استضاف المركز الثقافي الفرنسي الكاتب والروائي اللبناني شريف مجدلاني الذي جاء في زيارة الى السودان الذي تدور أحداث روايته قافلة القصر فيه ، وقد كانت على حد تعبيره اعادة لذكريات عاشها جده لأمه في السودان ، وتدور أحداث الرواية خلال الفترة التي تلت فترة الخليفة عبدالله التعايشي تحدث بدءا مدير المركز رحب بالكاتب وبالحضور... والكاتب شريف صدرت له أولا رواية البيت الكبير ثم رواية قافلة القصر وهي امتداد للبيت الكبير و تدور أحداثها ما بين السودان ولبنان ... الشاعر الدبلوماسي عمر عبد الماجد قرأ في الأمسية مقتطفات من الفصل الأول للرواية والتي يقول فيه الكاتب : - « في البدء لم تكن قصته مختلفة عن قصص المهاجرين اللبنانيين الذين غادروا مسقط رأسهم في الفترة بين 1880 و1930 باحثين عن العمل أو المجد أو الثروة وان كان العديد منهم قد نجح بفضل التجارة أو الأعمال فهناك من تحتفظ لهم هذه القصص بذكرى أكثر مغامرة كأولئك الذين عبروا نهر الأورينوك ليبيعوا منتجات حضارية لشعوب يجهل العالم وجودها ... أو أولئك الذين كانوا أبطالاً لملاحم غير متوقعة دارت في أدغال سيبريا خلال الحروب الأهلية الروسية ، هو كان من أولئك الذين عادوا أخيراً وعيونهم ورؤسهم ملئى بذكريات الأسفار والجنون ، غادر لبنان كما يروى في 1909 كان باستطاعته الذهاب للولايات المتحدة أو البرازيل مثل الغالبية العظمى أو لهاييتي أو غويانا مثل أكثرهم جرأة أو لزنجبار أو الفلبين أو مالابار مثل أكثرهم أصالة أو مثل أولئك الذين كانوا يحلمون بتكوين ثروات من تجارات نادرة أو لم يسبق لها مثيل لكنه اختار اكثر الأراضي قحطاً آنذاك ، لقد غادر للسودان اذ أن السودان وقتها كان يمنح فرصا هائلة للشباب اللبنانيين سواء كانوا متأثرين بالحضارة الغربية أو أنجلوفون ، إضافة للبروتستانت المتعصبين ، خلال تلك السنوات الافتتاحية للقرن العشرين كان السودان قد تم استعماره للتو بواسطة الجيوش الأنجلومصرية التي أنهت نظام الخليفة عبدالله وأعادت البلاد لقبضة مصر .. لقد عمد الجيش البريطاني منذ وصوله للسودان الى تعيين عرب مسيحيين يتحدثون الانجليزية ذوي أصول لبنانية وذلك ليقوموا بدور الوسطاء بينه وبين السكان المحليين ...» ثم بعد ذلك تحدث الكاتب شريف مجدلاني عن روايته قصر الصحراء وعن مصادر معلوماته وعن جده الذي استقر بالسودان لفترة طويلة أنجب خلالها والدة الكتب التي حكت له تفاصيل الحياة التي عاشها الجد في السودان فقال :- رواية قصر الصحراء هي رواية ثنائية تكتمل بالرواية التي سبقتها وهي رواية البيت الكبير وهي قصة أسرة أو عشيرة تكبر وتنهار وتدور أحداثها في هذا البيت ، وقصة البيت الكبير وقصة قافلة القصر هي قصة عالم يدور حول بيت أو بيت يدور حول عالم وهي قصة لبناني يعمل في السودان ويعيش أحداث الحرب الدائرة في السودان حينها في دارفور ويقابل لبناني آخر اشترى قصراً يتنقل به عبر الصحراء من حوله وهي قصة بالطبع خيالية ... ذاك القصر اشتراه لبناني آخر وحاول بيعه في لبنان وهي قصة تحكي قصص كثير من البنانيين وقصص البيع والشراء والحياة الاجتماعية في تلك الفترة ... وهي رواية مرحلية فيها حرب وفيها ذكريات وتحكي فترة تاريخية مرت على السودان هي فترة المهدية وهي قصة تواصل ما بين السودان ولبنان وذكريات كثيرة رويت للكاتب من والدته المولودة في السودان والتي حكاها لها والدها جد الكاتب عن السودان وروى فيها حكايات تدور أحداثها في شاطئ النيل وعن علاقات الجد بالسيد عبدالرحمن المهدي ... الرواية مليئة بالشخوص والأحداث التي دارت في تلك الفترة الزمانية هذه ذكريات وحكايات عاشها جدي لأمي في الخرطوم وقد اعتمدت في كتابة هذه الرواية على تلك الذكريات بالاضافة لاطلاعي على بعض المراجع التي تناولت تلك الفترة في السودان ويقول علاقته بالسودان في تعبر عن انبهاره بالسودان لأنه بلد بعيد عن المركز ومع ذلك استطاع أن يفرض وجوده حتى في فترة المهدية استطاع أن يحاول غزو مصر...تخللت الأمسية العديد من الأسئلة والمداخلات التي أضافت وقدمت الكثير من الأضاءات .