الخرطوم: فاطمة علي أحمد: يعتبر المشلعيب من ابرز عناصر الفولكلور والتراث السوداني، اذ كان يشغل حيزه داخل البيت، ومازال المشلعيب يستخدم في انحاء واسعة بمعظم مناطق السودان التي تفتقد التيار الكهربائي، اذ لا يمكن تجاهل المشلعيب فهو بمثابة الثلاجة في الارياف والمدن في قديم الزمان قبل اكتشاف التلاجات، ويصنع من سعف النخيل في شكل بيضاوى ويعلق على سقف التكل «المطبخ» او الراكوبة. ويصنع المشلعيب من قطع السعف بوضعها في شكل شرائح او في شكل جدلة، وهو من الموروثات الشعبية القديمة، وقد يصنع من الحبل الذي يستخدم في «توسير» العناقريب، ولم يكن هنالك بيت سوداني يخلو من المشلعيب غير أن التغيرات الاقتصادية وحالة التحسن المتصاعد في اقتصاديات الاسر وما وفرته اسباب الحداثة من ثلاجات وادوات حديثة القى بظلاله على العديد من الادوات القديمة وعلى رأسها المشلعيب وأبرز المناطق التي اشتهرت بصناعة المشلعيب ولايات دارفور، وايضاً يوجد في الولاية الشمالية، وكان الناس يستعملون المشلعيب قبل ظهور الثلاجة لحفظ اللحوم والاطعمة واللبن والروب، ويستعمل المشلعيب عازلاً للحيوانات مثل القطط والكلاب، واحياناً يسمى دواء الكلاب، كذلك يمكن ان نضعه زينةً في المنزل. وتقول الحاجة دار السلام ادريس ان المشلعيب كان مريحاً بالنسبة لربات البيوت، لأنه يحفظ الاطعمة والمواد الضرورية. واضافت انه يحفظ الاطعمة من الجراثيم، كما انه يعتبر تراثاً جميلاً وهو موجود الى الآن، وبعض الاسر في الخرطوم وغالبية الولايات تعتمد عليه. أما ربة المنزل عائشة آدم أرباب، فقد أشارت إلى أن المشلعيب مريح جدا لانه اكثر امانا في حفظ المأكولات، والمواد المحفوظة تكون بعيدة عن الحيوانات المنزلية التي تعجز عن الوصول اليه بسهولة. واضافت ان المشلعيب غالباً يوجد في الريف نسبة لعدم وجود الكهرباء في بعض المناطق، فالمشلعيب يحفظ لهم الاطعمة كالثلاجة. بينما قالت الحاجة مدينة عبد الرحيم عن المشلعيب انه يصنع من السعف ويضفر في شكل دائرة، ويتم تعليق الاطعمة واللبن ويمكن ان يعرض زينة في المنزل. بينما قالت احدى الفتيات انها لا تعرف كثيرا عن المشلعيب، وعزت ذلك الي عدم معرفة جيلها بالكثير من الموروثات بسبب عدم تواصل الاجيال وانشغال الشباب بالتطور التكنولوجي، واضافت ان عدم تواصل الاجيال جعل الكثير من الشباب والشابات لا يعرفون الكثير من المورثات الثقافية. واشارت الي انها عرفت المشلعيب من خلال الاسبوع الثقافي بالجامعة، وهو معروض ضمن التراث السوداني القديم، وانها اخذت فكرة عنه الي ان اصبح معروفاً بأن يحفظ الاطعمة وكان منتشراً بكثافة في الفترة الماضية من تاريخ السودان.