نسبة لظروف الحياة وضعف الراتب الذي لا يغطي ولا يتماشى مع المصروفات اليومية لكثير من الأسر المتعددة الأفراد، لجأ البعض من الجنسين لاستقطاع جزء من المرتب والمساهمة به شهرياً فيما يسمى بصندوق الادّخار أو كما يطلق عليه في مجتمعنا «الختة» مهما اختلفت المسميات حول اسمه سواء أكان الختة او الصندوق، وبات يلعب دوراً كبيراً في مساعدة الاسر السودانية.. وكانت الختة تمارس من قبل النساء فقط، لتصبح طوق نجاة للموظفين فى مختلف المصالح وطلبة الجامعات لكثير من المشكلات المالية. وتشير امنية عبد الباقى الى أنها تعمل على إشراك الرجال والنساء في الختة على حد سواء مع افضلية الرجال اكثر من النساء، لأن الرجال اكثر التزاما بخلاف النساء. وتضيف ليلي ان احدى المشتركات بالختة تمكنت من شراء كل احتياجات الزواج. وابانت امينة ان بعض الاشخاص استفادوا من الختة في شراء مستلزمات المدارس وحوائج رمضان والاستعداد للعيد، بينما بعض النسوة قمن بشراء قطع اراضٍ، وتضيف ان امينة الختة تأخد اتعابها وتبلغ عشرة جنيهات من كل فرد من المشتركين عقب تسليمه نصيبه منها. بينما تؤكد نجلاء احمد «طالبة جامعية» انها خلال فترة الدراسة كانت تعتمد على نفسها لشراء مستلزماتها الخاصة وقضاء حوائج الجامعه عن طريق «الختة» مع زميلاتها بالجامعة. واضافت انها دخلت في «ختة» مع بنات جاراتها وذلك لشراء مستلزمات العيد، مشيرة الى ان هناك بعض المشكلات الناتجة عن «الختة»، حيث بعض الطالبات يتشاجرن حول ترتيب صرف «الختة« كما ان بعضهن بعد أن يتم تسليمهن للختة لا يدفعن لمن هن بعدهن، و «الختة» لها فوائد يمكن الاستفادة منها، وكذلك لها مضار في حال الخلافات. ويقول عمار عيسي «تاجر» إنه يدخل «الختة» في السوق لحل بعض مشكلات التجارة في السوق، لجهة ان فائدة التجارة لا تكفي لمصاريف الاسرة، ويخشى التصرف في رأس ماله، لذلك يشترك في تلك صناديق «الختة». ويوضح عمار ان مبلغ صرفته يشتري به بضائع للمحل، ويحاول الوفاء بديونه، وما تبقى من المبالغ يعطيه لزوجته لتدخل في صندوق يخصها لشراء احتياجاتها وأغراضها. ويؤكد عمار أن بعض الاشخاص يقومون ب «ختة» خاصة لشهر رمضان لشراء احتياجات الشهر قبل فترة من بدايته. وتقول دار السلام حامد «ربة منزل» انها تدخل «الختة» مع جاراتها من نساء الحي لشراء الاحتياجات الخاصة بها، لانها اذا ارادت تجميع المبلغ وحدها لن تستطيع، ولكن مع صاحباتها تتحصل على مبلغ كبير تستطيع به شراء الاحتياجات المنزلية والمفروشات وكسوة اطفالها وتسديد رسوم المدارس لابنائها وشراء التزاماتهم. وتضيف دار السلام: «من خلال الختة استطيع مساعدة زوجي قبل ان يصرف راتبه الشهري بشراء احتياجات المنزل»، وعن ارتباطها ب «الختة» تواصل دار السلام قائلة: «عرفناها منذ زمن بعيد، ولم تكن لدي وقتها اهتمامات كبيرة، والآن باتت لها فائدة كبيرة مع غلاء وارتفاع الأسعار المتواصل».