: ابتكرت ولاية كسلا طريقة جديدة في استعراض إنجازاتها تنموياً مختلفة عن الطرق المالوفة مثل المجلات، حيث تم حصر بعض المنشآت التنموية التي بدأ الاعداد لها قبل فترة محمد يوسف آدم وبعض الطموحات المستقبلية لها، بالاضافة للتنمية التي تحققت في عهد حكومة محمد يوسف آدم، وتم حصر كل هذه المنجزات في كتاب تحت عنوان «التنمية في كسلا حقائق وارقام» يحوي كل هذه المنجزات وهي مفصلة في شكل قطاعات مختلفة كل على حدة. ويقع الكتاب في «192» صفحة في الفترة ما بين يونيو 2010 يونيو 2012م، بالاضافة الى مقتطفات من خطاب والي ولاية كسلا إبان تكليفه، واهم القطاعات التي تحدث عنها الكتاب قطاع الصحة، التعليم، المياه، والزراعة، البنيات التحتية واالشؤون الاجتماعية. ويحتوي الكتاب ايضاً على نبذة عن ولاية كسلا من حيث الموقع والمساحة والكثافة السكانية والميزات التفضيلية التي تتمتع بها الولاية، واهم المشروعات القومية والمعالم التاريخية والنشاط الاقتصادي، وهذه الانجازات التي تتحدث عنها حكومة ولاية كسلا مقسمة على محليات الولاية المتختلفة لإلقاء النظرة على هذا الموضوع ومدى تطابقه على ارض الواقع في محليات الولاية، ويتم ذلك بالزيارات الميدانية لحواضر وارياف المحليات، ونبدأ بمحلية همشكوريب وهي احدى محليات الولاية التي تتحدث عنها حكومة ولاية كسلا عن حقائق وارقام التنمية بها، لذا نلقى نظرة على ما تقوله حكومة ولاية كسلا من تنمية على ارض الواقع ومدى تطابق الواقع من عدمه، وفي بداية هذا الكتاب تم ذكر المعالم التاريخية التي لها دلالات روحية، ولكن تم تجاهل خلاوي الشيخ على بيتاي التي تنتشر في جميع محليات الولاية المختلفة، مما يدل على جهل لجنة اعداد هذا الكتاب بتاريخ هذه الولاية، ولماذا لم تضم اللجنة ممثلين من محليتي همشكوريب وتلكوك؟ وفي قطاع التعليم تعاني المحلية الاهمال وتتذيل محليات الولاية كماً وكيفاً، ولماذا لم تنشأ مدارس في قرى وأرياف المحلية مثل رساي، تشلل، وندي، وفي قطاع الصحة يشكو انسان المحلية من عدم توفر الخدمات الصحية في مستشفى همشكوريب، وخير مثال لذلك سفر المواطنين لأبسط علة صحية الى مستشفى مدينة كسلا رغم بعد المسافة ومشقة السفر، ومن المسؤول عن التردي في الخدمات الصحية؟ وأين دور وزارة الصحة؟ حيث تم ذكر تشييد مستشفى المشير البشير في انجازات حكومة ولاية كسلا، ولكن ما الاثر الذي احدثه؟ هل شاهد والي ولاية كسلا الأسر التي تسافر يومياً إلى مستشفى كسلا بسبب عدم توفر الخدمات الصحية والكوادر العاملة والمعدات اللازمة لذلك، أما دور المحلية فقد انحصر في تأجير إسعافاتها بدلاً من المطالبة بالخدمات الضرورية لذلك، لذا على والي ولاية كسلا أن يراجع حقائق وأرقام قطاع الصحة في المحلية، وفي قطاع البنيات التحتية تم ذكر بعض الإنجازات في مناطق لا توجد في حدود المحلية الادارية مثل مامان، وايضاً تم ذكر اكمال منزل المعتمد كإنجاز، وما علاقة ذلك بالتنمية التي ينشدها المواطنون، وفي قطاع الزراعة تعاني المحلية من انتشار شجرة «المسكيت» وخاصة في مشروع أودي الزراعي الذي يحتاج للكثير حتى ينعم انسان المحلية بالاكتفاء الذاتي، وهذا الخلل التنموي والإخفاق شعر به حتى كتلة نواب الشرق بالبرلمان كما في جريدة «الجريدة» عدد الأحد 13 مايو 2013م بعنوان «كتلة الشرق بالبرلمان تطالب بتفعيل دور البرلمان». وفي سياق هذا الخبر طالب النائب محمد طاهر أوشام عضو كتلة الشرق واحد ممثلي محلية همشكوريب بالمجلس الوطني، حيث قال ان «منطقة همشكوريب بها عدد كبير من الخلاوى، فيما يبلغ عدد طلاب همشكوريب وحدها «14» الف طالب، الأمر الذي يتطلب وجود منظمات تساهم وتساعد في تقديم الخدمات في مجالات الاعاشة والصحة والايواء». وهذه المطالب تدل على أن الوضع بالمحلية لم يكن بالمستوى المأمول، وهذا ما دفع النائب للالتفاف وتحاشي مخاطبة جهات الاختصاص حتى لا تغضب، لذا لجأ للمنظمات وطالبها بتوفير الخدمات الصحية، وعلى حكومة ولاية كسلا أن تراجع حقائق وأرقام تنميتها وخاصة بمحلية همشكوريب وفي كل قطاعاتها، حتى تكون التنمية حقيقية يستشعر بها انسان الولاية، وعندها لا تحتاج التنمية الى كتب ولجان تسويقية، أما غير ذلك فهي أقرب للزيف والادعاء الفارغ، حيث لا يشعر بها المواطنون في حياتهم اليومية. همشكوريب