توقعات جمة بأن يكون العالم في 2013 عالم «النساء الحديديات». وإذا كانت عبارة «المرأة الحديدية» صكت بعد تولي مارغريت تاتشر رئاسة الحكومة وزعامة المحافظين في بريطانيا العام 1979، وظلت تستأثر بها وحدها حتى سقوطها من الحكم في عام 1990، فإن نهايات العام 2012 أسفرت عن أكثر من امرأة حديدية، في أكثر من مكان في العالم. ستبقى سيدة الديبلوماسية الأميركية هيلاري كلينتون مثار تكهنات طوال العام المقبل، حتى تقطع بما إذا كانت ستقبل خوض انتخابات الرئاسة سنة 2016، لتكون أول امرأة تترأس الولاياتالمتحدة. فيما سطع أخيراً نجم سفيرة أميركا الحالية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس المرشحة لقيادة الديبلوماسية - الأميركية بعد تقاعد كلينتون بعد نحو شهرين. وعلى رغم تلميحات السيدة الأولى السابقة إلى أنها تعتزم اعتزال السياسة حال أداء الرئيس المنتخب باراك أوباما اليمين الدستورية في نهاية يناير المقبل، إلا أنها تبدو مترددة، ولا تعرف طبيعة خطوتها المقبلة. بيد أنها تتحدث - بحسب «نيويورك تايمز» - عن رغبتها في التفرغ لهوايتها المفضلة، وهي مشاهدة برنامج تلفزيوني يبحث بطلاه المتزوجان عن مسكن جديد بعدما ضجرا من بيتهما القديم، ويقنعهما مصمم ديكور بأنه سيعيد صياغته برؤية فنية جديدة بحيث يبدو جديداً تماماً. أما المرأة الحديدية التي ستملأ الآفاق في 2013 فهي بحق قرينة الرئيس الصيني الجديد زي جنبنغ، وهي مطربة شهيرة في بلادها تدعى بنغ ليوان (49 عاماً). والواقع أن السيدة الأولى الجديدة في بكين أشهر من زوجها، إذ عرفها الصينيون وتمايلوا معها طرباً وهي تؤدي الأغنيات الشعبية، وتقدم البرامج الاستعراضية الغنائية. وربما لذلك اختارتها الأممالمتحدة سفيرة نيات حسنة لتشجيع مكافحة مرض السل الرئوي، كما قادت حملة غير مسبوقة في الصين لمكافحة التدخين. وقال مراقبون إن كاريزما الصينية الأولى ستزيد نفوذ زوجها، وستتيح للمطربة الحسناء أن تهز أسس الحياة السياسية في البلاد، بعدما تخلى الصينيون عن تسليط الضوء على زوجة الرئيس في أعقاب الفظائع التي مارستها قرينة الزعيم الراحل ماو تسي تونغ التي تزعمت ما عرف بعصابة الأربعة. المرأة الحديدية الثالثة التي سرقت الأضواء خلال العام الحالي، ويتوقع لها سطوع أكبر في 2013، هي تانيا نيجمير المرأة الوحيدة في وفد القوات الثورية المسلحة الكولومبية (فارك) الذي يفاوض حكومة بوغوتا في العاصمة الكوبية هافانا، وهي شابة من هولندن، غادرت قريتها الهولندية في 2002 لتنضم إلى ثوار كولومبيا الشيوعيين الذين يقاتلون حكومة بلادهم منذ نحو 50 عاماً، مضحية بحياة أوروبية رغدة لتسبغ مسحة دولية على التمرد الشيوعي الكولومبي. وقال مراقبون إن إعلان «فارك» ضمها إلى وفدها التفاوضي في هافانا يمكن أن يكسر الحاجز الذي حال دون نجاح الجولة السابقة من المفاوضات، خصوصاً أنها ستكون المرأة الوحيدة وسط مفاوضي الجانبين. وذكر كتّاب وسينمائيون كولومبيون تابعوا نشاط التمرد الشيوعي أن نيجمير تشعر بالغضب والحزن والسعادة، لكن الشيء الوحيد الذي لا تعرفه هو الخوف. ووصفوها بأنها تواقة للمخاطر والمغامرات. وتحدثت مجندات في «فارك» عن الحمية الغذائية الصارمة التي تتبناها نيجمير لتحافظ على قوامها الرشيق، لتظل قادرة على التنقل بين معسكرات القوات الثورية في أحراش كولومبيا. وتقول نيجمير إنها سعيدة بما هي فيه، وإنها باقية مع القوات المتمردة «حتى النصر أو الموت».