الخرطوم: سميرة يوسف : من المؤلم أن يولد طفل بقلب معلول، والأكثر ألماً ان يكون هذا الطفل ابناً لأسرة فقيرة. ومرض القلب عند الاطفال يتسبب في متاعب جمة للاسرة والطفل معاً. وفي هذا العالم يولد واحد من كل مائة طفل وهو يعاني من عيب خلقي في القلب، وثلث هؤلاء الاطفال بحاجة لتدخل جراحي معقد كي يتمكنوا من الاستمرار في العيش. واذا بحثنا عن المسبب الاول لمرض صمامات القلب نجد ان الحمى الروماتيزمية هي المسبب لهذا المرض عند الشباب. وان كل انسان بعد سن الخامسة والخمسين يكون عرضة لأن يصاب بمرض القلب. وهناك حوالى «002» طفل حالياً في انتظار اجراء عمليات للقلب، والعديد منهم يتوفون اثناء انتظارهم وذلك نسبة للاسباب الآتية: ٭ معظم الاطفال لا يملكون قيمة العملية وهي حوالى «0003» دولار تدفع منها الدولة «0001» دولار. ٭ بعض الحالات لا يمكن اجراؤها بالسودان ويحتاج المريض للسفر، وقيمة العمليات في الهند سبعة آلاف دولار تدفع منها الدولة 03%. هنالك منظمات أنشئت لمساعدة مرضى القلب والاهتمام بهم وتقديم العون بقدر المستطاع لانقاذ حياتهم، وكانت شريحة الاطفال في مقدمة هذه الاهتمامات، وواحدة من هذه المنظمات هي منظمة العناية بالقلب التي تأسست في نهاية عام 2102م، وهي منظمة تطوعية إنسانية طبية خيرية غير ربحية لاغاثة الملهوفين من مرضى القلب الاكثر احتياجاً دون التمييز بين الجنس والعرق والدين، والمنظمة عضو ومسجل بمفوضية العمل التطوعي بولاية الخرطوم، وايضاً عضو بالمجلس السوداني للجمعيات التطوعية «اسكوفا».. والراعي لهذه المنظمة المشير عبد الرحمن سوار الدهب، والبروفيسور شاكر السراج الامين العام. وحتى نقف على عمل هذه المنظمة والجهد والمساعدة التي تقدمها لهؤلاء، كان لنا هذا اللقاء مع د. عبد المنعم حمدتو رئيس المنظمة، والدكتور محمد عبد العال عبد الله مقرر مجلس الامناء والرئيس المناوب، والمهندس عبد الله ميرغني الحاج المدير التنفيذي. وابتدر الحديث د. حمدتو سارداً فكرة واهداف المنظمة، مشيراً الى ان منظمة العناية بالقلب نبعت فكرتها من خلال الممارسة العملية، وقال: وجدنا معاناة مرضى التي تتمثل في تكلفة العلاج وفي نفس الوقت عدم توفير المستهلكات، وحاولنا أن نتصل بمستشفى السلام وهي منظمة تطوعية اوربية تجري عمليات القلب مجاناً، وعندما طلبنا منهم دعماً رفضوا بحجة أننا مستشفيات حكومية وشبه حكومية، ومنذ ذلك الوقت أتت الفكرة والعزم والاصرار، ولماذا لا ننشئ منظمة لها كيان تقلل من تكلفة الفاتورة، خاصة أن تكلفة امراض القلب باهظة الثمن حتى في الدول الخارجية، وهنالك منظمات تدعم مرضى القلب نسبة لانها عالية التكاليف. وعن اهداف هذه المنظمة يقول إن الهدف هو الدعم الصحي والمادي والمعنوي للاطفال لأننا دائما نركز عليهم، لأن الاطفال حقيقة ليس لديهم حظ، فمن كل «001» طفل يولد طفل لديه عيب خلقي، ويحتاج هذا العيب الى تدخل جراحي مستعجل حتى ينعم بالعيش الكريم، فاذا لم تجر العملية، تكون فرصة في الحياة ضيقة او يعيش الطفل معذباً، وايضاً هدفنا الفئات الاخرى من الشباب المصابين بتلف صمامات القلب، والسبب الاساس الذي يسبب ذلك هو الحمى الروماتيزمية، وتأتي بالتهاب الحلق البكتيري المزمن، وتتكرر هذه العملية ويفرز الجسم مضاداً حيوياً عبارة عن بروتين، ونفس هذا البروتين يشبه بروتين صمام القلب. فاذا لم تتم العناية وهي في الغالب عبارة عن حقنة بنسلين شهرياً، فإنه يصل الى مرحلة التلف بالنسبة للاطفال والشباب، وهذا الدواء غير متوفر ايضاً. وهنا اما أن يتم تغيير الصمام او توسعته. ويواصل د. حمدتو قائلاً: كلما اكتشف المرضى مبكراً كان العلاج سهلاً، فالعناية خير من العلاج. وفي مداخلة من مقرر مجلس الامناء قال د. محمد عبد العال عبد الله: ان المسح الطبيعي ارخص من العلاج، فمثلاً في حالة سرطان الثدي فإن الكشف المبكر والدوري ضروري، كذلك في الاطفال لا بد من كشف دوري على نوع البكتيريا ومتابعته اولاً باول، لتحسب مضاعفات عضلات القلب التي تتضخم في حالة تأخير الكشف. ولدينا مشروعات مهمة، فهناك اتجاه لعمل مستشفى متخصص لعلاج الأطفال، وفي المركز لدينا طبيب سوداني واحد لا يكفي لكل انواع العمليات، وهنالك تخصصات تحتاج لتقنية عالية، وهدفنا ايضاً جمع شمل المنظمات وتوحيد الرؤى والجهود، وأن تكون هناك استراتيجية واضحة المعالم، والعالم كله يسير في طريق واتجاه التوحد. وايضاً الرعاية للكبار بممارسة برنامج رياضي بسيط ونظام غذاء معين، فكل مشكلات الكبار من الضغط او السكر اكتشافها مبكرا والوقاية منها يقي الانسان من شرور هذه الامراض. ويقول د. محمد عبد العال إن الكشف المبكر للمرض يقلل من تكلفة العلاج . ونقوم بتوفير المستهلكات عالية الجودة وسعرها مقبول وبصفة مستمرة لتغطية حاجة مراكز القلب في السودان. وأخذ القفاز متحدثاً مهندس عبد الله قائلاً: وجدنا دعماً عينياً ومادياً من بعض الشركات والمؤسسات الاستثمارية، وهناك وعود من نساء خيرات لديهن اهتمامات بالاطفال بصفة خاصة. وعند سؤالنا هل هذه المنظمة منضوية تحت لواء اي منظمة او تجد الدعم من الحكومة، عرفنا انها لا تنضوي تحت لواء اي من المنظمات، بل عملت توأمة مع جمعية أطفال القلب، وهذه الجمعية تقدم الدعم الصحي للمرضى بتقديم النصح والاستشارة. وتشجيع مجموعات الاطفال والاسر على التعارف واكتساب الثقة للتعامل مع المجتمع، وتعريف المجتمع بمشكلات الاطفال وتشجيعه للمشاركة في حلها، وايضاً الاهتمام بالحالة النفسية للاطفال وتوفير المختصين في المجال المعني، وايجاد مصادر تمويل لدعم المرضى «علاج المرضى، شراء الاجهزة، وقيام عيادات في المناطق البعيدة من المركز»، وتوفير وتطوير خدمات قلب الاطفال في العاصمة والولايات، والتعاون مع الجمعيات المماثلة في المحيط المحلي والاقليمي والعالمي لمساعدة الاطفال، ولكل ذلك كان هذا الانضمام، واندمجوا مع بعض بقيادة بروف عبد المنعم استشاري امراض القلب وبروف سلافة خالد استشاري امراض القسطرة اطفال، ود. الهام احمد عمر، وهذه الجمعية تستهدف الاطفال، ووجدنا أنها الاقرب لنا لذا قامت هذه التوأمة بيننا. والحالات التي قمنا بعلاجها هي «83» حالة، مع اننا لم ندشن هذه المنظمة بعد ولم نكمل العام حتى الآن، وسوف يكون تدشينها يوم السبت القادم بإذن الله. وفي اشارة له قال د. حمدتو: دعمنا غير مشروط بأن يكون في الخرطوم او غيرها، وقمنا بدعم مستشفي مدني للقلب ومستشفى أحمد قاسم ومستشفى الشعب، وخارج البلاد مثل الهند. وعلى استعداد لدعم اي مريض بالقلب حسب ما يتوفر لنا. من المحررة: لا بد لي أن أنوه بأن هذه المنظمة على استعداد لمساعدة كل شرائح المجتمع الذين يعانون من امراض القلب، خاصة أن هذا المرض انتشر هذه الايام انتشار النار في الهشيم، وهذه المنظمة «منظمة العناية بالقلب» تتخذ من مركز القلب مقراً لها وابوابها مفتوحة للجميع. وقانا الله وإياكم شرور امراض هذا الزمان.. ومتعكم الله بالصحة والعافية.