٭ المشهد طفلة وسط اللمة منتبهة تقدم مقص الافتتاح لتتعانق حوله أيدي الدكتور الوزير محمد عوض البارودي والسفير اللبناني الدكتور احمد شماط، المقص وهو يتجه بشفرته الى شريط سولوفان كان في الواقع يدشن فرحة عامين من عمر الاصدارة الاقتصادية الاجتماعية المميزة (حواس) التي يرأس تحريرها الصحفي طارق شريف ويرأس مجلس ادارتها السفير ميرغني سليمان، ذلك المساء لم تطفيء (حواس) الشمعة بل اوقدت شموعاً أخرى كحلمها بالمستقبل. لمسات ناعمة: ٭ ليس مصادفة ان يشهد الحضور بروفيسور قاسم بدري رئيس جامعة الاحفاد فقد قصدت اللجنة ان يضيف باسمه العائلي وتاريخه العلمي سطراً آخر في مناصرة المرأة وهذه المرأة هى المرأة المبدعة في شأن التشكيل. وقد قصدت اللجنة الفنية المنظمة ان تنحاز اولى بشارات الاحتفالية لمكانة المرأة أماً وأختاً ومبدعة كذلك. فكرة المعرض الجماعي نفسها قصد منها إحياء قيم العقل الجماعي والتعاون لانجاز المشروعات وهى قيمة الايثار والمشاركة والنفير التي كادت ان تطويها قيم العصر المادية وتجعلها في الهامش، الوحدة والتنوع عنصر آخر عكسته بانوراما المعرض إلا ان المعرض كذلك احتفى بفكرة التنوع على مستوى الموضوعات والمدارس والخامات (الخزف، التلوين، القرافيك، الزجاج) كذلك التنوع على مستوى الاجيال للفنانات المشاركات فمنهن حديثة التخرج ومنهم من شاركت في اكثر من معرض والتنوع على مستوى الهواية والاحتراف أيضاً منهن الام بأطفالها ومنهن صبابا لا زلن في عمر الزهور. ذاكرة الستينيات: ٭ اختيار باباكوستا لم يأتِ مصادفة وإنما قُصد منه إحياء وبعث الحيوية في روح هذا المكان التاريخي الاجتماعي الاقتصادي فباباكوستا في ظل إدارة عمر الفضلي ليس مطعماً لتناول الوجبات وإنما جاليري للفنون الجميلة وساحة للتواصل الاجتماعي ومسرحاً لموسيقى البلوستارز، وهو أيقونة خرطومية بامتياز تعكس ذلك الاسهام الفريد للاغاريق في محيط الثقافة السودانية وما اضفوه عليها من لمسة الحداثة والتجديد وانصهارهم الايجابي والتلقائي دون مزايدة على عرق أو دين أو توجه وبهذه الدلالات يعمق اختيار باباكوستا هذه الرمزيات مجتمعة في وقت أحوج ما نكون فيه لنبذ العنف والإنكفاءة العرقية والطائفية والنظر بمحبة لسودان جميل متصالح مع ذاته والآخرين وهى سمة ظلت تعيش بين الناس فطرة لا تصنعاً. الأناقة في البساطة: ٭ عبر الاستاذ طارق شريف في كلمته وهو يحييّ الحضور عن جوهر الاحتفال ومغزاه هو احتفاء بقصص نجاح هذه الامة الناهضة محاولة لرسم صورة لسودان مشرق جميل متفائل غير سودان الفضائيات الأجنبية التي لا ترى إلا نصف الكوب الفارغ بل تملأ النصف المليء سواداً هذا هو المعنى الذي بدأت حواس انطلاقتها لتصحيحه. وشكر في كلمته كل الحضور وخص بالذكر الوزير البارودي السفير اللبناني، السفير الاماراتي، السفير المغربي، ممثل سفارة تركيا، كذلك الاستاذ عبد الوهاب الدرديري رئيس جمعية الاخوة السودانية اللبنانية. كلمة الدرديري: ٭ طوّف الاستاذ عبد الوهاب الدرديري بالحضور في عوالم بهيجة جمعت بين حديث الفن والاقتصاد والدبلوماسية فعبد الوهاب الدريري فنان تشكيلي قبل ان يكون مستثمراً ورجل أعمال ناجح وناشطاً في تطوير آفاق العلاقات السودانية اللبنانية عاد بالذاكرة الى الوراء مسترجعاً اولى المواقف التي ربطت رحلته بمسيرة رئيس التحرير طارق شريف في تلفزيون ولاية الخرطوم وكيف امتدت هذه المسيرة الموفقة بالمحبة الصادقة والتعاون المثمر. من جهته تبرع الاستاذ عبد الوهاب الدرديري بشراء لوحة من كل فنانة من الفنانات المشاركات ومن ثم إهدائها باسم جمعية الاخوة السودانية اللبنانية للسفراء الذين شرفوا الامسية في اشارة لدور الفن في تعزيز العلاقات الانسانية بين الشعوب. تحدث عن اسرة مجلس الادارة السفير ميرغني سليمان شاكراً الحضور على حضورهم استهلالية الاحتفال بالعام الثاني لتأسيس (حواس). وقال إن المجلة واصلت نجاحها وتميزها بفضل الله سبحانه وتعالى والعمل الدءوب والإيمان برسالة الإعلام السامية ، كما ان المجلة استطاعت ان تقنع القاريء الذي بات يترقبها في المكتبات بجودة التصميم والموضوعات ومواكبة كل جديد يحدث في مجال الاقتصاد والاعمال. سندعم كل مبادرة ٭ من جانبه أكد الوزير دكتور محمد عوض البارودي ان المجلس الاعلى للثقافة والاعلام والسياحة ولاية الخرطوم من اولى اولياته دعم كل مبادرة واعدة تضيف للحياة الثقافية والاجتماعية في الخرطوم، وقال انني سعيد هذا المساء ان تشارك جمعية الصداقة السودانية اللبنانية رعاية هذه المبادرات وأظن انه آن الأوان لأن تفسح الدولة الدور للمجتمع الاهلي بكل منظماته وقواه الحية ليسهم في ترقية وتطوير وعودة الحياة السودانية كل بما يملك. د. الفاتح يتألق: ٭ مزجت مشاركة د. الفاتح حسين في الامسية بين نماذجه المسموعة التي صارت لها جماهيرية يتناقلها الناس عبر نغمات الموبايل كمقطوعة (صدى الطنبور، ورائعة عثمان حسين أحبك أحبك) وبذكائه المعروف لم ينس الفاتح ان يرسل تحية للسفير اللبناني عبر صوت فيروز وابداع الرحبانية ( كيفك انت سعادة السفير). وجوه وأسماء ٭ المعرض التشكيلي تميز بتنوع وثراء مع أعمال المشاركات الفنانات المبدعات رؤى اونسة ونسرين شارف وسلمى ارباب وإيثار عبد العزيز، وقد وجدت الاعمال المعروضة اشادة التشكيليين والنقاد على حد سواء واقتنى ضيوف من قناة الجزيرة القطرية بعض الاعمال من اعمال الفنانات المعروضة في معرض (لمسات ناعمة). وتميزت الامسية بحضور نوعي وشرفها الاستاذ سيد هارون وزير الثقافة والاعلام السابق بولاية الخرطوم والاستاذ عبد الله خيري مدير بنك البركة، ومولانا عصمت محمد يوسف الامين العام لبنك الخرطوم، والاستاذ حسن فضل المولى مدير قناة النيل الازرق، والفنان علي مهدي نوري رئيس مجلس المهن الموسيقية والمسرحية، والاستاذ عمر الجزلي الذي اثنى على مجلة حواس وقال إنها تتميز بالمواد الشيقة والتصميم الجاذب، كما شرف الامسية الاستاذ خليفة حسن بلة الامين العام لاروقة، والاستاذ عبد العظيم عوض نائب مدير الاذاعة والاستاذة صفاء عبد الباقي من وحدة الاعلام ببنك السودان والاستاذة ندى شارف من إدارة التسويق ببنك تنمية الصادرات، والاستاذ طارق البحر مدير اذاعة البيت السوداني. ومن اسرة حواس شكل الدكتور نصر الدين شلقامي وسيف حاج الصافي وجميلة الجميعابي ومي البنا ومصعب الصاوي وأمير مغربي حضوراً زاهياً ووقع في دفاتر الحضور الاستاذ محمد خير من صندوق رعاية الطلاب ورئيس اتحاد التشكيليين عبد الرحمن نور الدين مدني، والمذيع معتصم محمد الحسن، والشاعر ود المامور، والاستاذ شرف والصحفية سهير عبد الرحيم، وعدد من نجوم المجتمع والإعلاميين والتشكيليين ،ووثقت للامسية عدد من الفضائيات ومنها قناة النيل الازرق، المنتج امير احمد السيد وفضائية الخرطوم والاستاذ طارق المادح واذاعة مونت كارلو ومراسلها إسلام عبد الرحمن.