مهما اختلفت المسميات حول اسمه سواء كان الختة او الصندوق فإنه بات يلعب دورا كبيرا في مساعدة الاسر السودانية.. وكانت الختة تمارس من قبل النساء فقط، بيد ان تداخل ادوار الرجال والنساء وتعقيدات الحياة اليومية جعل للختة مكانة سامية في نفوس الجميع .. وكم من حالم بعربة لم يتمكن منها الا بعد ما ادخره من الختة .. وكم من اسرة تعذر عليها تعليم ابنها لولا مشاركتها في الختة. يقول سليمان جاد الله إن السودانيين في السابق كانوا لا يهتمون«بالختة»، والآن حدثت اهتمامات وفوائد واسعة لأنها تقوم بتوفير مبلغ بقدر الاحتياجات. ويواصل حديثه قائلا: كنت لا استفيد من راتبي الشهري الا في قضاء احتياجات الاسرة اليومية، واصبحت الآن ومع مجموعة من زملاء العمل نقوم بوضع خطة، وفي كل شهر نجمع جزءاً من الراتب ونقدمه لاحدنا. وأوضح جاد الله انهم استفادوا من الختة في شراء عربات ودخولهم مشاريع استثمارية مع زملائهم، واضاف جاد الله ان تطورات الختة اصبحت تشمل بعض افراد العائلة، حيث يقومون كل شهر بجمع مبلغ محدد من المال لمساعدة بعضهم البعض في مختلف مناسبات الافراح والاتراح. ليلى موسى «أمينة الختة» قالت إنها تعمل على إشراك الرجال والنساء في الختة على حد سواء مع افضلية الرجال اكثر من النساء، لان الرجال اكثر التزاما بخلاف النساء. وتضيف ليلي ان احدى المشتركات بالختة تمكنت من شراء كل احتياجات الزواج. وابانت ليلي ان بعض الاشخاص استفادوا من الختة في شراء عربات وتأسيس منازلهم، بينما بعض النسوة قمن بشراء قطع اراضٍ، وتضيف ليلي ان امينة الختة تأخد اتعابها وتبلغ عشرة جنيهات من كل فرد من المشتركين عقب تسليمه نصيبه منها. ويقول عمار عيسي «تاجر» إنه يدخل الختة في السوق لحل بعض مشكلات التجارة في السوق، لجهة ان فائدة التجارة لا تكفي لمصاريف الاسرة، ويخشى التصرف في رأس ماله، لذلك يشترك في تلك صناديق الختة. ويوضح عمار ان مبلغ صرفته يشتري به بضائع للمحل، ويحاول الوفاء بديونه، وما تبقى من المبالغ يعطيه لزوجته لتدخل في صندوق يخصها لشراء احتياجاتها وأغراضها. ويؤكد عمار أن بعض الاشخاص يقومون بختة خاصة لشهر رمضان لشراء احتياجات الشهر قبل فترة من بدايته. بينما تؤكد نجلاء احمد «طالبة جامعية» انها خلال فترة الدراسة كانت تعتمد على نفسها لشراء مستلزماتها الخاصة عن طريق الختة مع زميلاتها بالجامعة. واضافت ان هناك بعض المشكلات الناتجة عن الختة، حيث بعض الطالبات يتشاجرن في الختة، لأن بعضهن بعد أن يتم تسليمهن للختة لا يدفعن لمن هن بعدهن، والختة لها فوائد يمكن الاستفادة منها، وكذلك لها مضار في حال الخلافات. وتقول دار السلام حامد «ربة منزل» انها تدخل الختة مع جاراتها من نساء الحي لشراء الاحتياجات الخاصة بها، لانها اذا ارادت تجميع المبلغ وحدها لن تستطيع، ولكن مع صاحباتها تتحصل على مبلغ كبير تستطيع به شراء الاحتياجات المنزلية والمفروشات وكسوة اطفالها وتسديد رسوم المدارس لابنائها وشراء التزاماتهم. وتضيف دار السلام: من خلال الختة استطيع مساعدة زوجي قبل ان يصرف راتبه الشهري بشراء احتياجات المنزل، وعن ارتباطها بالختة تواصل دار السلام قائلة: عرفناها منذ زمن بعيد ولم تكن لدي وقتها اهتمامات كبيرة، والآن باتت لها فائدة كبيرة مع غلاء وارتفاع الاسعار المتواصل.