الخرطوم: فاطمة علي أحمد : إن كل من يقع بصره على كافتريا عامة لاسيما إن كانت بالقرب من مؤسسة تعليم عالٍ جامعة أو كلية إلا لاحظ أن أكثر الجالسين والمرتادين للكافتريات العامة من فئة الطلاب الذين تميزهم أزياؤهم وسماتهم العامة التي كانت إلى وقت قريب سمتا مميزا لهم وجالبا لاحترامهم وتقدير مكانتهم في المجتمع بيد أنه مع مرور الأيام وربما كثرة أعداد الطلاب بمؤسسات التعليم العالي وعجزها عن توفير بيئة مناسبة تقصرهم على القبوع بداخل المؤسسات وجد كثير من الطلاب أنفسهم منساقين للجلوس على الكافتريات العامة بالأسواق بحثا عما لا يجدونه من أسباب الراحة بحسب إفاداتهم وبغض النظر عن موضوعية مسوغاتهم التي ساقوها عن ارتيادهم للكافتريات يبقى ثمة سؤال كبير يدور في الأذهان عن الأسباب وتداعيات الجلوس على الكافيتريات العامة ومدى خصمه من مكانتهم في أذهان وعقول المجتمع؟ . «الصحافة» فتحت هذا الملف والتقت ببعض الطلاب والمختصين وناقشتهم في دواعي جلوس الطلاب بالكافيتريات العامة فخرجت بالحصيلة التالية ..حيث قالت الطالبة بجامعة السودان للعوم والتكنولوجيا سلمى محمد إن سبب خروج الطلاب إلى الكافيتريات العامة ليس قلة الكافيتريات بالجامعة وإنما بحثا عن أسباب الراحة التي يفتقدونها بالحرم الجامعي وأضافت أن المجتمع يأخذ انطباعا غير جيد عن الطلاب المرتادين للكافيتريات العامة وفي هذا إجحاف كبير في حقهم إذ إن كثيرا من الطلاب والطالبات لا يأتون للكافيتريات العامة إلا لغرض تناول وجباتهم وحاجاتهم الغذائية . فيما يرى الطالب شرف الطيب بذات الجامعة أن السبب الرئيس في خروج الطلاب والطالبات للكافيتريات العامة مرده إلى قلة الكافيتريات ببعض أقسام الجامعة وإن وجدت لا تتوافر فيها ما يحتاجونه وزاد أنهم يجدون راحتهم خارج الحرم الجامعي في الكافيتريات العامة ولم يستبعد شرف الدين أن المجتمع قد يسئ للطلاب عند خروجهم للكافتريات العامة ولا يتوانى في وصفهم بأنهم شريحة سيئة ولا تتوقف الإساءة عند الطلاب بل تتعداهم إلى المؤسسات الجامعية التي ينتمون لها . وغير بعيد عن إفادة شرف يقول زميله عبد الله تاج السر بعد موافقته لما جرى على لسان شرف إن بعض الأصناف الغذائية لا سيما البلدية لا تتوفر بالكافتريات داخل الجامعة لأجل هذا يبحث عنها الطلاب خارجها بالكافتريات المجاورة وأضاف أن الأسعار بالكافتريات العامة منخفضة مقارنة بتلك التي تطلبها الكافتريات بالجامعة الأمر الذي يحفز كثيرا من الطلاب للخروج إليها بغية توفير بعض المصاريف .وختم عبد الله بأن المجتمع ينظر إليهم نظرة متخلفة وينتقدهم في أي خطوة يقدمون عليها مما ينعكس سلبا على نفسيات الطلاب وقال إنه كثيرا ما يسمع مقولة «يا حليل الطلبة كانوا زمان» . يقول صاحب كافتريا إن معظم زبائنه من الطلاب وأنهم يميلون للكافتريات العامة من أجل الجودة وربما بغية تغيير الجو وزاد أن كافتريته تمثل نقطة ملتقى لتجمع الطلاب ومنعا لحدوث أي تفلتات وخروج عن الذوق العام يوجد بالكافتريا مراقب لردع كل من تسول له نفسه الخروج عن القيود الاجتماعية وختم بأنهم لا يسمحون للطلاب بالجلوس بالكافتريا أكثر من الوقت المسموح به. وعلى صعيد المواطنين يقول عادل ابراهيم إن المشهد العام بداخل الكافتريات العامة يكشف عن كبر عدد الطلاب بها وأنهم يجلسون عليها لفترات طويلة ربما كان السبب وراء ذلك هدوءها أكثر من كافتريات الجامعة، وأضاف أن الطلاب على حسب مكانتهم في المجتمع ودراستهم الجامعية من المفترض أن يشكلوا قدوة للآخرين شكلا وجوهرا لجهة أن المجتمع ينظر إليهم نظرة مختلفة تماما عن سائر نظراته للقطاعات الأخرى حيث يفترض أن يكون الطالب نموذجا في كل شيء . إن خروج طلاب الجامعات للكافتريات العامة ينم عن فراغ أكاديمي وثقافي واجتماعي يعاني منه الطلاب. بهذه العبارة الجامعة ابتدر الباحث الاجتماعي فيصل محمد شطة حديثه إلينا وأضاف أن الطلاب يحاولون قضاء ما يعانون من فراغ بالجلوس على الكافتريات العامة دون مراعاة لنظرة وتقييم المجتمع لسلوكهم وما يمارسونه من أفعال الأمر الذي حدا بالمجتمع لتغيير نظرته إليهم فعوضا عن الاحترام والتقدير حل مكانهما عدم التقدير والنظرة إليهم دون احترام، وناشد الطلاب وأولياء الأمور بالاكتفاء بالكافتريات بالحرم الجامعي وأن تنهض إدارة الجامعات لتهيئة الجو الملائم لبقاء الطلاب داخل الحرم الجامعي .