٭ غسل البابا فرنسيس، يوم عيد الفصح، أقدام فتاتين، بإحدى المنشآت الإصلاحية في روما، وكانت اثنتان من الأقدام، التي غسلها لفتاة مسلمة. ٭ استوقفني الجدل، الذي دار حول ما أقدم عليه البابا، فبعضهم رأى أن الشعيرة التي أقدم عليها البابا، مخصصة للرجال، بمعنى أن غسل أقدام النساء، محل نظر.. أضف إلى ذلك أن نصف الأقدام المغسولة كانت من نصيب مسلمة. ٭ وأنا أتهيأ للبحث أكثر، عما سميته بيني ونفسي (فقه وتاريخ غسل الأقدام)، انتزعني (حذاء)، وفرض عليَّ مادته، ولا غرو فالحذاء لصيق القدم. ٭ ذات الوسائط التي روت، خبر غسل البابا أقدام فتاتين، تناقلت خبر، قذف الرئيس الباكستاني السابق، برويز مشرف، المشتبه في تورطه في اغتيال رئيسة الوزراء السابقة، بنازير بوتو، بحذاء، بعيد خروجه من قاعدة محكمة مثل أمامها. ٭ وذات الوسائط، تناقلت خبر التونسيات، اللواتي تظاهرّن أمام وزارة الطفل والأسرة، بالعاصمة التونسية، كانت التظاهرة ب (الأحذية)، لا بمعنى أن النسوة المتظاهرات كن (يلبّسن) أحذية، ولكن بمعنى أن النسوة المتظاهرات كن (يرفعّن) الأحذية احتجاجاً، على ما حدث في روضة للأطفال، اغتصب حارسها طفلة رضيعة في عامها الثالث، ويطالبن بإقالة وزيرة المرأة والأسرة، سهام بادي. ٭ رددت المتظاهرات الهتافات، (حكومة إرهاب ووزيرة اغتصاب)، ورشقن واجهة الوزارة بالأحذية. ٭ ورفعت المتظاهرات صورة للوزيرة سهام بادي، تبدو فيها مبتسمة، وفي يدها (زوج أحذية) لليلى الطرابلسي زوجة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. ٭ وكانت الوزيرة قد اشترت، زوج الحذاء، خلال معرض لبيع الأغراض الشخصية لعائلة بني علي، أقيم نهاية ديسمبر المنصرم. ٭ ومازال الجدل محتدماً، بين المتظاهرات اللواتي حملنّ الأحذية، وبين الوزيرة التي سبق أن أخذت صورة تذكارية، وفي يدها حذاء. ٭ وخبر ثالث، لم تظهر فيه الأحذية، بصورة مباشرة، لكن صياغته، توحي بأحذية ما مرفوعة في مكان ما. والخبر يقول إن مصر المحروسة، شهدت «21» ألف حالة زواج، خلال عام واحد، بين (لاجئات) سوريات و(مواطنين) مصريين، مقابل «005» جنيه مصري للزوجة. ٭ الاتحاد العالمي للمرأة المصرية في أوربا وحقوقيون وحقوقيات، عبّروا عن رفضهم الشديد للظاهرة، واعتبروها نوعاً من (الاتجار بالبشر). ٭ وخبر آخر، لا تظهر فيه الأحذية بصورة مباشرة، يروي قصة خمسة ليبيين في بنغازي، قاموا باغتصاب فتاتين بريطانيتين أمام والدهما. ٭ ولا أستبعد أن يكون الخبران اللذان لم تظهر فيهما الأحذية، بصورة مباشرة، قد حرضا على استخدام الأحذية في الاحتجاج، والرشق بها، نفوساً. ٭ ونظلم الحذاء، حين نقصره فقط في كونه نعالاً للانتعال وحفظ القدم، فالحذاء سلاح احتجاجي فعَّال. ٭ وللحذاء.. تاريخ وفكر.. وهناك أحذية (ضد النسيان).. (إن أنسى لا أنسى) كما يقول الفنان الراحل عثمان حسين حذاء الأرملة بوبولينا التي أحبت زوربا اليوناني، في رواية كازانتزاكي (زوربا). ٭ عندما ماتت بوبولينا، تخاطفت النساء العجائز، كل ما كانت تزهو به حبيبة زوربا التي كانت ملء العافية والأنوثة، من ثياب وفراء وأثاث، لكنهن تركن الحذاء ولم يحملنه، فكان الحذاء من نصيب (مجنون)، حمله على صدره، وجعل (فردتيه) تتدليان على خصريه، مما أوحى للناس، كأنما المجنون يحمل بوبولينا على كتفه، ورجلاها تتدليان، فالحذاء لا يتدلى على صدر صاحبه، وحول خاصرتيه، إلا إذا كان صاحبه محمولاً على الأعناق. ٭ كان (جيته) في شيخوخته، يضم إلى صدره (حذاء) محبوبته، ويبكي، ورسم (فان جوخ) لوحة لحذاء. ٭ من منكم لا يذكر، (حذاء سندريلا).. رقصت سندريلا وانسحبت متخفية، لكن (فردة) من حذاء دلت عليها. ٭ لم تعد سندريلا بفردة الحذاء، ف (عادت بخفها).. فالذي (عاد بخفيّ حنين) هو حنين نفسه. ٭ ليت (حنيناً) كان قد ذهب إلى (الطمبوري)، وصنع حذاءً مثله، حذاء الطمبوري ظل يلاحق صاحبه كلما حاول التخلص منه، حذاء الطمبوري (لا فكاك) من أجود الأحذية، في الانتعال، ومن أقواها، أيضاً في الاحتجاج.