عادت الأحداث الدموية مجددا الى مدينة كتم حاضرة محليتي كتم والواحة بولاية شمال دارفور بشكل اعنف فقد حاولت مجموعة مسلحة تمتطي عربة لاندكروزر (برادو) اقتحام مركز شرطة المحلية في وسط المدينة وتصدت لها قوات الشرطة لتقضي على اربعة منهم وتدمر العربة، الحادثة دفعت بلجنة امن الولاية الى اعفاء المعتمد احمد آدم احمد ابوه وتعيين العميد الركن محمد كمال الدين قائد الفرقة 22 مشاة بالمنطقة حاكما عسكريا على كتم وفرض حالة الطوارئ فيها وتطبيق الاحكام العسكرية والعرفية في كل ارجاء المحلية. غير ان معتمد كتم احمد آدم احمد ابوه الذي اتصلت به (الصحافة) قد قال انه مازال يمارس صلاحياته كمعتمد ، موضحا بان القوات المسلحة بدأت في الانتشار التدريجي في المدينة لتأمين المرافق الحيوية وتأمين ممتلكات المواطنين بالمدينة . فيما قالت عضوة مجلس تشريعي الولاية حواء جفون عن محلية كتم في حديث ل(الصحافة ) بان الجرحى الخمسة الذين اصيبوا في حادث الاعتداء على موكب المعتمد يتلقون العلاج الآن في مستشفى الفاشر التعليمي ،وان حالة بعضهم خطرة ، وادانت جفون الاحداث التي وقعت امس وامس الاول في المحلية موضحة انها تثير القلق على الاوضاع والاستقرار في كتم. واوضحت جفون بان جميع مواطني المدينة لزموا منازلهم يوم امس بسبب الاحداث الجارية مناشدة جميع سكان المحلية بالصبر وضبط النفس والاحتكام الى صوت العقل وعدم ضرب النسيج الاجتماعي الذي ورثه سكان منطقة كتم عن اجدادهم. هذا بينما اشار شهود عيان من مواطني المدينة فضلوا حجب اسمائهم الى تجمع مليشيات في غرب كتم على الطريق الرابط بين منطقة عين سيروا والمدينة كتم، واكدوا بان المليشات اطلقت مجموعة من الاعيرة النارية على عربة تحمل عدداً من طلاب مدارس الاساس والثانوي فقتلت منهم طالباً واصابة خمسة آخرين بجروح خطيرة نقلوا على اثرها على متن طائرة الى مستشفى الفاشر لتلقي العلاج، وهذا بالاضافة الى اعتدائها على عربة لاندكروزر اخرى قادمة من منطقة ديسا قتل على اثرها 3 اشخاص وجرح 7. ويقول المواطنون ان المليشيات استولت على 3 سيارات لاندكروزر تابعة للاهالي ونهبت صيدلية المستشفى، مما ادى الى حالة من الرعب عطلت كل المرافق الحيوية في المدينة المتمثلة في السوق والمدارس حيث استعصم كل المواطنين في منازلهم وخلت كل شوارع المدينة من المارة فيما برزت حالات نزوح الى خارج المحلية. وقال نائب الوالي ابو العباس الطيب جدو في اتصال هاتفي مع (الصحافة) بان معالجة حالة الانفلات الامني لن تتم الا بنزع السلاح من جميع الجماعات والحركات والمليشيات التي كانت تقاتل الى جانب الحكومة والمقيمة في وحول محليتي كتم والواحة واستبدالها بقوات نظامية مدربة ومحترفة ومنضبطة بتعليمات القوات النظامية والقوانين الخاصة بها، واوضح ابو العباس ان الاحداث السابقة في محليتي كتم والواحة اوضحت بجلاء ان التسليح الذي تم في بداية المشكلة الدارفورية كان خطأ كبيرا وعلى الدولة الآن معالجة الامور الامنية بصورة جذرية بعيدا عن المجاملات، موضحا بان المعالجة بدون محاسبة في محلية كتم لن تجدي نفعا مهما كان حجم المسكنات، وابان ابو العباس ان الوضع في محليتي كتم والواحة يحتاج الى وقفة صلبة من المركز والولاية ومكونات المجتمع في المحليتين لاتخاذ القرار الصحيح لتحقيق الاستقرار في المنطقة، مؤكدا ان الحلول الامنية لاتحل المشكلة في ظل خلل التوازن، ومبينا ان حكومة الولاية ستدعم الاستقرار في المنطقة بارسال كتائب اضافية من القوات النظامية تكون تحت امرة الجيش النظامي . من جهتها ابدت السلطة الاقليمية لدارفور بالغ اسفها ازاء الاحداث الاخيرة بمحليتى كتم والواحة بولاية شمال دارفور ، وقال وزير اعادة الاعمار والبنى التحتية بالسلطة تاج الدين بشير نيام فى تصريحات صحفية أمس بالخرطوم ان السلطة تستنكر بشدة وتدين هذه الاحداث ، وتأسف على ان هذه الاحداث جاءت عقب مؤتمر اهل دارفور الذى اقر فيه اهل دارفور جمع السلاح ورفض كل اشكال العنف بين مكونات المجتمع المختلفة بجانب تنفيذ بند الترتيبات الامنية وجمع السلاح من جميع المليشيات والمقاتلين وطالب لجان التحقيق بالاستعجال من الانتهاء من التحقيق فى فترة زمنية وجيزة واضاف ان السلطة تراقب الوضع فى محليتى كتم والواحة عن كثب وتنتظر ما تسفر عنه نتائج لجان التحقيق التى كونتها حكومة ولاية شمال دارفور .