تعتمد اقتصاديات الفضائيات بصورة اساسية على موارد الاعلان والرعاية فى تمويل الانتاج البرامجى، وبالطبع فان نمو الاقتصاد واستقراره يعنى ازدهارالحملات الترويجية وتدفق «الاعلان» على الشاشات البلورية، وكثير من العامة يخلطون بين الدعاية والإعلان رغم وجود ثلاثة اختلافات رئيسة بين الاثنين من ناحية الدفع. الإعلان مدفوع القيمة بينما الدعاية غير مدفوعة القيمة، من ناحية التحكم الاعلان يمكن التحكم به في أي موقع نريد وماذا نريد أن نقول ومن ناحية المصداقية الجمهور يصدق الدعاية أكثر من الإعلان لأنه عندما يتحدث الشخص عن نفسه فالناس قد لا يصدقونه ومن ناحية التأثير أعتقد أن الدعاية أكثر تأثير نظراً لكونها صادرة من طرف ثالث والدعاية تشمل أيضا الترويج لفكرة أو لأيدلوجيا معينة ويجب التمييز بين الدعاية الترويجية وهي ترجمة لمصطلح Publicity وبين الدعاية الاعلامية البروباغاندا Propaganda والتي تترجم ايضا بالدعاية ولكنها تختلف في مضمونها وفي جوهرها عن الدعاية التسويقية. والحديث عن فن الاعلان يقودنا الى أول اعلان تجارى بالعصر الأموي حيث عاش الدارمي وهو أحد الشعراء والمغنين الظرفاء في الحجاز وكان يتغزل بالنساء الجميلات، إلا أنه عندما تقدم به العمر ترك نظم الشعر والغناء وتنسك وأصبح متنقلاً بين مكةوالمدينة للعبادة وفى إحدى زياراته للمدينة التقى بأحد أصدقائه وهو من أهل الكوفة بالعراق يعمل تاجراً وكان قدومه إلى المدينة للتجارة ويحمل من ضمن تجارته «خُمُر عراقية» وهو ما تغطى به المرأة رأسها، والمعروف الآن عند النساء وباع التاجر العراقي جميع الألوان من تلك الخمر ما عدى اللون الأسود، وشكا التاجر لصديقه الشاعر «الدارمي» عن عدم بيعه اللون الأسود ولعله غير مرغوب فيه عند نساء أهل المدينة. فقال له: «الدارمي» لا تهتم بذلك فإني سأنفقها لك حتى تبيعها أجمع، ثم نظم «الدارمي» بيتين من الشعر وتغنى بهما كما طلب من مغنيين بالمدينة أن يتغنوا بالبيتين الذي قال فيهما: قل للمليحة فى الخمار الأسود ماذا فعلت بناسك متعبد قد كان شمر للصلاة ثيابه حتى وقفت له بباب المسجد فشاع الخبر فى المدينة بأن الشاعر «الدارمي» رجع عن تنسكه وزهده وعشق صاحبة الخمارالأسود، فلم تبق مليحة إلا اشترت من التاجر خمارا أسود لها. تتنوع انوع الاعلان واساليب انتاجه فنيا باختلاف وسيلة الاتصال، وانتاج الاعلان التلفزيونى يحتاج لفنان صاحب خيال خصيب وفكرة جذابة قادرة على توصيل رسالته للمتلقى فى اقصر زمن، ويتطور الاعلان التلفزيونى بصورة مذهلة على المستوى العالمى، فبعض الاعلانات التى نشاهدها على فضائياتنا فاشلة وتروج لبوار ما تعلن عنه من سلع لانها تجعل المشاهد يكره المنتج الذى يتم الترويج له والمقارنة بين الاعلان المحلى والعربى ليست فى صالح الثانى، شاهدوا فنون الاعلان على شاشة mbc والمعلن غير مجبر على دفع فلوسه على اعلانات فاشلة وهو قادر على معرفة نجاح وفشل اعلانه وان كانت كل هذه الاعلانات ناجحة فتلك مصيبة ! [email protected]