مبادرة الرئيس واطلاق سراح المعتقلين بعثت رسالة جيدة عنوانها ثمة انفراج يلوح فى الافق بشأن العلاقات بين الحزب الحاكم والاحزاب الاخرى التى شهدت فى الاشهر الفائتة الكثير من القذائف «الكلامية »عقب توقيع وثيقة الفجر الجديد التى قادت قادة الاحزاب السياسية الى السجن ، ولكن نحتاج فعلا الى وعاء جامع يفوح منه شذى الوضوح والشفافية والصراحة، يدفع الى حوار وطنى شامل لكافة القضايا بعيدا عن تجزئتها، ويعلن من خلال مخرجاته اننا جميعا وضعنا الخطى فى طريق صحيح لايساورنا فيه الاتهام او التشكيك فى وطنية هذا الحزب او ذاك، فنحن نعول على« قطرة» النوايا الصادقة لتقودنا الى «محيط» التطبيق الفعلى عبر توسيع الحوار بعد ذلك فى المجتمع السودانى الذى يجب الا يسقط الحزب الكبير او« احزاب الفكة »، وللحوار مطلوبات لابد من توفرها واولها «اجواء »صافية لايشوبها الغمام والهطول المفاجىء لمطر التصريحات «اللاذعة» التى حتما ستعود به الى نقطة الصفر ليهتز «كرت»النوايا وينهدم ركنها الذى مهد للجلوس، وعندها ستلاحق الحوار لعنة تفاصيل الالتئام مرة اخرى لتهرب النوايا تماما والى غير رجعة ونعود لصفر نخاف الاقتراب منه ولكنه يحدث!! وللنوايا اصول وفروع والفرع فيها« معنوية» القبول والقناعات الداخلية بروح عالية مجردة من الشروط، اما الاصل فهو «عملية» الجلوس حول مائدة تتعدد فيها الاراء والافكار والرؤى وستتباين التوجهات المترتبة على ذلك كثيرا ليسعى الجميع نحو تقريب شقة الاختلاف اعتمادا على «نوعية النوايا» التى يمكن ان تظهر بواطنها وبوضوح فى السطر الاول اعلى صفحة «التمهيد». مقومات ايجابية يجب ان تستصحب «نوايا» الجلوس حول ملف النقاش« الضخم جدا » ليبرز من خلالها الدور الوطنى الحقيقى فى وطن قرر اعتماد النوايا بداية صادقة وحسنة وجامعة لحوار لايعد فيه الاستثناء حاجزا للمشاركة بل للجميع حق الحصول على الدخول عبر البوابات المشرعة لتنقية المناخ الموجود الان، وتهيئة القادم فى وطن شاب ساسته وطغي على فكرهم «اليأس»من وجود او قبول اجراءات اصلاحية مستمدة من دستور يعرف الجميع بحقوقهم فى المجتمع .واليأس ايضا من «نوايا سابقة». مهم جدا على صعيد المشاركة الواسعة ملامسة النوايا المطروحة لنوايا المشاركين بوقع حافرها على حافرهم ب«صدق» ليتحد الهوى الموجه نحو حلول الأزمات السياسية المتكررة والمتجذرة فلو صدقت النوايا الجادة الخالية من «الاجندة» والاتهام فان التئام الحوار الوطنى سيصبح جاهزا وتصبح الخطوة ممكنة نحو مستقبل جديد مختلف .. نعانى من أزمة تستحق وضع الحلول وانتشال الوطن منها ، فالشعب يتقلب يوميا فى اوجاع لاتنتهى بل تمتد امامه «مشكلة وملونة كاملة ومجزأة» لدرجة غرست فى دواخله احباطا يستحق الحوار الوطنى ان يزيحه عن صدره باعتماد المرونة صيغة اضافية و«قيمة مضافة» على طاولة الحوار الوطنى الذى يجب ان يكون خاليا من« انتقائية » لافراد« بعينهم» من الحزب الحاكم للجلوس مع المعارضة والقوى السيا سية وافراد المجتمع ومنظماته المختلفة ، والتى تقوم الان مقام دعم المواطن «بالأكل والملبس والعلاج» بعد ان قصرت ايادى بعضهم عن نيل اى منها . كثرة اللجان تعنى الخروج ب «ايادى خالية» او خروج نهائى من المشاركة فى حل أزمتنا الجاثمة لذلك لابد ان تكون الآلية الحوارية واضحة وواحدة غير متعددة يلتقى حولها الجميع ويباركها ، لكن يعتمد كل هذا على مبادرة النوايا الصادقة. الجاذبة. همسة أتيته والقلب خال رغم المسافات البعيدة ورحلة السفر الطويل ... والرهق الجديد..... لأكتب اسمى فى دفتر العاشقين... ياوطني ........