٭ دكتورة رجاء محمود أبو بكر وعميد شرطة «م» حسن محمود أبو بكر قاما بتحقيق ديوان والدهما الصاغ محمود أبو بكر الشاعر الوطني المرهف.. أكواب بابل من ألسنة البلابل. ٭ رجاء وحسن ووالدتهما الأستاذة فاطمة مدني أهدوا لي نسخة من هذا العمل الكبير النبيل.. فالشاعر محمود أبو بكر رقم وضاء في الساحة الوطنية والثقافية والعسكرية.. ٭ ونحن على مشارف الذكرى السابعة والخمسين لاستقلال البلاد يطيب لي أن أنقل قصة النشيد الوطني الذي تغنينا ونتغنى به صه يا كنار.. ٭ جاء تحت عنوان «بين شاعرين» الآتي.. ترعرعا معاً.. ثم افترقا.. فلما التقيا بعد عامين لم يعرف عقيل أحمد عقيل الملقب ب«الكنار» صديقه صاحب الديوان الملقب ب«النسر» لأنه نحل وشحب لونه ثم عاد عقيل واعتذر عن ذلك فقال الشاعر هذه القصيدة معاتباً وقابلا الاعتذار.. لسانك يشكو والفؤاد يلين. ٭ وكانت الحرب العالمية الثانية تدق الأبواب وقد وعدت بريطانيا رعاياها من الدول التي تستعمرها بأنها ستمنحهم الاستقلال إذا تجندوا في صفوفها ضد المانيا فانضم صاحب الديوان كغيره من الشباب للمحاربين ودعا صديقه عقيل للانضمام.. غير ان عقيلاً قال له بأنها وعود كاذبة لا يحققها المستعمر وجاء في قصيدة طويلة من عقيل للشاعر مطلعها: يا نسر دع عنك أوهاماً تجئ بها فانها محض اغراء وتكذيبا ٭ فرد الشاعر «النسر» بقصيدته صه بالكنار: صه يا كنار وضع يمينك في يدي ودع المزاح لذي الطلاقة والدد صه غير مامور وهات مدامعا كالارجوانه وابك غير مصفد ودع بدمعك من تحب فانما أنا ان دعوتك لن تعيش إلى غد فإذا صغرت فكن وضيئاً نيرا مثل البراعه في الظلام الأسود فإذا مشيت على الرماح إلى العلا فعلى سويق قد مشيت مقند وإذا مشيت على السيوف فمزقت ساقيك فاحبو على رفيع السؤدد واملأ فؤادك بالرجاء كأنما بلقيس جاء بها حديث الهدهد وإذا ادخرت إلى الصباح بسالة فاعلم بأن اليوم أنسب من الغد فالعمر موت في شبابك ان تكن تقضيه بين مصفق ومغرد والق البلية بالبلية وارمها «بمسدد» و«مثقف» ومجرد وخذ المآرب من زمانك عنوة ان المآرب في يمين الأمرد فإذا رأيت من الطلاقة بارقاً فابذل حياتك غير مغلول اليد واعمد إلى دمك الذكي وجد به فالجلنار سياج روض السؤدد فإذا تبدد شمل قومك فاجمعن فإذا أبوا فاضرب بعزمه مفرد فالبندقية في بداد بيوتها طلعت بمجد ليس بالمتبدد صه يا كنار فبعض صمتك مسعدي حتى شدوت فصار شدوك مسعدي وفضيله بين التبسم والبكا لو تعلمون تجلد المتجلد ٭ والقصيدة طويلة يحلو الاطلاع عليها في هذه الذكرى العطرة ذكرى الاستقلال.. الشكر لأسرة الشاعر محمود أبو بكر مع تهنئة ممتدة. هذا مع تحياتي وشكري