ذات الخمار الأسود قدم الى المدينة تاجر من أهل الكوفة ومعه «خمر» بضم الخاء وهي جمع «خمار».. فباعها كلها وبقيت الخمر السود منها فلم تبع وكان صديقاً للدارمي الشاعر فشكا ذلك اليه.. وكان الدارمي قد نسك وترك الغناء وقول الشعر: فقال له لا تهتم بذلك فإني سأنفقها لك حتى تبيعها أجمع. ثم وضع شعراً للغناء قال فيه: قل للمليحة في الخمار الأسود ماذا صنعت براهبٍ مُتعبِّدِ قد كان شمّر للصلاة ثيابه حتى وَقَفْتِ لَهُ ببابِ المسجدِ فشاع الغناء بهذا الشعر بين الناس ولم تبق في المدينة ظريفة إلا وابتاعت خماراً أسود حتى نفد ما كان مع الكوفي منها.