عاد وفد قبائل دار حمر الى دياره بأحلام مؤجلة ومطالب جديدة وخطوط حمراء قالوا ان التنازل عنها ضرب من المحال وانهم قدموا تضحيات كبيرة وتفهموا وجهة نظر الحكومة فى قيام ولايتهم فى الوقت الحالى مراعاة للظروف الإقتصادية التى تعانى منها البلاد، الا انهم تمسكوا بالبقاء فى ولاية شمال كردفان وان التزحزح عنها الى ولاية الفولة والتى بُعث الى الوجود مرة أخرى بأزمتها قبيل أن يتم تذويبها فى جنوب كردفان بأمر إتفاقية السلام 2005 أمر غير قابل للناقش إطلاقاً ما يفتح ابواباً أخرى لعودة ولاية منقوصة من اربع محليات كانت تمثل العماد الرئيس لها مايضع الحكومة فى مأزق آخر بعد تنازل «قبائل دار حمر» فى الوقت الراهن عن ولاية النهود ولكن بشرط البقاء فى ولاية شمال كردفان. امير قبائل دار حمر الأمير عبدالقادر منعم منصور فى حديثه ل «الصحافة» عبر الهاتف أمس اكد انهم لن ينضموا الى ولاية الفولة مهما كلفهم الأمر وقال «فى السابق عندما اتبعونا الى ولاية غرب كردفان لم يستشيرنا احد وعارضنا الأمر بشدة» وأضاف «وبعد ان صدر القرار اتينا وفد من دار حمر اكثر من الف رجل وقطعنا بعدم رغبتنا فى الإنضمام للفولة وظللنا نناهض هذا القرار الى ان تم تذويب الولاية» اوضح منصور ان وفدهم إلتقى بالنائب الأول لرئيس الجمهورية على عثمان محمد طه وشرح لهم انه لايوجد طرح لقيام ولايات جديده فى الوقت الراهن وان الظرف لايسمح بذلك خاصة وان هناك جماعات اخرى تطرح ذات المطالب وان قيام اى ولاية يفتح الباب الى ولايات أخرى، وقطع الامير انهم قبلوا بالأمر فى الوقت الحالى ولكن بشرط البقاء فى ولاية شمال كردفان الى ان يتحسن الظرف وان مطلب ولاية النهود سيظل قائما ولن يتنازلوا عنه، وشدد منصور انهم متمسكون ببقاء المحليات الست وقال «هذه الارض اشتريناها من سلاطين دارفور من حر مالنا بوثائق تثبت ذلك» وأضاف «غضينا الطرف عن ولاية النهود فى الوقت الحالى ولكنا لن نتنازل عن قرية واحدة بتبعيتها للفولة»، واوضح منصور انهم لايعترضون إطلاقاً على قيام ولاية غرب كردفان وعودتها بعاصمتها الفولة وقال «من هنا نبارك لأهلنا المسيرية عودة الولاية ونقول لهم نحن لسنا ضدها ولكنا سنبقى فى شمال كردفان». واوضح عضو تجمع دار حمر، الوالى السابق لشمال كردفان محمد احمد الطاهر ابوكلابيش انه لاوجود لقيام ولايات فى الوقت الحالى خاصة وان هناك مبادرة جاده لصياغة دستور جديد للسودان يوضح فيه كيف تحكم البلاد على كافة المستويات المحلية والولائية ونوع الحكم الذى يُحدد بدوره تقسيم الولايات، وقال ابوكلابيش ل «الصحافة» عبر الهاتف أمس ان الظرف الإقتصادى الذى يمر به السودان حالياً له إعتبار ولايسمح بقيام ولاية جديده، الا انه أشار الى الوفود التى اتت من دار حمر من محلياتها الست الى الخرطوم بقيادة الأمير عبدالقادر منعم منصور والشراتى والمسؤولين وبعض المعتمدين وقيادات المؤتمر الوطنى فى هذه المحليات رأوا انهم لن يتبعوا الى ولاية غرب كردفان، واوضح ان الوفد شرح وجهة نظره للنائب الأول لرئيس الجمهورية على عثمان محمد طه والذى اكد إلتزامه بمطالب قبائل دار حمر وتكوين لجنة من ابناء المنطقة لدراسة إحتياجات المحليات الست فى التنمية خاصة محلية النهود، واكد ابوكلابيش ان اللجنة تتبع مباشرة الى النائب الأول على عثمان محمد طه الى حين البت فى امر قيام الولاية فى الدستور الجديد، وأضاف فى تصورى الخاص ان معايير المطالبة بقيام اى ولاية الغرض منه تنمية المنطقة واذا وجد هؤلاء التنمية فلامانع لديهم او اختلاف فى تأجيل المطلب الى ان يتحسن الوضع الإقتصادى او يحسم الدستور امر الحكم. وقال عضو تجمع دار حمر خالد بخيت فى حديثه ل «الصحافة» ان إنشاء ولاية غرب كردفان فى عام 1994 لم يستشار فيه اهل محليات المنطقة «الخوى والنهود، ابوزبد ، ودبنده، والأضية» وبالتالى تبعيتهم للفولة مرة اخرى امر لايعنيهم، وأشار الى ان رئاسة الجمهورية فى الفترة السابقة كلفت لجنة بقيادة حاتم الوسيلة بغرض إعادة الولاية وإستمعت لآراء القيادات والمواطنين فى المنطقة بالإضافة الى مجلس وزراء حكومة شمال كردفان ومجلسها التشريعى والمحليات الست، وقال ان اهل المحليات أجمعوا على قلب رجل واحد بعدم رغبتهم فى العودة الى ولاية غرب كردفان بعاصمتها الفولة مهما كلف الأمر، واوضح ان لجنة الوسيلة إستمعت الى الهيئة البرلمانية لنواب شمال كردفان وكان حديثهم واضحاً بعدم تبعية المحليات الست الى ولاية غرب كردفان، واكد بخيت ان لجنة الوسيلة اوصت فى تقريرها بإنشاء ولايتين واحده تتبع الى مناطق المسيرية وأخرى فى النهود قائمة بذاتها، واكد بخيت ان وفد دار حمر المكون من (500) رجل لتمثيل جميع محليات المنطقة اقتنعوا بوجهة نظر الحكومة بتأجيل هذا المطلب فى الوقت الحالى الى أن تتحسن ظروف البلاد، وان نائب رئيس الجمهورية على عثمان محمد طه خيرهم مابين الإلتحاق بولاية غرب كردفان او البقاء فى شمال كردفان واوضح ان الوفد بعد خيارات النائب الأول تدارس الأمر وقرر اولاً عدم تجزئة المنطقة وجعلها كتلة واحدة بمحلياتها الست، والمطالبة بصندوق لتنمية هذه المحليات ورفع مذكرة لرئاسة الجمهورية بغرض وضع اولوية فى التنمية لهذه المناطق، ومن ثم اهم المطالب بقاء المحليات الست فى ولاية شمال كردفان بإعتبارها الأقرب جغرافيا ووجدانياً الى حين قيام ولايتهم بعاصمتها النهود.