يشهد هذا العام احتفال المملكة المتحدة باليوبيل الماسي لجلالة الملكة اليزابيث الثانية اي مرور ( 60) عاما على جلوسها على عرش انجلترا ، وتؤكد الشواهد التاريخية ان خمسة ملوك فقط في تاريخ بريطانيا زادت مدة توليهم العرش على خمسين عاما ، واليزابيث الثانية ليست محطمة الرقم القياسي في الجلوس على العرش وانما شهد عهدها الكثير من الاحداث فقد تقلد (12) رئيس وزراء مناصبهم ابان عهدها وصدر حوالي (3500 ) قانون عن البرلمان في حكمها ، واجابت الملكة اليزابيث الثانية عن حوالي ثلاثة مليون ونصف المليون مادة من المراسلات والمكاتبات ورعت الملكة مايزيد عن (600 ) جمعية ومنظمة خيرية حيث ترأست اكثر من (400 ) منها منذ عام 1952 . زيارة ملكة بريطانيا .. ذكريات باقية للأبد وصلت جلالة الملكة اليزابيث الثانية وزوجها الامير فيليب دوق ادنبرة في منتصف نهار الثامن من فبراير عام 1965 وكان في استقبالها عضو مجلس السيادة التجاني الماحي واستقبلتها حشود هائلة من المواطنين بمطار الخرطوم واصطفت على الطرق المؤدية للقصر الجمهوري ، وسافرت في اليوم الثاني لزيارتها الى موقع تشييد سد الروصيرص ومن ثم الى مدني لزيارة مصانع القطن في كل من مارنجان وبركات اللذان يعتبران جوهرة مشروع الجزيرة الذي اسسته بريطانيا وزارت الملكة مدينة الابيض حيث استقبلها اكثر من ( 80) ألف من فرسان قبائل كردفان واستقلت الملكة سيارة مكشوفة « وشق الموكب طريقه بصعوبة وسط الجماهير التي احتشدت على جانبي الطريق ، وحضرت الملكة حفل شاي نظمته مجالس الخرطوم البلدية في حديقة الموردة بامدرمان واختتم برنامج زيارة الملكة الى السودان برحلة نيلية على متن الباخرة ( الثريا ) المشاهدة في الصغر .. كالنقش في الحجر اطفالنا اكبادنا تمشي على الارض .. انه ما تفوه به مارتن الموظف بالسفارة البريطانية وهو يحمل ابنه الصغير المسمى على الامير ( هنري ) وهو نفس ما قام به المواطنون السودانيون عند حضورهم مراسم تغيير الحرس الجمهوري ، فقد حرص الجميع على ضرورة حضور اطفالهم تلك المراسم التي ستبقى عالقة في اذهان اطفالهم مدى العمر ، وكان عدد الاطفال الذين شهدوا احتفالية تغيير الحرس ومتحف زيارة الملكة اليزابيث الى السودان يفوق الآلاف.