نجحت لجنة المساعي الحميدة المكونة من قيادات قبيلتي الرزيقات والعجايرة، في تقريب شقة الخلاف بين طرفي الصراع الذي اندلع اخيرا بولاية جنوب كردفان بين المسيرية الزرق والفلايتة. واكد رئيس اللجنة ووالي جنوب دارفور السابق ، عبد الحميد كاشا، نجاحهم في تقريب وجهات النظر بين طرفي الصراع اللذين تجاوبا مع المبادرة، وقال ل»الصحافة» ان عمل اللجنة يرتكز على ايقاف نزيف الدم والعدائيات وتحديد الخسائر ومعالجة الجرحى لتهيئة الاجواء لقيام مؤتمر صلح. ولفت كاشا الى ان المبادرة جاءت برعاية من ديوان الحكم اللامركزي ممثلا في الوزير حسبو محمد عبدالرحمن، كاشفا عن زيارة وفد لجنة المساعي الحميدة الى الفولة خلال اليومين القادمين للوقوف على الاوضاع واكمال مساعي الصلح بين طرفي النزاع. وأعلنت ولاية جنوب كردفان، استعداد القوات المسلحة للتعامل بحسم مع أي تفلت في المنطقة، وقررت امس نقل مجلس وزراء الولاية إلى مدينة الفولة للوقوف على الأوضاع عن قرب بعد الأحداث الدامية التي شهدتها المنطقة. ووقعت اشتباكات قبلية الأسبوع الماضي هناك بين أولاد سرور وأولاد هيبان. وجدد والي جنوب كردفان، احمد هارون، نداءه لحاملي السلاح في كل من تيما وتلشي وكافة الجبال الغربية بولاية جنوب كردفان للانضمام لركب السلام باعتبارهم اصحاب حق وارض، واعلن استعداد حكومته لارسال الخدمات الاساسية لمناطقهم انحيازا لنداء اهل لقاوة. ووجه هارون، معتمد لقاوة بالتنفيذ الفوري، وقال لدى مخاطبته لقاءً جماهيريا حاشدا بلقاوة ان اهالي لقاوة نموذج للمجتمع الذي تسعى ولايته عبرهم لتحقيق ما خربه التمرد من علاقات اجتماعية بين مكونات المجتمع المدني، وقال ان لقاوة تستحق اكثر من ذلك لانهم جنبوا منطقتهم الحرب بمن فيهم اعضاء الحركة الشعبية، وطالب مكونات لقاوة لقيادة مبادرات لرتق النسيج الاجتماعي بالقطاع الغربي. من جهته، قال وزير الإعلام بالولاية، عقب اجتماع مجلس وزراء الولاية، إن المجلس استمع إلى تنوير أمني حول الأوضاع بمدينة الفولة والموقف الأمني بمناطق العمليات، خاصة منطقتي الإحيمر والحمر، بعد أن تمكنت القوات المسلحة من صد هجوم قوات الجبهة الثورية الجمعة الماضية. وبالمقابل، قال المركز السوداني للخدمات الصحفية إن اللجنة الخاصة بأحداث الفولة حددت اليوم لحسم الخلاف بين أولاد سرور وأولاد هيبان، وألزمت الأطراف بوقف العدائيات تمهيداً لطي ملف الخلافات في إطار المصالحات الأهلية. وقال رئيس اللجنة، الأمير مسّلم مصطفى ختم، إن اللجنة جلست مع أمراء المنطقة ومعتمد المحلية لتهدئة الأوضاع تمهيداً للدخول في مصالحات بين بطون المسيرية في الإطار الأهلي. وأوضح ختم أن لجنة الأجاويد قادت مشاورات واسعة مع أطراف النزاع للتوصل إلى صيغة مشتركة تضمن إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة. وقال إن المفاوضات الجارية ستفضي إلى عقد مؤتمر أهلي جامع يضم كافة قبائل المنطقة لحسم كافة القضايا محل النزاع بين مكونات المنطقة.