القاهرة تكتب وبيروت تطبع والخرطوم تقرأ ...مقولة عرفها المثقفون العرب في الماضى القريب وكان السودانيون سعداء بالمقولة التي تؤكد عمق ثقافة واطلاع اهل السودان وحرصهم على العلم والثقافة وكانت المكتبات المنزلية تزين كل صالون وكان تشجيع انشاء المكتبات الخاصة للتلاميذ والطلاب من قبل المعلمين ويتنافس الجميع نحو امتلاك اكبر عدد من الكتب العلمية والثقافية والروايات وغيرها .... ان ايقاع الحياة وتطور الميديا قلل من الاهتمام بالمكتبات العامة والخاصة بالسودان رغم وجودها فى كثير من بلدان العالم والحفاظ عليها حتى اليوم كمثال مكتبة الاسكندرية العريقة التى تمثل رمزاً للحضارة لمصر ومكتبة جرير بالدوحة وفروعها ومكتبة مدبولى الشهيرة بالقاهرة وغيرها من البلدان ...وهنا تقف مكتبة بورتسودان العامة رمزا ونموذجا ومحاولة لاحياءا ما اندثرمن مكتبات .ومدينة الابيض التى كانت بها اكبر مكتبة عامة بالبلاد |(مكتبة البلدبة العامة )مضت الى رحالها مع مامضى من جمال واناقة ونظافة ورونق لعروس الرمال ولم يشفع لها تاريخها وخريجوها الذين يتبوأون الآن اعلى المواقع فكتبها ترقد الآن فى ركن قصى مع هوامل الاوراق بكوخ صغير بالاميرية سابقا او المنطقة لايهم ..حيال ذلك دشنت مستشارية التعليم العالى عملها ببرنامج اعادة احياء المكتبات العامة والخاصة واعلنت قيام معرض الكتاب الاكاديمى الاول بالتعاون مع الدار العربية للكتاب وحقق نجاحا كبيرا اكد ان الابيض لازالت تقرأ. ويقول مبارك حامد مستشار الوالى مسئول ملف التعليم العالى ان المعرض قصد منه احياء دور الكتاب والاطلاع للطلاب ونحن نرى ان لابديل للكتاب لانه خير جليس والنجاح والاقبال الذى شهدته ليالى وايام المعرض اكد لنا ذلك لذا وضعنا فى خطتنا لانشاء المكتبة الاكاديمية الاولى لطلاب الجامعات والدراسات العليا والمفكرين. ويرى الدكتور محجوب عضو اللجنة ان المعرض كشف عن احتفاظ الكتاب بمكانته وقيمته ويقول دكتور عبد القادر عبد الجبار المحاضر بجامعة ام درمان الاسلامية ان المعرض ضم كتباً قيمة متفرقة بين الاكاديمية والثقافية وتوفر مراجع مميزة وارى ان تستمر هذه المعارض دوريا وليس سنويا حتى تواكب التطور .ويقول محمد حسن حسين ان المعرض اعاد لنا ايام معارض الكتاب واعتقد انها لفتة بارعة من ادارة التعليم العالى لان العلم هو الذى يقود المجتمع .ويرى الاستاذ التجانى زين العابدين ان يتوسع المعرض لكتب اضافية مثل الروايات والقصص اضافة للمكتبة والكتاب السودانيين .ومضى دكتور عبد الله اسماعيل مدير جامعة الابيض التقنية بالقول الى الاستفادة من المعرض خاصة توفير ادارة التعليم العالى لكتب ومراجع لم تكن تتوفر لهم .فيما يرى المهندس صلاح ابكر مزمل ان يضاف التنافس على الاطلاع بتقديم الجوائز المغرية والتشجيع المثالى لاكثر المطلعين اضافة لتشجيع المفكرين والمثقفين للنشر والكتابة . ويقول العمدة دفع الله اقتنيت كمية مقدرة من الكتب القيمة خاصة الدينية وارى ان ادارة التعليم العالى قدمت خدمة كبيرة للولاية لان مثل هذه المعارض غابت طويلا ..فما بين تفاؤل مواطنى المدينة بنجاح اول معرض للكتاب الاكاديمى وامنياتهم بالاستمرار وتوجسهم من التوقف تبقى المكتبات هى اساس الثقافة وقلبها النابض وكانت تشكل ثقافة للمجتمع وللافراد لان بها التربية وثقافة حب الاوطان والنظافة والنظام والحب والاخلاص فى العمل فبتوقفها او احجامها ظهرت الفجوة فى كل شئ، فهل تستمر معارض الكتاب وتتطور لترغيب الجميع على الاطلاع والقراءة واعادة انشاء وامتلاك المكتبات الخاصة ام تنام مرة اخرى نومة اهل الكهف.