تعرّف المنظمات الدولية الفقر على «أنه الحالة الاقتصادية التي يفتقد فيها الفرد الدخل الكافي للحصول على المستويات الدنيا من الرعاية الصحية والغذاء والملبس والتعليم، وتسديد فواتير الماء والكهرباء، والصرف الصحي وتلبية الواجبات الاجتماعية، وكل ما يعدُّ من الاحتياجات الضرورية لتأمين مستوى لائق للحياة»، واتسع هذا المفهوم وأصبح بعدئذ أكثر شمولاً خصوصاً بعد قمة كوبنهاغن التي شدَّدت على أهمية حصول الفرد على الحد الأدنى من الحياة الكريمة، وتأمين بيئة سليمة، وفرص المشاركة الديمقراطية في اتخاذ القرارات في جوانب الحياة المدنية. وتعكس دراسة أعدتها جهات رسمية في نهاية العام 2009،أن وراء الفقر الفوارق بين المناطق الريفية والحضرية بالسودان، خاصة المتأثرة بالحرب والنزوح المستمر من الريف، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى الطريقة التى نفذت بها السياسات الاقتصادية وتراجع الخدمات الاجتماعية وتوزيعها ، وفشل السياسات الاقتصادية الكلية ، وتفشي الفساد وغياب الشفافية والمسؤولية،وتخبط السياسات الزراعية وارتفاع تكلفة الانتاج وضعف الانتاجية. وفقاً لمسح أوردته الاستراتيجية المرحلية للحد من الفقر أعدها مختصون حكوميون، فإن نسبة 46.5% من مواطني السودان يعيشون تحت خط الفقر بما يعادل نحو 14.4 مليون مواطن. وأشارت إلى أن نحو 13 مليون مواطن يعانون من الحرمان الغذائي، وأن نحو 75% من سكان الريف من الفقراء. وكان تقرير التنمية البشرية الذي أنجزه صندوق الأممالمتحدة الإنمائي للعام الماضي قد صنف السودان في المرتبة 154 عالميا ضمن مؤشر التنمية البشرية ضمن أدنى دول العالم التي تتسم بتنمية متدنية. ويشير التقرير الأممي إلى أن دخل الفرد بالسودان لا يتجاوز 1353 دولارا سنويا، فيما يبلغ عدد المحرومين في السودان من خدمات شبكة الكهرباء 65%، ومن شبكة الماء الصالح للشرب 43%، وتعتبر استراتيجية الفقر من أهم شروط إعفاء ديون السودان الخارجية. ويرى غير قليل من الخبراء أن غياب و ضعف التنمية في معظم مناطق السودان هو العامل الاساسي في تغلغل واقع الفقر، ولايمكن مجابهة هذا الواقع من دون معالجة أسبابه الرئيسة بحل مشاكل السودان السياسية الحالية،وأن التخفيف من وطأة الفقر يبدأ بتقليل مستوى الفوارق التنموية بين أنحاء السودان المختلفة، وإحداث توازن بانتهاج سياسات منحازة للفقراء. نحو 85% من السودانيين لا يتعاملون مع الجهاز المصرفي ولا يتمتعون بأي ائتمان أو تمويل لممارسة أي نشاط انتاجي فهم المهمشون الحقيقيون، والمدخل الصحيح مراجعة السياسات قبل الاجراءات، واذا كانت الزراعة بشقيها النباتي والحيواني هي مصدر رزق غالبية المواطنين فانها مفتاح نحو معالجة حقيقية لمشكلة الفقر،مع اخماد بؤر التوتر ومناطق النزاعات المسلحة حتى تساهم في تحقيق اكتفاء ذاتي بتلك المناطق، وخلق فوائض انتاج تستخدم في التصنيع حتى يكون السودان «سلة غذاء السودان» قبل العرب والعالم ،وبغير ذلك يصبح الحديث عن محاربة الفقر شعاراً لا يقوم على ساقين. لا ياشيخ حسن استطاع الجيش الحر في سوريا تحقيق نقلة نوعية بعمليات جريئة في العاصمة دمشق، والسيطرة على معابر مع العراق وتركيا، وضرب رأس النظام بتفجير مقر مبنى الأمن القومي ما أدى الى مقتل وزيري الدفاع والداخلية وآصف شوكت صهر الأسد. القيادات العسكرية والأمنية التي لقيت مصرعها تتحمل مسؤولية مقتل نحو عشرين ألفا من أبناء الشعب السوري ،وظلت توجه الطائرات والصواريخ والمدافع الثقيلة الى صدور مواطنيهم العارية،لا شماتة في الموت ولكنهم وراء الدماء التي تسيل منذ 17 شهراً. ما أذهلني جدا هو موقف زعيم حزب الله اللبناني الشيخ حسن نصر الله الذي أطلق على مجرمي نظام الأسد الدموي صفة «شهداء ورفقاء سلاح»،كيف يتحول القتلة المجرمون في نظر الشيخ نصر الله الى شهداء ورفقاء سلاح،هل وجهوا سلاح سوريا الى اسرائيل التي اغتصبت الاراضي الفلسطينية وتسوم الشعب الفلسطيني سوء العذاب. الشيخ نصر الله قاد مقاومة لبنانية استطاعت طرد اسرائيل بالقوة من الاراضي اللبنانية المحتلة،وتصدى للهجوم على بلاده الأخير بفدائية واستطاع هزيمة «العدو» الذي ظن أنه لا يقهر،ولكن دفاعه عن نظام الاسد المتهالك ورموزه القتلة لا يتسق مع مواقفه وانحيازه للمستضعفين ولم نسمع عنه كلمة بحق الشعب السوري الذي تسحقه آلة الأسد الباطشة.