحة مريضه، وحتى انبلج نور الصباح لم يغمض له جفن أو تلن له قناة، وأكثر ما يلفت فيه صبره وتأنيه وسعة صدره وهدوؤه البائن وحذقه لكيفية طمأنة المرافقين، وظل مرافقاً ومتابعاً لصيقاً لحالة الوالد إلى أن بارحنا عنبر انتظار الباطنية بعد ثلاثة أيام سوياً.
الله يسلم من السلم
أعرب عدد من المرافقين عن قلقهم من صعوبة السلم المؤدي إلى عنبر انتظار الباطنية الذي لا مناص من تسلقه والمرور عبره، لجهة أنه الوحيد، حيث تم إغلاق السلم المتدرج، بجانب عدم وجود مصعد يقود إلى العنبر في الطابق العلوي، حيث يلحظ المرافقون مكانه شاغرا دون التفات من إدارة الطوارئ والإصابات، حتى غدا مهجوراً ومكاناً لوضع بعض ما تيسر من النفايات. وحدثني المرافق محمد حسن أنه شهد خلال وجوده بانتظار الباطنية العديد من حوادث السقوط أغلب ضحاياها من الإناث نسبة لطبيعة الأحذية التي يستخدمنها. وختم حديثه بضرورة إقدام إدارة الطوارئ والإصابات على معالجة أمر سلم انتظار الباطنية حتى يكون المرافقون في مأمن من شر الانزالاق عليه. وقبل أن يكمل مناشدته إذا بإحدى ضحايا السلم تلقى حظها من السقوط المدوي حتى أشفق عليها الجميع، وسارع من كان في معيتها إلى أخذها إلى حوادث العظام المجاورة للسلم، وأفادني أحد أفراد القوات النظامية المرابط على نهاية السلم من الجهة العلوية، أن ما حدث للفتاة من سقوط أمر عادي، وزاد قائلاً إن بعض حالات السقوط بسبب رداءة السلم قادت إلى كسر كثير من الأيدي والأرجل، ومع ذلك لم تحرك إدارة الطوارئ والإصابات ساكناً لمعالجة سلبية تصميمه. وختم حديثه بأن حادث الفتاة لن يكون الأخير إن لم يتم تدارك أمر السلم الذي لم يعد يسلم من غدر الانزلاق عليه إلا حاذق عليم بأمره.
الشرطة في حماية الشعب وحراسة الأبواب
الشرطة في حماية الشعب من كل ما يهدد حياته، والشرطة رمز مقدس وتاج على رأس كل سوداني، ويجب أن تكون بمنأى عن الولوج في كل ما يعرض أفرادها للاشتباك مع المواطنين ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، ويفترض أن تكون أداة لفض الاشتباك لا طرفا فيه، حتى ولو كان سببه الدخول إلى حرم مستشفى الطوارئ التي ارتأت إدارتها اللجوء إلى طلب خدمات الشرطة لإيقاف طوفان المرافقين المندفع إلى حرم مستشفى الطوارئ، بدافع الشفقة على المرضى، غير أن كثيراً من المرافقين يرون أنه لا داعي البتة لوضع الشرطة وأفرادها أمام مهب نيران الاشتباك مع المواطنين، ويرى كثير منهم ضرورة إبعادهم من كل ما يقود للاحتكاك المباشر مع المواطنين، بسبب دخول المواطنين في مستشفى الحوادث، حفاظاً على هيبة الشرطة وحرصاً على إبقائها بعيدة عن كل ما يمس أو يخدش أو يقلل من شأن المنتسبين إليها، لاسيما أن كثيراً من المواطنين يأتون إلى مستشفى الطوارئ تحت ضغط نفسي كبير وشد عصبي شديد، وزادوا أنهم ليسوا ضد حفظ النظام، وأن مطالبتهم بإعفاء أفراد الشرطة من حراسة مداخل مستشفى الطوارئ والإصابات تعود الى الحفاظ على سمعة الشرطة ومكانتها لدى المواطنين، وإن كان لا بد من إبقائهم فليكونوا طرفاً مراقباً لجهة ثانية تقوم بدور الحراسة المباشرة، وأن يقتصر تدخل أفراد الشرطة على فض الاشتباك بين المواطنين وتلك الجهة.
انتقال مشوب بالوجل
لم يستبن لي صدق الصورة الذهنية القاتمة المرسومة والمطبوعة في أذهان المرضى والمرافقين بمستشفى الخرطوم، عن مستوى الخدمة الطبية المقدمة بعنابر الإقامة الطويلة، إلا بعد انتقالنا إليها، فقد لحظت أن كثيراً من المرضى ومرافقيهم يودون أن يطول مقامهم في دنيا الحوادث رغم ضيق مواعينها، إذ أسرَّ إلي كثيرون بأن الوضع بعنابر الإقامة الطويلة ليس بالدرجة المطلوبة، بل يتقاصر كثيرا عما يجده المريض بالحوادث من اهتمام ومتابعة، لدرجة أنه يدفع بجيوش الخوف لتضرب أطنابطها أفئدة من يشار إليهم بالانتقال إليها أملا في تلقي العلاج، ففي غمرة هكذا جو انتقلنا إلى عنبر المرحوم البروفيسور الضو مختار، طيب الله ثراه، بقسم الباطنية تسبقنا هواجسنا وترافقنا مخاوفنا بعد استخراج «فائل إقامة طويلة» وتوجهنا بعد التوكل على الحي القيوم، وعندنا وصولونا توجهت إلى مكتب التمريض بغية إفادة القائم على أمره بمقدمنا، لتكون فاتحة استقبالنا طريقة فجة، فدون رد التحية علينا اعترض على رقم السرير الذي أنزلنا به الوالد، وسألنا في غلظة: «القال ليكم منو تنزلوه في السرير ده؟» فأبنا له أن ذلك تم بتوجيه من القائمين على أمر عنبر الانتظار بالحوادث، وقبل أن نصل إلى تسوية وترضية بشأن السرير مثار النقاش والباعث على الجدل، قطعت علينا إحدى المرافقات نقاشنا وألقت بعض الكلمات شديدة اللهجة على قلتها: «غايتو أنا أبوي دا لو حصل ليهو حاجة وانتقل للآخرة شكيتكم لله.. حسبي الله حسبي الله» ورمت قاذفتها الكلامية وخرجت من مكتب التمريض لا تلوي على شيء تشيعها جيوش الزهد في فعل شيء حيال والدها.
عدم إدراك ومسرح تجريب
ومع استمرار لهث الكوادر الطبية في تشخيص حالة الوالد، أمرنا بإجراء عدد من الفحوصات والصور التشخيصية، من بينها الموجات الصوتية والأشعة المقطعية والقاما كاميرا، إذ أوضحت الأولى أن ثمة قفلة بحالبه الأيسر قادت لتعذر انسياب البول من حوض الكلية إلى الحالب ومن ثم إلى المثانة، وهذا التشخيص حدا بأطباء الباطنية للاستعانة بخدمات قسم المسالك البولية، لتبدأ رحلة مضنية من البحث عن الوحدة المقابلة لوحدة الباطنية المشرفة على حالة الوالد، وبعد لأي وطول بحث بالأقدام تارة والهاتف السيار تارات أخرى، توصلنا إلى نائب اختصاصي في وحدة المسالك البولية المقابلة، الذي لم يتوان في الوقوف على حالة الوالد. وأبان لنا أنه يحتاج لتركيب قسطرة (PCN) ونسبة لأنه ليس في الخدمة سطر لنا وريقة لحوادث المسالك لإجراء اللازم، وكان ذلك في يوم نهار الخميس 15 مارس، ليقوم نائب الاختصاصي المناوب بتركيب القسطرة المعنية بعد شرائنا لها بمبلغ «250» جنيهاً، بغية إفراغ حوض الكلية مما بها من بول، لتتم العملية ويخرج الوالد من غرفة العملية تسابقنا أمنياتنا بأن يكون الخلاص في أعقاب تلكم القسطرة، غير أنني لاحظت أن كيس القسطرة فارغ، وقلت في نفسي ربما تم تفريغه من قبل الطبيب وعلينا الانتظار قليلا حتى نرى أثر القسطرة، وامتد صبرنا لأربع وعشرين ساعة قبل أن نعاود مكتب حوادث المسالك لنخبرهم بملاحظتنا التي على ضوئها طلبت منا نائبة اختصاصي إحضار الوالد إلى غرفة ال (PCN) للوقوف على حاله، لتعود إلينا بعد قليل من إدخاله وتقول إن القسطرة لم يتم تركيبها بالصورة الصحيحة، وأنها ستعيد تركيبها، فإذا كان بالكلية (NEPHRON) ستبقيها وإن لم يكن بها ((NEPHRON ليس هناك داعٍ لإبقائها. ولم يكن أمامنا خيار سوى الامتثال لرؤيتها، لتخرج علينا بأنه لا داعي لإبقاء القسطرة، ولم تتمهل في نزعها ورميها في سلة المهملات، لنعاود بعدها الاتصال بنائب اختصاصي المسالك بالوحدة التي نتبع لها، ونخبره بما جرى، ليجيء رده بأنه لا يستطيع فعل شيء بعد زميليه السابقين، وأنه علينا الانتظار حتى مقدم الاختصاصي يوم الأحد، وننتظر لنحضر في الموعد المحدد بعد قضاء «48» ساعة دون فعل شيء، لنقابل نائب الاختصاصي المعني بوحدة المسالك التي يتبع لها الوالد، ليخبرنا بأن الاختصاصي خارج البلاد، إلا أنه لا مانع لديه من معاينة حالة الوالد بغرفة ((PCN ودون الدخول في تفاصيل ما حدث أخلص إلى اكتشاف نائب الاختصاصي أن الكلية مليئة ب (NEPHRON) وأن الوالد بحاجة إلى (PCN)، وهرولت إلى خارج المستشفى لاحضارها من ذات الصيدلية التي اشتريتها منها المرة السابقة، وبذات السعر تحصلت عليها. وإلى هنا وبهذه التفاصيل المتتالية أسأل أهل الصحة والتعليم العالي عن تفسير ما حدث من تخبط وسوء تقدير وقلة دراية؟ ومن المسؤول عن ذلك؟ ومن الذي يَذُبُّ عن المريض لوثات وعناء تكلفة المال، ولنفرض جدلا أن المريض لا يملك ثمن القسطرة للمرة الثانية وتحمل نفقات الأولى، فمن الذي يحمل عنه عبء تشتيت ماله دون ذنب جناه سوى إسلامه جسده العليل إلى أطباء يتوقع وجود البلسم والشفاء على أيديهم؟ وماذا عن نائب الاختصاصي الذي لم يستطع تركيب (PCN) بالصورة الصحيحية؟ وما قيمة تأهيل من تفتي بأن الكلية خاوية على عروشها وتشكو قلة جرذان ال (NEPHRON) في وقت يتكشف لمن يأتي بعدها أنها تكاد تنفرط من شدة اكتظاظها به.. أفيدونا يا أهل الاختصاص؟
ولمستشفى الذرة نصيب من الفشل
بعد أن ثبت نائب الاختصاصي ال (PCN) طلب إجراء صورة أو فحص يدعى (DTPA) لتحديد نسبة وظيفة كل كلية، وأشار إلينا بأنه يوجد بمستشفى الذرة، وأنه حتى يستطيع المريض الحصول عليه يتوجب تسجيل اسمه ضمن قائمة الانتظار، لأجل هذا ينبغي الاستعجال. وبالفعل ذهبت إلى مستشفى الذرة وتم تسجيل اسم الوالد لدى قسم ال (GAMA CAMERA) لتفيدني الموظفة بأن الجهاز متعطل وعلي تسجيل رقم هاتفي، الى حين يتم إصلاح عطل الجهاز، لألعالجها بسؤال بريء بعد إيداع رقم هاتفي لديها فحواه: منذ متى توقف الجهاز عن العمل؟ لتجيء إجابتها فاجعة وطاردة بأنه فارق دنيا العمل لمدة شهرين متتاليين، وقررت من توي البحث عن مستشفى بديل كسباً للوقت، وفي نفسي شفقة على صف المنتظرين على رصيف الصبر وجمر الحاجة، فمن المسؤول يا ترى عن تعطل جهاز ال (GAMA CAMERA) وما دور إدارة مستشفى الذرة حيال تعطله؟ وأين وزارة الصحة مما يجري في مستشفى الذرة الذي يعبر اسمه بالفعل عن معنى «الذَرة».
نزع رداء الرحمة من ملائكة الرحمة
الطب مهنة إنسانية في المقام الأول، والإنسانية فيه لا تسقط عن فئة من الخائضين في بحره تبعا للدور الذي يؤدونه مهما صغر في نظر البعض، وأعني بذلك الكوادر المساعدة، خصوصا الممرضين الذين تبين معاملة وتعامل بعضهم بمستشفى الخرطوم بجلاء بعدهم كل البعد عن حمى الإنسانية، إذ أن أكثر شكوى المرضى من سوء تعاملمهم، وإليكم أنموذجان فقط لتقف إدارة المستشفى على الصورة الذهنية القاتمة والانطباع السيئ، بل الحقيقة المرة التي يمكن أن يخرج بها المرضى ومرافقوهم عن التمريض بمستشفى الخرطوم المركزي، ففي صبيحة أحد الأيام والشمس تستعد لإرسال أشعتها لتهب الضياء، قابلت أحد المرافقين بالقرب من مكتب التمريض بعنبر الباطنية رجال والحيرة بادية على محياه، فسألته عن سر وقوفه في توقيت مبكر، فأوضح لي أنه في انتظار مقدم ممرض ليأخذ عينة دم من والده طلب الطبيب أخذها في توقيت مبكر، غير أن المرافق لم يجد من الممرضين من يستعين بخدماته، فوقف محتاراً، فأشرت عليه بالاتجاه إلى مكتب تمريض عنبر البروفيسور داؤود مصطفى، فأوضح لي أن ممرضيه لن يأتوا معه، ولم يكمل عبارته هذه حتى قطعها علينا ممرض يهم بالدخول إلى مكتب تمريض داؤود مصطفى، فسلمنا عليه وطلبنا منه أخذ العينة، غير أنه للدهشة أكد ما ذهب إليه المرافق من عدم موافقته تحت مظلة عذر أقبح من الذنب، فحواه أن مرضى عنبر البروفيسور الضو مختار ليسوا من مسؤوليته. ولم تجد معه توسلاتنا إليه وبعض ثورتنا في وجهه، ولم نجد في نهاية المطاف سبيلا سوى ترحمنا على مهنة الطب، فيا مدير المستشفى انظر عبث رعاياك بمهنة ملائكة الرحمة.
أما المثال الآخر في ظني أن بطله أكثر فظاظة وغلظة من سابقه، فمع قرب خروج والدي من غرفته بساعة تقريبا مغادرا المستشفى في ظهيرة الخميس 29 مارس المنصرم، أخرج أحد الممرضين قسطرة التبول من الوالد، غير أنه مع خروجه من الغرفة ووصوله إلى الصالة نزل من مستقيمه دم كثيف لطخ جلبابه بصورة ملحوظة توضحها الصورة المرفقة، فهرعت منزعجاً إلى مكتب التمريض المخصص لعنبر الضو مختار، طلبا لمساعدة الوالد وإيقاف نزف دمه، وبعد السلام وسؤال من وجدته بالمكتب وحيداً الذي عرفني بأنه ممرض، شرحت له الحاصل باختصار، وطلبت منه المساعدة، غير أنه يا للهول طلب مني الانتظار، فقلت كيف الانتظار ووالدي ينزف؟ فعندها أوضح لي في برود أنه لم يتسلم عمله بعد. وتركته وطفقت أجوب أرجاء المكتب علي أعثر على من يساعدني، لتقع عيناي على من أخرج القسطرة فشرحت له ما حدث، فعدنا أدراجنا إلى الغرفة وأجرى اللازم، بيد أن أكثر ما حزَّ في نفسي عندما قصصت عليه صنيع زميله محاولة إيجاد العذر لزميله الذي تقاعس عن إجابة داعي الرحمة والإنسانية، بأنه لم يستلم عمله بعد. فهل أصبح التمريض بالمقطوعية يا إدارة مستشفى الخرطوم ويا سعادة وزير الصحة؟ وهل الممرض أو الطبيب غير مسؤول عمن هو خارج مقطوعيته حتى لو رأه يموت أمامه؟ حسبنا الله.. حسبنا الله.. حسبنا الله. «أمسكت عن ذكر اسم ذلكم الممرض تلببا بأستار الإنسانية التي يفتقر إليها».
ولا يفوتني أن أذكر أن الأطباء بمستشفى الخرطوم ليس لديهم أدنى سلطان على الممرضين فيما بدا لي، حيث إنني توجهت لمكتب الأطباء خلف مكتب التمريض المعني، ووجدت بداخله ثلة من الأطباء وشرحت لهم ما حدث على وجه الدقة والتفصيل، وبثثتهم شكوى المرضى ومرافقيهم من قصور وتقاصر التمريض بالمستشفى، فأجمعوا على بؤس حال التمريض، غير أنهم لا حيلة لهم ولا قوة حيال ما يجري في باحته، ورموا بالمسؤولية على المدير الطبي، وأشاروا إليَّ بالذهاب إليه.
افتقاد المصاعد في أحلك المواقف
لا غنى للإنسان عن الآلة الرافعة بشتى ضروبها، ولا يكون بمقدور أحدنا تخيل شكل الحياة ومقدار عنتها وشدتها حال فقدانها، بعد تفيؤه ظلال راحة الآلة الرافعة في كل أحواله، ولا شك أن حاجته إليها أشد في مرضه وقلة حيلته وضعف قوته، غير أن واقع الحال بمستشفى الخرطوم يقول بلسان مبين إنه المستشفى لا يدري أهمية الآلة الرافعة، وأن خير دليل يمكن الاستدلال به توقف المصاعد آناء الليل وطرفي النهار بل كل اليوم في أحيانٍ كثيرة، إذ أن المرضى ومرافقيهم يشكون من تعطل المصاعد في أوقات كثيرة، وإيقافها وإيصاد أبوابها في وجه طالبي خدمتها في أكثر الأحيان، فكم من مريض لم يجد مرافقوه بداً وبديلاً من حمله على أكتافهم أو بين أيديهم على مدارج وسلالم المستشفى لاسيما في الفترة المسائية، والكل يلعن ويبدي السخط على إدارة المستشفى جراء تقصيرها، والصورة المرفقة توضح الوالد محمولاً على الأيدي نسبة لتعطل أو إيقاف المصعدين اللتين يمكن أن يستخدمهما مرضى الباطنية والمسالك البولية والنساء والتوليد. وللأمانة لم يحظ الوالد بالتنعم براحة المصعد إلا لمرتين فقط خلال عشرين يوماً، لم نصدق فيهما أن المصعد مشرع الأبواب، وعدا هاتين المرتين كان علينا حمله على أيدينا على كرسي متحرك، فلماذا تضن إدارة المستشفى بتشغيل المصعدين طوال اليوم؟ وإن كانت تخشى من سوء استخدامهما فإن مجرد توفير وظيفتين عماليتين يكفيها مؤونة ومغبة سوء الاستخدام ويضمن لها توفر الخدمة.
مرضى الكلى يعانون بعد الطوارئ
بالرغم من عدم تخلف قسم طوارئ مرضى الكلى بمستشفى الخرطوم عن ركوب موجة الازدحام والتزاحم والتدافع لخطب ود خدماته، وبالرغم من بذل القائمين على أمره وسعهم ومواصلة العمل به ليل نهار، إلا أن ثمة ما يؤخذ عليه إذ يتم حرمان المرضى المنومين بعنابر الإقامة الطويلة من الغسيل بعد إكمال مرات غسيل الطوارئ المحددة بثلاث مرات بحجة أن الغسيل في الطوارئ يجب ألا يتعدى هذه المرات، ومن ثم يتوجب على المريض الذهاب إلى مركز دائم للغسيل، الأمر الذي يصعب الحصول عليه لاسيما من قبل المرضى الذين ما زالوا بعنابر الإقامة الطويلة ويتلقون العلاج بالمستشفى، مما يضعهم بين أمرين أحلاهما مر، إما المكوث بالمستشفى لمواصلة تلقي علاجهم أو الخروج منها بحثاً عن الغسيل، وقد عايش الوالد هذه الحالة، إذ ظل بالمستشفى دون إجراء غسيل له رغم حاجته الماسة له لمدة عشرة أيام، ولم تلفح ملاحقتنا للقائمين على أمر عنبر غسيل الطوارئ، ولم يشفع له ارتفاع نسب العناصر الموجبة للغسيل من كرياتنين تجاوزت نسبته 8.1 وبولينا تجاوزت 220، الأمر الذي حملنا على قطع مسافة الطريق بين عنبر إقامته وعنبر الغسيل جيئةً وذهاباً أملاً في خضوعه للغسيل إلى غادرنا المستشفى، ويجب أن ذكر أن معاناة الوالد لا تعدو كونها مثالاً صادقاً لكل المرضى المنومين المحتاجين للغسيل لأكثر من ثلاث مرات، فهذا الوضع يستوجب إعادة النظر في تخصيص عنبر للمرضى المنومين على أن تنقطع صلتهم به بعد خروجهم من المستشفى، إذ ليس من المنطق أو الموضوعية بمكان أن يحرم مريض منوم بالمستشفى من خدمات المستشفى، وتركه للبحث عنها خارجها، علماً بأن ظروف المرضى الصحية والمالية لا تسمح للغالبية العظمى منهم بإجراء الغسيل بالخارج، وهم محجوزون بالمستشفى ولم يخل طرفهم منها بعد. وعلى مسؤولي وزارة الصحة وإدارة المستشفى تكليف أنفسهم للحظات من عمر الزمان للوقوف على حجم معاناة فئة المرضى المنومين المحتاجين للغسيل بعد انقضاء فترة الطوارئ المحددة.
قسم التغذية والنظافة إشراق في عتمة الإهمال
إن توخي العدل وطلب الإنصاف يحتم على كل صحافي مهني الإرشاد إلى مواطن الخلل والإشارة إلى مواضع الإشراق والتجويد، بغية ردم هوة الخلل والعض بالنواجذ على التجويد، فبالرغم من أن جرعة النقد تبدو كبيرة في هذه المادة، إلا أنها لن تمنعنا من الإشادة بما هو حسن ومستحسن من الجميع بمستشفى الخرطوم، المتجسد في التحسن الملحوظ في مستوى النظافة العامة بالمستشفى التي غدت تضاهي وتنافس المستشفيات الخاصة، رغم اتساع رقعة مستشفى الخرطوم مقارنة بتلك الخاصة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.