يخيم شبح الاغلاق على اعرق المكتبات السودانية بوسط الخرطوم بعد تراجع القوة الشرائية وانحسار الطلب على الكتاب، وتشكو مكتبة «مروي بوكشوب» من كساد اجبرها على تخفيض العمالة لاكثر من 50%، وعلى بعد امتار من المكتبة العريقة، فقد السوق الافرنجي للملبوسات الزخم والرواد بعد ان بلغت اسعار الملابس والاحذية عنان السماء. وحذرت مكتبة مروي بوكشوب، من ان تراجع القوة الشرائية للكتب وشح مرتادي المكتبة سيضعها امام محك الاغلاق وهجر النشاط الثقافي لعملية مبيعات الكتب الذي امتد لعشرات السنين منذ العام 1971م، واكدت ادارة المكتبة انها اوقفت استيراد الكتب منذ عام بعد انحسار الطلب على الكتب وارتفاع اسعار الدولار. وتنتظر ارفف المكتبة المطلة على شارع البرلمان بوسط الخرطوم زائرا عله يمحو ذرات الغبار التي علقت بها. وقالت مديرة المكتبة، انتصار كمال، ل»الصحافة» ان تراجع القوة الشرائية وانعدام مبيعات الكتب سيجبران المكتبة على الاغلاق بعد ان ظلت تعلن في الصحف عن بيع كميات من الكتب بأسعار زهيدة املا في تغطية منصرفات المكتبة التي استغنت عن خمسة عاملين من جملة 8 عمال بسبب الضائقة المالية، واضافت «كانت الصفوف تتراص في المكتبة وتمتد حتى الفرندة الخارجية للحصول على الكتاب من قبل مرتادي المكتبة» وتابعت «الآن تبدل الوضع.. لا يأتي احد الى هنا لاقتناء كتاب.. انهم يكتفون بمشاهدة الكتب التي تعرض خلف الزجاج الخارجي المخصص للعرض». وذكرت ان الناشرين السودانيين يطبعون مؤلفاتهم على النفقة الخاصة ويعرضونها في المكتبة التي تخصم منهم نسبة 20%، وقالت موجهة حديثها للمحرر: «لكن كما ترى تظل الكتب تنتظر قارئا متلهفا لشهور ولا تحظى بذلك» وتابعت «لدينا كتاب يبلغ سعره 140 جنيها بينما بيع الجزء الاول منه بقيمة 22 جنيها قبل ارتفاع اسعار الدولار». وفي السوق الافرنجي بوسط الخرطوم، اجبر تصاعد اسعار الدولار مقابل العملة المحلية التجار على بيع الملابس بأسعار عالية تفاديا لخسارة مؤكدة وانتظار ما تسفر عنه الايام. وارتفع قميص قطني متوسط الجودة كان يباع في السابق ب50 جنيها الى 150 جنيها، بينما ارتفع سعر بنطال جينز متوسط الجودة الى 90 جنيها، وبالكاد يتمكن بعض التجار من بيع كميات ضئيلة منها خلال اليوم لسداد الايجارات اليومية للمحال المخصصة للعرض. وبالقرب من شارع الجمهورية الذي يعتبر قبلة لعديد من المتسوقين الذين يطلبون الملابس الفاخرة، ينتظر بعض العاملين في مجال بيع الملبوسات الرجالية مرور زبائن بالكاد لا يتجاوزون عدد اصابع اليد الواحدة في اوقات الظهيرة، وهي اوقات الذروة لسوق يغلق ابوابه قبل حلول المساء. وقال تاجر يدعى محمد عبدالله، ان ارتفاع اسعار الدولار مقابل الجنيه ارغم العديد من التجار على ابداء الرغبة في التخلص من البضاعة بشكل سريع حتى يتسنى لهم انفراج ازمة الدولار، وقال ان المستوردين يطالبون بأرقام فلكية عند توريد البضاعة من المحطات الجمركية وهي الاخرى ارتفعت مطلوباتها المالية لدرجة يضطر معها العديد الى ترك البضاعة لعدة شهور املا في ايجاد حلول لضائقتهم المالية.