هل علينا ضيف عزيز هو شهر رمضان المعظم الكريم، بنفحاته وفيوضاته ورحماته، فهو الشهر الذى انزل فيه القرآن الكريم هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، ولهذا الشهر المبارك فضائل متعددة اختصه بها المولى سبحانه وتعالى عن باقى شهور السنة، لأنه كما قال الرسول «ص» عنه «سيد الشهور رمضان».. وهو شهر اوله رحمة، واوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار. ولكل منا عاداته وطقوسه خلال هذه الأيام المباركة، ويحرص على أن تكون جزءاً من احتفاله بشهر رمضان، فمنا من يحرص على زيادة جرعة العادات.. وهناك من يستثمر هذه المناسبة الفضيلة للتواصل العائلى وتبادل الزيارات الأسرية.. والبعض الآخر يفضل السهر فى الاماكن الشعبية بصحبة الاصدقاء او البقاء فى المنزل لمتابعة المسلسلات والبرامج على شاشة التلفزيون، كل ذلك بعد الإفطار وتأدية صلاة التراويح، لكن ماذا عن عادات وطقوس عروس الرمال طوال شهر رمضان المعظم؟ والاستعداد لرمضان فى الأبيض يبدأ قبل حلول الشهر الكريم بفترة، حيث تقوم النساء بتجهيز الحلومر، ويتم ذلك فى جلسة تضم الأهل والجيران، وبعدها تقوم الأسر بإعداد «الكراتين» المحملة بخليط من الحلومر والكركدى والعرديب والسمن والقضيم والتبلدى وغيرها من خيرات كردفان وإرسالها للاهل والابناء والاصدقاء، وهى عاة ثابتة تسبق رمضان. وعند حلول الشهر الكريم يجتمع الناس عادة فى مجموعات خارج المنازل لتناول الافطار واصطياد المارة وعابرى السبيل، وهى عادة تعرف «بالضرا» وتجدها متجذرة ومنتشرة كلما خرجت من المدن الى الريف، وعادة ما يشتهر مكان التجمع باسم شخص او مكان مثل «ضرا فلان او علان» او «ضرا المسجد أو الخلوة». ويأتى رمضان هذا العام وشمال كردفان تعمها الخضرة ويحفها النسيم العليل بفضل فصل الخريف الذى تتحول مع الى جنة، مما ترك اثراً واضحاً على محيا الصائمين رغم الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع أسعار كل متطلبات رمضان، ولكن لانه الشهر الكريم فقد لطف الله بعبادة بجو عليل وماء وخضرة، اما الوجه الحسن فهو ماركة مسجلة لهم بفضل الطيبة التى تعلو وجوههم والتدين الذى يساهم كثيراً فى فك كربهم.