اديس ابابا: جعفر السبكي الخرطوم : إبراهيم عربي : حمد الطاهر : انطلقت امس المفاوضات غير المباشرة بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع شمال، واجرى فريق الوساطة الافريقية اتصالات بين الاطراف كل على حدة لتحديد مسار التفاوض وطريقة المفاوضات المباشرة وجدول الاعمال، بينما طالب المؤتمر الوطني بالتركيز على قضايا المنطقتين في مفاوضات اديس ابابا بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال، وحذر من الانحراف الى غيرها. وعقد الوسيط الافريقي ثابو امبيكي امس جلسة قصيرة مع كل من رئيسي الوفدين ابراهيم غندور وياسر عرمان وأبلغهما بانطلاق المباحثات اليوم. وقال الامين العام للحركة ورئيس وفدها للتفاوض ان الوساطة اجرت اتصالات مع الاطراف كل على حدة لتحديد جدول التفاوض المباشر، وذكر ان وفدهم يدخل المباحثات على اساس قرار مجلس الامن 2046 واتفاق «نافع عقار» في يوليو 2012، موضحا ان استراتيجية الحركة تنبني على ثلاثة مسارات تشمل الوصول الى وقف فوري للعدائيات وفتح الممرات امام المساعدات الانسانية، والاتفاق على اطار قومي واجندة وطنية تحقق المواطنة بلا تمييز في اطار عملية دستورية قومية شاملة بمشاركة كافة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني، والاتفاق على ترتيبات سياسية وامنية للمنطقتين. وكشف عرمان للصحافيين امس استعداد الحركة للتعاون والاشتراك في وضع المنطقة العازلة مع وفدي الخرطوم وجوبا وقال ان مفاوضات اللجنة السياسية الامنية بين الجنوب والسودان ستعقد في نفس الفندق الذي يضم مباحثات الحكومة وقطاع الشمال، وتابع «نحن على استعداد للتعاون مع الطرفين والمجتمع الاقليمي والدولي». وكشف عرمان ان استراتيجية الحركة هي السلام العادل مؤكدا ان السلام اصعب من الحرب، وشدد ان وفد الحركة لم يأتِ لصفقة بل لحل يحقق الاجماع الوطني الشامل والتغيير الديمقراطي والمواطنة بلا تمييز، واعلن ان المفاوضات الحالية فرصة جديدة لبناء سودان فاعل وحشد الطاقات وبداية جديدة، قائلا ان الحرب ليست خيار الحركة. واكد ان التفاوض ثنائي لكن يجب ان يقود الى عملية شاملة وتغيير ديمقراطي سلمي، وتابع «ان اجتماعات اديس فرصة جديدة للسلام ووقف الحرب والوصول لبدايات جديدة لبناء دولة سودانية قائمة على المواطنة بلا ثمن». من جانبه، طالب نائب رئيس المؤتمر الوطني، نافع علي نافع، بالتركيز على قضايا المنطقتين في مفاوضات اديس ابابا بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال وحذر من الانحراف الى غيرها،وقال نافع للصحافيين امس انه «يجب ان لا نتحدث عن فشل المفاوضات او نجاحها ولكن ان نقول ان المفاوضات ستكون موضوعية اذا ركزت على قضايا المنطقتين وتباحثت فيها بعقل وقلب مفتوحين،» وتابع «لكن اذا انحرفت عن ذلك لن تنجح، ولفت الى رفض قطاعات واسعة من اهل المنطقتين لقيادة ياسر عرمان لوفد التفاوض وقال «متي قبل الناس بعرمان حتي يرفضو؟» وزاد «ليس لدينا مصلحة ان نقول هذا ينفع وهذا لا، ولكن الوفد المفاوض حول المنطقتين اذا ركز على التفاوض حول قضايا المنطقتين بنية الحل سيكون هناك حل ولكن اذا انحرف عنها لن تنجح». واكد نافع رغبة حزبه الجادة في الحوار الذي يفضي للوصول الى علاقات طبيعية واشار الى مطالبة القوى السياسية المعارضة لاشراكها في وفد المفاوضات، وقال «الى من قدمت المعارضة طلبها» مبينا ان حزبه ليس لديه مفاوضات ولكن الامر يخص الحكومة» وتابع «اذا قدمت المعارضة طلبها الى وسطاء عليها ان تنتظر الرد». في ذات السياق أكد المفوض العام للعون الإنساني، سليمان عبد الرحمن سليمان، مسؤول الملف الإنساني من قبل الحكومة في مفاوضات اديس بين الحكومة وقطاع الشمال، أن وفد الحكومة على أهبة الجاهزية لتنفيذ إتفاق المسار الإنساني الذي وقعته الحكومة مع الآلية الثلاثية «الأممالمتحدة، الإتحاد الأفريقي، الجامعة العربية» في أغسطس الماضي، وتم تمديده لأكثر من مرة. ويهدف الاتفاق الى توزيع المساعدات الإنسانية للمواطنين بمناطق تواجد قوات التمرد في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وكشف سليمان ل»الصحافة» أن عدم الإعتراف السياسي ومشكلة الملف الأمني كانا سببا رئيسيا حال دون جلوس وفد الحكومة لمفاوضات الملف الإنساني مباشرة مع قوات التمرد فى قطاع الشمال، وتوقع أن تفضي المفاوضات بين الحكومة وقطاع الشمال والتي بدأت امس إلى إتفاق بإيقاف الحرب وفتح الممرات لتقديم المساعدات الإنسانية وقال إن الحكومة لازالت فى إنتظار قوات التمرد لتنفيذ تعهداتها من الإتفاق، مؤكدا أن الحكومة تقدمت بعدة مبادرات تم رفضها من قبل قوات التمرد وعلى رأسها إعلان الرئيس وقف إطلاق النار لمدة إسبوعين من طرف واحد إستجابة لنداء الإدارات الأهلية والقوى السياسية وفعاليات المجتمع المدني بجنوب كردفان، علاوة على مبادرة الفريق المشترك من قبل المفوضية وشركائها الدوليين. وأوضح سليمان أن الحكومة ظلت على الدوام تطالب قوات الحركة الشعبية بوقف إطلاق النار لتسهيل عملية توزيع المعينات الإنسانية للمستحقين لها من المواطنين الذين لا زالت تحتجزهم قوات التمرد في مناطق سيطرتها، إلأ أن سليمان عاد واكد أن الحكومة جاهزة ومستعدة لتوصيل المعينات الإنسانية لمستحقيها لأنهم مواطنون سودانيون وتحت مسؤولية الدولة وليس الحركة. في إطار ذى صلة، كشف شهود عيان ل(الصحافة) عن تعزيزات عسكرية من قوات قطاع الشمال وصلت صباح أمس إلى منطقة جبل أبوالحسن فى محلية الرشاد قادمة من (كاودا) عبر منطقة تنقلي، وتضاربت الأنباء حولها ما بين (7 14) عربة منها (2) يورال، (3) تانكر وعدد من «التاتشرات» مسلحة، واكدت المصادر أن القوة المعنية تستهدف قطع طريق «العباسية أم روابة» لتقوية موقفها التفاوضي، إلا أن مصادر أخرى قالت إن القوة تقصد الهجوم على مناطق «أم برمبيطة، الرشاد، أبوكرشولا والفيض ام عبدالله» ، ويقول مواطنون من المنطقة إن قوات التمرد أصبحت تمارس السلب والنهب وإستولت خلال الإسبوع الماضى على كمية من الأبقار وربما تشتبك مع الرعاة .