تقرير : اشراقة الحلو : في الوقت الذي توقع فيه الجهاز المركزي للاحصاء ارتفاع معدلات التضخم خلال شهر رمضان يترافق معه زيادة في الطلب و الاسعار اكد خبراء اقتصاديون ان شهر رمضان يشهد ارتفاعا في اسعار السلع الضرورية جراء الطلب المتزايد علي السلع خاصة السكر والتمور والعصائر وبقية مستلزمات رمضان. وقال الخبير الاقتصادي دكتور محمد الناير اذا لم تكن هناك وفرة مناسبة فان التجار سيستغلون الطلب الكبير ويعملون على رفع الاسعار علما ان ارتفاع سعر الدولار يؤدي الى رفع اسعار السلع بالاضافة للتطبيق الخاطئ لسياسة التحرير الا انه توقع اذا تم حسم التجار واستغلالهم للمستهلك وتجنب التطبيق الخاطئ لسياسة التحرير ان لا يرتفع التضخم بنسبة كبيرة مشيرا الى انه بدأ في الهبوط بعد ان بلغ 47% خلال شهر مارس وتراجع الى 37% في شهر مايو ويرى الناير انه اذا حدثت زيادة في المجموعة الغذائية خلال شهر رمضان وحدث تراجع في المجموعات الاخرى قد لا تحدث زيادة في معدل التضخم واضاف انه من المعلوم خلال شهر رمضان تزيد اسعار بعض السلع وكذلك خلال فترة العيد قائلا الزيادة تحدث لعدم وجود الوفرة واندفاع المواطنين للشراء في وقت واحد وارتفاع اسعار الدولار داعيا الدولة ان تعمد لخلق الوفرة في السلع الاساسية والاستراتيجية مركزا على اهمية ان يكون لدى الدولة جهاز اشعار مبكر ليراقب مخزونات البلاد من السلع الاستراتيجية واذا شعر باي نقص في أي سلعة ينبه لذلك كما يوضح ان المخزون من السلعة المعينة يكفي البلاد لفترة معينة ويسهل انسياب السلع فاذا كانت السلعة مستوردة فلابد ان تمنح حوافز تشجيعية لزيادة استيرادها من الخارج لسد الفجوة واذا تم تصنيعها بالداخل فعلى الدولة ان تعمل على زيادة معدل الانتاج داعيا الدولة لعدم السماح بحدوث فجوة حتى لا يستغل التجار الموقف بالاضافة للعمل على استقرار سعر الصرف الا انه قال اذا استمر الحال كما هو فانه سينعكس تلقائيا على الاسعار مركزا على اهمية توعية التاجر والمستورد على ان يحكم ضميره ويعمل على تسعير السلعة على ان يتبع المنهج العلمي لقياس التكلفة وزيادة ربح معقول واعتبر ما يحدث فوضى في الاسعار وليس تحريرا. اما استاذ الاقتصاد بجامعة الخرطوم دكتور محمد الجاك احمد فاعتبر ارتفاع التضخم في السلع الغذائية خلال شهر رمضان امرا طبيعيا خاصة بالنسبة للاسواق التي تتميز بتقلبات الاسعار خاصة الاسواق التنافسية وقال انه في كثير من الاسواق تنعدم التنافسية بالنسبة للسلع الضرورية باعتبار انها اسواق للاحتكار باشكاله المختلفة سوءا كانت منافسة احتكارية او احتكار قلة وقال انه بطبيعة هذه الاسواق دائما ما يكون السعر اكبر من التكلفة وبناء عليه فان هذه الاسعار تكون في اتجاه متصاعد بصورة مستمرة واعتبر زيادة الاسعار خلال شهر رمضان تأتي وفقا لطبيعة السوق واضاف الجاك انه خلال هذا الشهر هناك زيادة في الانفاق على السلع الغذائية والاستهلاكية دون شك وقال ان هذا الطلب المتزايد زيادة غير طبيعية متعلق بالتخوف الذي يلازم المستهلك بعدم توفر السلعة طول ايام الشهر لذلك دائما ما يحاول شراء اكثر مما يحتاج ما يجعل معدل الزيادة في الطلب غير المعدل العادي ونتيجة لذلك فان الاسعار يمكن ان ترتفع بسبب الطلب المتزايد واضاف ان التوقعات بزيادة الاسعار مرتبط ببعض الممارسات في هذه الاسواق او المضاربات او العمولات او اخفاء السلع او تخزينها واضاف ان هذه الممارسات غير القانونية تسود في حالات الطلب المتزايد وترفع الاسعار لاعلى معدل وقال على الدولة ان تضع احتمالات ذلك وتضع له المعالجات وقال انه في أي نظام يعتمد على تحرير الاسواق هناك سياسات تحتم تدخل الدولة حتى يتوافق الانفاق مع القدرات المالية والقوة الشرائية للمستهلك مشيرا الى ان الدولة تدري حدود الدخول لدى المواطن العادي قائلا انه في حال تصاعد الاسعار فهناك سياسة معروفة تقوم بها الدولة فتتدخل في الاسواق من اجل ضبط الاسعار وهو ما يعرف بسياسة السقف السعري حيث تحدد سعرا كحد اقصى لا يمكن التعامل باعلى منه وهذا السعر يمكن ذوي الدخل المحدود من الحصول على احتياجاتهم من السلع الضرورية واضاف ان الدولة لديها طرق عديدة لتتأكد من نجاح السياسة واعتبره واجبا املته ظروف السوق الذي تنعدم فيه التنافسية وبالتالي لابد من التدخل لضبط الاسعار واعتبره دورا اساسيا لكل الحكومات. واتفق الخبير الاقتصادي بروفسير عصام بوب مع توقع الجهاز المركزي للاحصاء بحدوث تضخم في السلع الغذائية خلال شهر رمضان قائلا ان هناك ارتفاعات متوقعة بدأت بالفعل في اسعار كل المواد الاستهلاكية مشيرا الى انه تبع ذلك ارتفاع في اسعار السلع الاخرى بحكم آلية السوق وقال انه صاحب ذلك تضخم بفعل قرارات رفع الدعم عن سلع اساسية خاصة المحروقات والدقيق والسكر مضيفا ان الاسعار زادت حتى قبل اقتراب شهر رمضان وكان الخبير في مجال تنمية المجتمعات بروفسير ميرغني بن عوف ارجع الارتفاع في اسعار السلع قبل حلول شهر رمضان لما اسماه بدورة الاشاعات الامر الذي يؤدى لتزايد الطلب ومحدودية العرض بسبب تخزين السلع واضاف ان التجار يعتبرون رمضان موسما اذا فقدوه فقدوا دخلهم كل العام ويصاب المواطنون بالهلع ولا يتوقع حدوث زيادة في اسعار الذرة والقمح الى انه توقع ان يرتفع جوال السكر زنة 10 كيلو ليصل الى5860 جنيها واشار الى انخفاض اسعار البلح الجاف لقلة الطلب عليه في غرب السودان بسبب الظروف الامنية وانفصال دولة جنوب السودان لكنه توقع ان يرتفع سعر كرتونة البلح الرطب من 45 60 جنيها وتوقع ثبات سعر الفول المصري المخلوط وارتفاع سعر السيوبر بالاضافة لارتفاع اسعار اللحوم الحمراء وثبات البيضاء وتدني اسعار البصل وقال ما من حلول الان لما يجري لغياب متعمد للرغبة السياسية وانسحاب المستهلك من لعب دوره الضاغط لاعتماده على الحكومة وغياب مفهموم التجارة لكل الناس داعيا السياسيين ترك امر التجارة وانشاء معهد لتحليل السياسات التجارية والسعرية يقوم بدور التدريب وبناء قنوات فاعلة للتوزيع لضمان استقرار الاسعار.