رغم مجهودات ادارة المرور والترتيبات المرورية والانتشار الشرطي الملحوظ ما زال مسلسل حوادث المرور يؤرق الكثيرين لما يترتب عليه من آثار نفسية و اجتماعية. وحالنا هو حال كثير من الدول المتأخرة والمتقدمة حيث اصبحت الحوادث تمثل هاجسا.. فقد بلغت حوادث المرور وتجاوزت ضحايا الحروب.. بل تجاوزت اصابات مرض العصر الايدز.. وضحاياه .. حري بنا ان نرسل اشارة توعية الى شركاء الطريق بالرغم من انه لم يأتنا تحليل تفصيلي عن اسباب حوادث طرق الولايات وهي في الواقع شرايين تربط بين الولايات.. ولا تنطبق عليها طرق مرور سريع.. مواصفات طرق المرور السريع لا تنطبق على طرقنا ولكن السؤال هل الدول التي تملك احدث طرق المرور السريع .. مثل دول الخليج ، والدول الاردنية.. لا توجد بها حوادث مرورية الاجابة توجد بها حوادث لأن الحادث تتحكم فيه عدة عوامل عملا بالقاعدة المرورية ان اي حادث مرور تسبقه مخالفة مرورية.. لو تم تحليل اي حادث نجد ان هنالك مخالفة مرورية اولا مثال شحنة خطرة (مخالفة) التخطي الخطأ مخالفة.. السواقة باهمال والقيادة بموبايل يمكن ان لا تحدث حوادث وانت ترتكب هذه المخالفات الجسيمة ولكن مشكلتنا امام محطة الوقود يكتب لك اوقف الماكينة ولا تستعمل الموبايل ولا تدخن ولكنك لا تفعل وعند حدوث الحريق.. تأتي الفكرة.. عندنا حساسية من «استوب» stop كما ان ناس السلامة والامن يقولون دائما ابعد مصادر الاشتعال قبل حدوث حريق. أسباب حوادث المرور واضحة ولكن هنالك عوامل اقولها بصراحة.. (أ) هل الاطارات وان كانت جديدة صالحة.. 100% ، لطرقنا.. مستوى الشرشر ونوعيته ... إلخ.. (-) هل توجد علامات تحذير مضيئة قبل المزلقانات والمنعطفات.. (ج) هل التوعية المرورية كاملة وجاهزة لمستعملي طرق الولايات وهل لديهم ارشادات اين يخفض السرعة ، اين الحفر.. هنالك عربة متعطلة.. (د) هل نستعمل المرايات الجانبية والداخلية (ه) هل سلوك السائق له اثر .. القيادة وهو مرهق .. وتحديد زمن للوصول غير قابل للقسمة ومسافة الطريق والظروف المحيطة، فسلوك السائق ما زال يشكل الرقم الاول في حوادث المرور اذا ما اقتنعنا وسلمنا جدلا هذه طرقنا وهذه حالنا فالدول وتطورها يقاس عبر طرقها.. فالتنمية بالطرق.. لكن لابد لنا ان نقتنع بان السائق والطريق هو يحتل النسبة الاكبر في الحوادث فضيق الطريق يحتل هامشاً ،مثال الحوادث في طريق (صالحة) واي وقوف على نهر الطريق مؤشرات لحادث فالسائق يتفادى كتف الطريق (طرفه) خوفا على اللساتك فهنا بداية الحادث المروري لأي تجاوز خطأ او تخطي في تخطي.. ولابد من اصطحاب الوعي المروري. العاصمة اصبحت قبلة لكل السودانيين الخدمات.. الجامعات.. الاراضي .. حيث ان مثلا شارع الصناعات (السوق الشعبي امدرمان) منطقة عدم وعي مروري بامتياز.. لابد من كثافة مرورية ولا شك ان رجال المرور لديهم مشاكلهم ووجودهم يعالج اخطاء الهندسة المرورية بل في حالة توقف الاشارات المرورية لأن تعليمات رجل المرور تلغي جميع الاشارات المرورية .. لدي اقتراحات للقائمين بأمر المرور.. اولا: نكثف الوجود المروري والاستمرار فيه وعمل مسح مروري لمعرفة اماكن توقعات الحوادث وهي معروفة مثال في طريق مدني (اللفة) ..الخ - المزلقانات في طريق التحدي وعمل تحذيرات مضيئة ليلا.. وعمل كتيبات للسائق خاصة (اول مرة يقود بطريق ولائي).. معروف ان طرق المرور السريع لا يعبرها انسان او حيوان الا عن طريق نفق او كبري.. تحذيرات (ارسم شكل مثلث) .. وان يكون هنالك تيم مشترك / مهندسين ، اطباء، رجال مرور..الخ ثانيا: استحداث رخصة قيادة مؤقتة بمعنى ان اي طالب رخصة يعطى مراقبة لعامين ليراجع سجله المروري وما اذا كان ارتكب حوادث مرورية بسبب السلوك.. ومن ثم يكون لديه رخصة ملاكي (C,B,A) وهكذا .. ثالثا: (أ):تفعيل مجلس المرور خاصة في المحليات فما زالت الطرق داخل الاحياء تحتاج الى اولوية مرور ومطبات (مثال ابو العائلة الجوازات الاهلية) بامدمان.. (ب): قطع فروع الاشجار عند شارع النيل ابوقرون وانت متجه غربا بعد قاعة الصداقة لا تشاهد علامة المرور لأنها مغطاة بأشجار كثيفة قبلها. (ج): اعطاء الرخصة لابد ان نفهم السائق اول مرة انها ليست نهاية المطاف ليعود للمخالفات لازم يعمل حسابه... (د): دراسة متأنية للاشارات الضوئية الرقمية التي تجعل عديمي الوعي المروري واصحاب السلوك السالب بالاسراع للحاق عندما يصل الرقم تنازليا 3،2،1 وهكذا.. (ح): مراجعة التخطيط الارضي حيث تلاحظ وجود خط متقطع عند الانعطافات وعمل خط متصل .. الزبير - النيل بأم درمان.. (ط) مراجعة وجود شاشات الاعلانات وقربها من تقاطعات معينة ضيقة تجعل زمن الرجوع بالنسبة للسائق ضيقا.. وتكوين وحدة للتنسيق المروري تضم الجهات المعنية .. (ز) كان اسبوع المرور فرصة كما اشرت لتكريم الشركات التي يتقيد سائقوها بلوائح المرور وقوانينه في طرق الولايات وان تكون الحوافز قيمة.. في الختام نسأل الله لك الصحة والسلامة وان تعمل ويعمل الجميع دائما لابعاد مصادر الاشتعال ليس في المرور بل في كل المجالات..