وساطة الفريق اول ابراهيم سليمان: هل تكرار لذات السيناريو    شاهد بالفيديو.. ياسر العطا يقطع بعدم العودة للتفاوض إلا بالالتزام بمخرجات منبر جدة ويقول لعقار "تمام سيادة نائب الرئيس جيشك جاهز"    عقار يشدد على ضرورة توفير إحتياطي البترول والكهرباء    ريال مدريد الإسباني بطل أوروبا    ريال مدريد يهزم دورتموند الألماني ويصطاد النجمة 15    (زعيم آسيا يغرد خارج السرب)    القبض على بلوغر مصرية بتهمة بث فيديوهات خادشة للحياء    القبض على بلوغر مصرية بتهمة بث فيديوهات خادشة للحياء    داخل غرفتها.. شاهد أول صورة ل بطلة إعلان دقوا الشماسي من شهر العسل    قنصل السودان بأسوان يقرع جرس بدء امتحانات الشهادة الابتدائية    المريخ يتدرب على اللمسة الواحدة    إعلان قائمة المنتخب لمباراتي موريتانيا وجنوب السودان    شاهد بالفيديو.. مواطن سوداني ينطق اسم فريقه المفضل بوروسيا درتموند بطريقة مضحكة ويتوقع فوزه على الريال في نهائي الأبطال: (بروت دونتمند لو ما شال الكأس معناها البلد دي انتهت)    بدء الضخ التجريبي لمحطة مياه المنارة    منظمات دولية تحذر من تفشي المجاعة في السودان    بعد الإدانة التاريخية لترامب.. نجمة الأفلام الإباحية لم تنبس ببنت شفة    صلاح ينضم لمنتخب مصر تحت قيادة التوأمين    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية كبيرة من الجمهور.. أحد أفراد الدعم السريع يظهر وهو يغني أغنية "هندية" ومتابعون: (أغنية أم قرون مالها عيبها لي)    شاهد.. زوج نجمة السوشيال ميديا أمنية شهلي يتغزل فيها بلقطة من داخل الطائرة: (بريده براها ترتاح روحى كل ما أطراها ست البيت)    بعد الإدانة التاريخية.. هل يستطيع ترامب العفو عن نفسه إذا نجح بالانتخابات؟    أسعار الأدوية في مصر.. المصنعون يطلبون زيادة عاجلة ل700 صنف    شاهد بالفيديو.. شباب سودانيون يقدمون فواصل من الرقص "الفاضح" خلال حفل أحيته مطربة سودانية داخل إحدى الشقق ومتابعون: (خجلنا ليكم والله ليها حق الحرب تجينا وما تنتهي)    مسؤول سوداني يكشف معلومات بشأن القاعدة الروسية في البحر الأحمر    "إلى دبي".. تقرير يكشف "تهريب أطنان من الذهب الأفريقي" وردّ إماراتي    دفعة مالية سعودية ضخمة لشركة ذكاء اصطناعي صينية.. ومصدر يكشف السبب    في بورتسودان هذه الأيام أطلت ظاهرة استئجار الشقق بواسطة الشركات!    محمد صبحي: مهموم بالفن واستعد لعمل مسرحي جديد    فيصل محمد صالح يكتب: مؤتمر «تقدم»… آمال وتحديات    السعودية "تختبر" اهتمام العالم باقتصادها بطرح أسهم في أرامكو    ميتروفيتش والحظ يهزمان رونالدو مجددا    السعودية تتجه لجمع نحو 13 مليار دولار من بيع جديد لأسهم في أرامكو    خطاب مرتقب لبايدن بشأن الشرق الأوسط    مذكرة تفاهم بين النيل الازرق والشركة السودانية للمناطق والاسواق الحرة    سنار.. إبادة كريمات وحبوب زيادة الوزن وشباك صيد الأسماك وكميات من الصمغ العربي    السودان.. القبض على"المتّهم المتخصص"    قوات الدفاع المدني ولاية البحر الأحمر تسيطر على حريق في الخط الناقل بأربعات – صورة    دراسة "مرعبة".. طفل من كل 8 في العالم ضحية "مواد إباحية"    الأجهزة الأمنية تكثف جهودها لكشف ملابسات العثور على جثة سوداني في الطريق الصحراوي ب قنا    ماذا بعد سدادها 8 ملايين جنيه" .. شيرين عبد الوهاب    نجل نتانياهو ينشر فيديو تهديد بانقلاب عسكري    الغرب والإنسانية المتوحشة    رسالة ..إلى أهل السودان    شركة الكهرباء تهدد مركز أمراض وغسيل الكلى في بورتسودان بقطع التيار الكهربائي بسبب تراكم الديون    من هو الأعمى؟!    اليوم العالمي للشاي.. فوائد صحية وتراث ثقافي    حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



متفرقات
نشر في الصحافة يوم 25 - 11 - 2012


بعد منافسة المنسوخ على الشاشات
الكتاب.. البعض ما زال يحن للورق!!
الخرطوم: تهاني عثمان
ولكل شارع من شوارع الخرطوم ما يميزه عن غيره، فتجد في كثير من الشوارع ما لا تجده في غيرها، وهناك شوارع تجذبك للمسير فيها وتجعلك تختارها دون غيرها عندما يكون لديك الخيار في اختيار الطريق، وعلى العكس تماماً هناك بعض الشوارع التي تقصدها وتسير فيها على مضض وتتحين انتهاء اللحظة التي تقضي فيها مهمتك لتغادرها فاراً إلى غيرها، كما ان هناك شوارع لا تتيح لك الفرصة لتعرف ماذا تريد، وباستثناء كل هذه الشوارع تجد شيئاً من الانجذاب امام ما يعرضه اصحاب المكتبات الذين اختاروا الأرض رفوفاً يعرضون فيها كتبهم وينتظرون تحت الظلال زبائنهم من القراء وهواة الاطلاع، واذا دلفت الي شارعهم تكون عندها تبحث عن الكتاب المميز صاحب الاجر الزهيد والطبعة المميزة في اغلب الاحيان، ولعل هذا ما أتاح الفرصة للكثيرين كي يحصلوا على انواع مختلفة من الكتب، كما اتاح فرصة للعديد من الطلاب كي يستفيدوا من الكتب بالاطلاع عليها مقابل أجر متفق عليه إلى حين موعد الاستلام.
واذا ساقتك قدماك الى المسير في شارع القصر وعلى الجهة الغربية للشارع قبالة كلية كمبوني لعلوم الحاسوب، فإن حب الاستطلاع يجبرك على خفض الرأس حتى تطلع على بعض عناوين الكتب المعروضة بعضها بالعربية وكثير منها باللغة الانجليزية، من كتب وروايات وبعض المجلات التي تحمل طبعات مختلفة واغلبها قديمة ، ولكن تجد ان هناك فئة محدودة هي التي تتعامل مع الكتاب، بعضهم يشتري وآخرون يستبدلون مقابل مبالغ يتفقون فيها مع صاحب الكتب او المكتبة ، ومع انتشار كل تحديثات التكنولوجيا والتقانات الحديثة التي جعلت من الكتاب الكترونيا، الا ان الكثيرين مازالوا يفضلون الكتب، ولا يتذوقون طعم القراءة والاطلاع الا على صفحات الورق.
وان كان شارع القصر احد تلك الشوارع ولكنه لا يعد اشهرها، حيث يعتبر شارع «21» اكتوبر احد أهم تلك الشوارع، وفي استاد الخرطوم في الجهة الشمالية الغربية من موقف بحري تجد العديد من أصحاب الكتب يعرضونها للبيع والاستبدال، وامام احد تلك المكتبات كان لنا حديث مع دفع الله الخير الذي وجدناه يطالع الكتب ويرفع أحدها ويتصفح الآخر، وبعد عدة خيارات اختار احد كتب الشخصيات السياسية، وحين تحدثت اليه قال: إن المعروض من الكتب متنوع الي درجة كبيرة ويخاطب كل تطلعات القراء، ودائما ما أجد نفسي في موقف حيرة في اختيار الكتاب الذي اود ان أقرأه، وفي بعض الاحيان يعينني صاحب المكتبة في اختيار الكتاب الجيد والمفيد.
وبعدها اتجهت بحديثي الى محمد حسن صاحب الكتب الذي قال لي: أنا استفيد من وقت الانتظار وزمن البيع في القراءة ، وبهذا أكون قد عرفت فحوي الكتاب، مما يجعلني على دراية بما يبحث عنه الزبون، واستطيع تحديد ما يناسبه من خلال ميوله الى شراء وقراءة بعض الكتب، كما يدور بيننا كثير من الجدل والتحاور حول مضامين الكتب.
ويقول بابكر الطيب «طالب جامعي»: في الحقيقة إن العلاقة بيننا وبين اصحاب المكتبات تجاوزت مرحلة الشراء، عندما نشأت بيننا وبين البائع علاقةٌ خلقها النقاش حول كاتب وآخر والتواصل الفكري، الى درجة اصبح فيها صاحب المكتبة يعرف ميول كل واحد منا، ويأتي له بالكتب التي يفضل الاطلاع عليها سواء أكانت مرتبطة بشخصية كاتب محدد او بفحوى موضوع يجعله احدنا في صدر اهتماماته.
وتقول رحاب الحاج انها ومنذ اكثر من ثلاثة اعوام تتعامل مع أحد أصحاب الكتب الذي يوفر لها كل ما تحتاجه من انواع الكتب والروايات، وتقول رحاب إن صاحب الكتب لديه قدرة عجيبة على توفير الكتاب الذي ترغب في قراءته، وفي ظرف يومين أو ثلاثة وفق الموعد الذي يضربه لها، في وقت أصبح فيه سعر الكتاب غالياً، ولم يكن هناك بد من إشباع حاجتنا إلى الاطلاع إلا عن طريق شراء كتاب واحد، واللجوء الى سياسة البدل بعد دفع مبلغ بسيط.
أهالي هضبة المناقل في انتظار المشروع
المناقل: محمد أحمد الصديق البلولة محمد نور حمد النيل مصطفى
تقع هضبة المناقل في الجزء الجنوبي الشرقي لمحلية المناقل في مساحة تُقدّر بحوالى مائتي وستة وستين ألف فدان، وتقع حدودها الادارية مع ولايتي سنار في الجنوب الشرقي والنيل الابيض جنوباً. وتمتد مساحتها في ثلاث وحدات ادارية «وحدة الجاموسي، ووحدة مدينة المناقل ووحدة ريفي المناقل. وتقع 75% من هذه المساحة بريفي المناقل. وعدد سكان الهضبة أكثر من مائة وعشرين ألف نسمة يسكنون في أربع وخمسين قرية تتبع لريفي المناقل. ويعتمد سكان الهضبة على الزراعة المطرية والرعي غير المنظم، لذا كانوا في ترحال دائم في موسمي الصيف والشتاء الى المناطق المروية بمشروع الجزيرة وامتداد المناقل بحثاً عن الكلأ والعمل من أجل توفير لقمة العيش الكريمة. ولكن في السنوات الأخيرة وبعد تعرض الهضبة للجفاف بسبب شح الأمطار بالهضبة وتدهور مشروع الجزيرة، بدأت الهجرة الى المدن الكبيرة للعمل، فالكبار منهم يعتمدون على الأعمال الشاقة، أما الصغار فيعملون في الاعمال الهامشية مثل بيع مناديل الورق وزينة السيارات، الأمر الذي أدى الى وجود فاقد تربوي بتلك المناطق، حيث أثبتت الدراسات التي أُجريت بالعاصمة القومية أنّ معظم الذين يعملون في الاعمال الهامشية من صغار السن وهم في سن الدراسة، ومعظمهم من محلية المناقل، ومشروع هضبة المناقل مشروع إعاشي بات حلماً في اعقاب تأكيد الجهات الفنية على خصوبة الاراضي وصلاحيتها للزراعة وتربية الحيوان. واكد النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه حرص الحكومة على تنفيذ المشروع، وأعلن رعايته المشروع بعد التأكد من الدراسات الفنية، ووجه الجهات ذات الصلة بوضعه ضمن الخطط المراد تنفيذها. وقد تم تعيين مدير تنفيذي لمتابعة ملف المشروع الزراعي.
ويقول معاوية الشيخ البصري الشيخ مالك إن فكرة المشروع قابلة للتنفيذ في ظل وجود الطاقة الكهربائية داخل الهضبة، مما يعني امكانية الاستفادة القصوى من حصاد المياه المنحدرة عبر الخيران المتعددة التي تذهب مياهها هدراً، بل تتسبب في العديد من المشكلات داخل المشروع، حيث تغمر الأراضي الزراعية تارةً وأُخرى تغمر بعض القرى، وما يساعد في تنفيذ المشروع الطرق الترابية التي تربط تلك القرى مع مدينة المناقل، وطريق مدني المناقل ابو حبيرة، ما يسهل حركة ترحيل المنتج للأسواق المحلية والقومية، اضافة الى وجود دراسة لانشاء مطار في رأس الهضبة لنقل المنتجات للاسواق البعيدة داخل وخارج البلاد.
ويرى معاوية الشيخ البصري انه بقيام المشروع ستحل مشكلات كل المواطنين بالمنطقة مع توفير الاستقرار وتحسين مستوى دخل الفرد ،علماً بأن بهذه القرى عدد كبير من الخريجين والشباب المؤهلين تأهيلاً علمياً في مجال الزراعة والانتاج الحيواني. وأكثر من مائتي وخمسين ألف فدان كافية لحل مشكلة العطالة وتوظيف طاقات الشباب والخريجين بإذن الله.
كما أن وجود كلية الإنتاج الحيواني بجامعة الجزيرة بالمناقل يعني وجود العلماء والفنيين، مما يساعد كثيراً في عمل الحقول الايضاحية لسكان الهضبة، بالاضافة لادخال البيوتات المحمية التي تضاعف الزيادة الرأسية من الانتاج، خاصةً الخضروات والفوكه طوال العام، مع تحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير الفائض.
وأضاف معاوية قائلاً إن الأمر الآخر ولا يقل اهمية من الكلية، هو مركز التلقيح الاصطناعي إذ لا يقل أهمية من كلية الانتاج الحيواني، وجاء انشاء هذا المركز في الوقت المناسب، اذ تم انشاؤه شراكة بين الحكومة السودانية والحكومة التركية كأكبر مركز في العالم العربي والافريقي بغرض تحسين السلالات خاصةً الابقار والاغنام وادخال الدم الاجنبي.
ويعتبر قيام المشروع تحدياً وأملاً مرتجى لكل فرد بالمنطقة، مما يتطلب السير قُدماً في إكمال اجراءاته تبرئةً لِأَراضيه وتحديداً لحرمات القرى حتى لا تكون هناك مشكلات في ملكية الأراضي.
مقابر دليل بالأبيض تتحول إلى مرتع للحيوانات
الأبيض: الرشيد يوسف بشير
مقابر دليل بالابيض التى تقع جنوب المدينة، هى المقابر الرئيسة لدفن موتى المدينة، وسميت باسم العالم الشيخ دليل المحسى الذى جاء سائحاً من اقصى الشمال ليعلم الناس الدين وينشر الدعوة، ولما توفي دفن بالأبيض، واشتهرت المقابر باسمه، وتجاورها من الجنوب ايضا مقابر ابو صفية التى سميت ايضاً على الشيخ ابو صفية رجل الدين المعروف في تاريخ المدينة، وعند توسع الأبيض ازداد عدد المقابر، فهناك مقابر الشريف ومقابر ود البرد، وثمة مدافن لاسر الجلابة الهوارة، وهناك مقابر طيبة ومقابر الرقوم على شارع الابيض بارا، ومع التوسع العمرانى الذى شارف خورطقت لجأ سكان المنطقة الشرقية الى مقابر خورطقت.
وتظل مقابر دليل هى المقابر الرئيسة للمدينة، وصار حالها كبقية المقابر الاخرى التى لا تحظى بالاهتمام والنظافة من قبل السلطات المحلية، وظلت مرتعاً للبهائم ومعبراً للمارة صباح مساء، ووكرا ليلياً للمتشردين ومكاناً لأفعال فاقدى الضمير والانسانية، برغم المحاولات الخجولة والمتواضعة من البعض.
«الصحافة» ذهبت الى مقابر الابيض وبالأخص مقابر دليل، فكان لافتا ان الناس يعبرونها وكأنها طريق، ففي الناحية الجنوبية الغربية كانت هنالك عربة كارو تركها صاحبها وسط المقابر.
وهنالك منظمات عدة ومسميات مثل شباب كردفان وشباب من اجل كردفان، وهنالك مجموعات اخرى من الابيض، وهنالك سكان المدينة الذين يمرون بالمقابر صباحا ومساءً.
عمر المهدى الذي يعمل موظفاً ببنك فيصل، طالب شباب المدينة او المجموعات بتحديد يوم لنظافة المقابر حتى ولو جزء منها، ويقول نزار احمد: اضم صوتي الى صوت الاخ الغبشاوى بأن مقابر دليل تحتاج الى اهتمام رسمي وشعبي لنظافتها وحالها لا يسر .
ويرى سيف الدين محمد ان اكرام الموتى حثنا عليه رسولنا الكريم وديننا الحنيف، مطالبا بالحراك الفورى لنظافتها دون انتظار السلطات، لأنها فشلت فى مهمتها وعملها الذى هو من مسؤوليتها المباشرة.
وقال عثمان سليمان: يجب علينا الاهتمام بمقابر موتانا كم نهتم بمنازلنا وبيوتنا، وارى ان ذلك واجب على كل مسلم، وقال ان غير المسلمين فى جميع بقاع الدنيا يهتمون بمقابرهم، فهل موتاهم اكرم من مواتانا؟ واناشد السلطات أن تهتم بامر المقابر لأنها الاولى من كل شيء
عامر شبور الناشط فى اعمال مقابر دليل، كشف عن سوء الاحوال بهذه المقابر، خاصة التسوير، مما جعل المقابر مرتعاً للبهائم، موضحاً أن الخيرين يقدمون الطين لصناعة الطوب ومساهمات فى الانارة، مشيداً بمصفاة البترول التى تبنت فى الماضى الانارة الحالية، مبيناً أن مقابر دليل لوحدها تحتاج لجهد كبير جداً. ويرى معاوية بلدو الشهير فى دفن الموتى منذ عهد رجلي البر المرحوم عبد الله الفريع وابراهيم الصديق امد الله فى عمره وآخرين، يرى ان مشكلة جميع مقابر المدينة التسوير، احتراماً وتكريماً لموتانا. وناشد الخيرين والمسؤولين أن يقفوا وقفة جادة للاهتمام بشأن المقابر، وهى الدار العامرة والباقية التى سوف يأتى لها أى انسان مهما طال عمره.
في حملة غطت (75) قرية سودانية...
(زين) والاحفاد...أمي الله يسلمك.!
(امي الله يسلمك)...هكذا ردد المغنون وصاغ الشعراء كلماتهم في حق الام، تلك المرأة التي تمثل علامة فارقة واستثنائية في المجتمع السوداني، ولعل امنيات الشعراء والمغنون للام ب (السلامة)، لم تكن مجرد خواطر، بل كانت رسائل حقيقة للإهتمام بصحة الامهات والمرأة بشكل عام، فصحتها تنبي عن مستقب اجيال قادمة. ومن هذه النقطة عقدت الشركة السودانية للهاتف السيار (زين) شراكة ممتدة مع جامعة الاحفاد للإهتمام بمتابعة كل مايتعلق بالمرأة السودانية خصوصاً بصحتها.
معاً من اجل صحتهم:
لم تكت شراكة (زين) مع جامعة الاحفاد وليدة اللحظة، بل ظلت ممتدة لعامين متواليين في عدد من المناشط، ابرزها: الرحلات السنوية الارشادية الريفية التي تنظمها جامعة الاحفاد للبنات برعاية (زين) بصورة راتبة، والتى جأت هذا العام تحت شعار: (صحة امهاتنا و نسائنا في الرعاية الوقائية والكشف المبكر لسرطان الثدي) .
75 قرية تحت التغطية :
شملت رحلات (زين) مع جامعة الاحفاد أكثر من 75 قرية بمختلف انحاء السودان وبولايات متعددة منها: (ريفي ولاية الخرطوم ،الولاية الشمالية ، ولاية نهر النيل، ولاية النيل الابيض ، ولاية الجزيرة، ولاية شمال كردفان وولاية سنار وولاية القضارف وولاية كسلا ، ولاية البحر الاحمر) ويقوم بالإشراف على هذه الرحلات 1125 طالبة.
شراكة حيوية :
حول الموضوع يقول الأستاذ صالح محمد علي مدير قطاع الاتصال المؤسسي ب زين-السودان، أن استراتيجية الشركة في تقديم خدمات الاتصالات المُتنقلّة تقوم على تنمية المُجتمعات وأن ما تقومُ به جامعة الأحفاد وعلى مدى سنين طوال يهدفُ الى تقدّم الإنسان السوداني والمرأة بصفة خاصة، فلا غروَ أن تتلاقى أهداف المؤسستين في هذا المجال الحيوي، واضاف ان الشركة ماضية في تقديم خدماتها للمجتمع وعناصره المختلفة، وتحديداً المرأة التي تمثل نبض المجتمعات.
رسائل هامة :
الاهتمام بصحة المرأة وتوعيتها بمخاطر سرطان الثدي تصدر اولويات حملة هذا العام، بعد ان شكل ذلك المرض هاجسا مخيفاً للامهات والنساء بصورة عامة، وأتت رعاية (زين) لهذه الحملة امتداداً لمشاريعها السباقة والهادفة لتوعية المرأة بمخاطر امراض هذا العصر والتى تحتاج للكثير من الرسائل حتى تصل إلى الاهداف.
ممارسات أكل عليها الدهر
كي لثة الصغار بهدف تجاوز آلام التسنين
الخرطوم: «الصحافة»
لعل ابرز ما حظي به اطفال المناطق الحضرية في العقود الماضية، انهم لم يتعرضوا للعديد من الممارسات التي يمكن وصفها اليوم بالانتهاكات، بالرغم من ان تلك الممارسات تتم بهدف نبيل وهو شفاء الصغير، ومن ابرز تلك الممارسات ما يتعرض له الصغار خلال فترة التسنين، اذ تتم احالة الكثيرين منهم الى البصيرة التي غالبا ما تكون سيدة تجاوزت السبعين، والتي تقوم بكي لثة الصغير حتى تجد اسنان اللبن والضروس سبيلاً لتجاوز اللثة. وبالرغم من حجم المعاناة التي يتعرض لها الصغير الذي ربما عجز عن الرضاعة لأيام بفعل الجرح، الا ان الأم لا تخفي سعادتها عندما تلوح الحبة البيضاء والتي هي السن، وكثيرا ما دفع الصغار عمرهم نتيجة تلك الممارسة التي اختفت تماما الآن الا في بعض المناطق البعيدة جدا عن المراكز الحضرية، كما اسهم انتشار الوعي ووجود المستحضرات الطبية في التخلي عن تلك الممارسة.
تقول «بت المادح» وهي سيدة في السبعين من عمرها، إن الكي احدى اهم الوسائل التي تمكن الصغير من تجاوز مرحلة التسنين بكامل صحته وبنيته الجسمانية، وتنفي بت المادح وجود اية اضرار للكي، مشيرة الى ان الحديث عن تعريض الصغار لمخاطر الموت فيه افك عظيم، مشيرة الى ان ابناءها العشرة خضعوا لعملية الكي علي يد والدتها أمونة بت بدير التي كان يلجأ لها كل اهالي القرى من حدب المناقل، ولم يحدث ان تناقلت القرى خبر وفاة أي صغير خضع للكي بواسطة بت بدير، بل ان الاسنان كانت تسبق مرحلة المشي، وذلك امر تفاؤل بين الناس لأن الصغير الذي يحظى بخروج «حبوباته» أي اسنانه قبل ان يترجل ماشياً فإن ذلك يعني انه تجاوز مراحل الالم، كما انه لن يفقد شيئاً من بنائه الجسماني، عكس اولئك الذين يتعرضون «للخنشلة» وتعني مضاعفات التسنين من اسهالات وحالات قي متواصل. وترى بت المادح أن عافية الصغار الذين خضعوا لعمليات الكي تصاحبهم طول العمر.
أم هاني حسين بلة وهي ام لثلاثة اطفال، قالت بالرغم من انها خضعت في صغرها لعمليتي «فصيد الرمد» وكي اللثة الا انها ظلت مقتنعة بعدم اخضاع اطفالها لذلك، ليس باعتبار ان الامر ظاهرة تنم عن التخلف، وانما ببساطة لان الامر يعرض فلذات اكبادها للمخاطر، كما ان فيه انتهاكاً واضحاً وصريحاً لحقوق الطفل، وعندما قلت لها إن في الكي حقوقاً اكبر واشد اهمية كونه يضمن سلامة الصغير من مضاعفات مرحلة التسنين، قالت إن ذلك ادعاء باطل لم يسنده العلم. وبقيت الاشارة الى أن هاني ليست من سكان الخرطوم، وإنما هي سيدة ريفية نالت قسطاً محدوداً من التعليم، إذ لم تتجاوز الصف السادس بمرحلة الاساس قبل ان تزف الي بيت الزوجية.
فاطمة محمود وهي معلمة وأم، قالت إنها لا تفضل أن يخضع ابناؤها للممارسة هذه، كما انها في ذات الوقت لا توافق على تجريم الآباء والامهات الذين يلجأون الى هذه الممارسة، اذ انهم يعلمون قدر المعاناة والحالة النفسية التي يصيرون اليها قبل صغارهم، الا ان الهدف هو التعجيل بما يرونه علاجاً وتسهيلاً على الصغار في تجاوز تلك المرحلة بسرعة بالغة، وبرغم ذلك علي حد قول فاطمة فإن الممارسة اختفت تماماً في كافة انحاء البلاد، ولم يعد يخضع لها الا ابناء المناطق المنغلقة والبعيدة، وصار الكي لتسهيل مرحلة التسنين مثل شلوخ البنات، وكل ذلك بفضل انتشار الوعي والتحضر بين الأهالي.
عمليات تستهدف مائة طفل
أطفال القلب.. أمل جديد يبزغ في سماء ود مدني
الخرطوم: تهاني عثمان
وقبل أن تمحى من الذاكرة أصداء الحملة الماضية التي كانت سبباً في استشفاء اكثر من ستين طفلاً من مرضى القلب في مايو الماضي، ها هي مؤسسة سند الخيرية ومن خلال تعاونها مع منظمة المنتدى الإسلامي العالمية ترمي بحجرها في بركة الصمت التي ضربت قطاع الصحة، ببدء حملتها الثانية التي استهدفت حوالى مائة قلب طفل عليل.
ها هم يسابقون الزمن فهرعوا إلينا مهرولين، غايتهم وأملهم إعادة الانتظام لنبضات قلوب بضة، أرهقها الإعياء فعجزت عن إرواء أوردة أجسادهم بسائل الحياة الذي يمد الجسم بالاوكسجين والغذاء.
هنا في نقطة الفصل ومعمل الحياة، حيث تتسارع النبضات والحركة في تغيير لون الدم من الأحمر الداكن الى دم حيوي ممزوج بكل مقومات الحياة، ينساب في شرايين دقيقة تتناسب وحجم طفل لم يتجاوز وزنة سبعة كيلوجرامات، ولم تزد أيام عمره عن السنة، هناك في موضع العلة والألم داخل القلب حيث ضاقت مداخل الدم ومخارجه واختلفت نبضاته ما بين التسارع والابطاء في ابدان «600» طفل بالبلاد، يعانون من ذات الالم بدرجات متفاوتة، تقاسمهم اسرهم ذلك الالم بصورة اكبر، ويقطع اكبادهم العجز الذي يقيدهم ويقعدهم مكتوفي الايدي أمام براءة طفل سكتت ضحكته وأحالها الوجع الى أنين وبكاء، لتشاركهم أمهاتهم البكاء في صمت مطبق تذرف معه بعض قطرات الدمع احياناً، وعند المساء في جوف الليل تتجلي اكف الضراعة والدعوات من آباء أقلق مضاجع نومهم أنين ابنائهم، ليرفعوا أيديهم للسماء بأن يمد الله لهم يد العون حتى تحل العافية بفلذات أكبادهم، وان يتولاهم ربهم برحمته بعد أن حالت قسوة ظروفهم المادية دون الإسراع بهم لتلقي العلاج بالخارج.
ولعل من بين تلك الدعوات دعوة صادفت حضور احد الملائكة، ولعلها كانت صادقة عندما خرجت من تلك الوالدة او ذاك الوالد مهيض الجناح، فاستيجب لها، حيث كانت البشرى عندما حط ثلاثون من أطباء منظمة المنتدى الإسلامي الذين استقدمتهم مؤسسة سند الخيرية رحالهم بمستشفى ود مدني للقلب القومي ليكونوا أيادي تبرئ الألم ومشارط تبتر الخلل وتسكت صوت الأنين وتحيله الى بسمات، وتزيل الهم عن كاهل ذويهم، وتفتح في دواخلهم الآمال بغد مشرق يحمل في طياته أروع صورة لطفل صاحب قلب أصبح سليماً ينبض بالحياة من جديد وبالحيوية التامة.
فكرة إجراء عمليات القلب للاطفال كانت قد بدأتها المنظمة منذ عام 2004م في مختلف التخصصات لعلاج العيوب الخلقية.
«الصحافة» اتصلت بالطبيب السوداني المشارك ضمن وفد المنظمة الدكتور محمد تاج الدين مصطفى استشاري جراحة قلب الاطفال ورئيس قسم القلب بمركز الامير سلطان لامراض وجراحة القلب بالمملكة العربية السعودية، فقال: إن المجموعة الطبية في المنظمة التي تقوم باجراء العمليات، عبارة عن مجموعة من استشاريي جراحة القلب وتخدير قلب الاطفال والقسطرة واستشاريي العناية المركزة، وطاقم العمل الطبي يختلف من دولة الى أخرى، وفي المتوسط يتراوح العدد ما 25 الى 35 طبيباً، وهي مجموعة تطوعية تعمل في مختلف المستشفيات بالمملكة، وسبق أن عملت في مصر والمغرب وكزخستان، وفي السودان في مايو الماضي في مجالات جراحات القلب المفتوح والقسطرة، ويقول تاج الدين إن مشكلات القلب لدى الاطفال من اكثر المشكلات الطبية تعقيداً، لذا تحتاج الى تخصصات دقيقة تكون تكاليفها باهظة الثمن، وتتكفل بها مجموعة من رجال الخير، بمعاونة تطوعية من الكادر البشري المتخصص من مختلف الجنسيات والتخصصات، ويأتي الفريق الطبي بكل مستلزماته التي تكون مدعومة من قبل رجال الخير من مختلف دول العالم، وهو مشروع متواصل تنظم فيه المنظمة حملات تتراوح بين ثلاث إلى أربع سنوياً لمختلف الدول، ونحن بوصفنا سودانيين نركز على تنظيم مزيد من الحملات بالبلاد، في ظل انعدام التخصص الدقيق في جراحة قلب الطفل، كما نهدف في جانب آخر الى تدريب الكوادر في عمليات الجراحة والقسطرة والعناية والتمريض المتخصص، بهدف توصيل الخبرات وتدريب الكادر البشري.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.