حوار: عايدة ناجي : ٭ تفتقت ورود موهبتها في زمن الطفولة، وكتبت اول قصيدة في الثانوية بعنوان «طفلة مفقودة»، واختارت الكتابة بالعامية السودانية على طريقة الراحل محمد الحسن سالم حميد النجم الذى تقتفى اثره بحب وهى تسلك طريقها فى بساتين الشعر، وسطلع نجمها من خلال مشاركتها فى برنامج «سحر القوافى» التلفزيونى.. التقيناها نهار الخميس بصالة تحرير «الصحافة» وكانت هذه المقابلة الصحفية حول تجربتها وأحلامها ورؤيتها للشعر فصيحه وعاميه.. وكانت خلاصة الحوار هذه الافادات التى تضيء بعض كواليس تجربتها اليافعة. ٭ صورة مقربة ايمان محمد ابن عوف.. من مواليد الولاية الشمالية دنقلا، درست المراحل التعليمية بالخرطوم حيث درست المرحلة الاساسية بمدرسة رابعة العدوية بنات، والثانوي بمدرسة الملك فهد الخاصة، الى ان التحقت بجامعة النيلين كلية علوم الحاسوب، وهي في سنواتها الاخيرة قبل التخرج. ٭ متى تشكلت في دواخلك ملكة الشعر؟ اكتشفت في نفسي هذه الملكة الشعرية منذ وقت مبكر جداً، واذكر ان اول ميلاد قصائدي شهدته فترتي الثانوية بكتابة قصيدة من واقع حقيقي تحكي عن فقدان فتاة في الحي الذي اسكنه، والقصيدة بعنوان «طفلة مفقودة»، وقد وجدت استحساناً من الكثيرين من حولي، وكانت تلك البداية سبباً في بث الثقة في داخلي، واعطتني دافعاً للانطلاق والحمد لله. ٭ ما هو اثر ذلك التحفيز عليك؟ جعلني أكثر اطلاعاً ومتابعة للشعر الفصيح والعامي، والاستماع اليه، وقد حفظت الكثير من الدواوين لشعراء مختلفين، وعلى سبيل المثال ديوانا الشاعر محمد الحسن سالم حميد «السرة بت عوض الكريم»، و «مصابيح السما التامنة وطشيش»، وأما على الإطار الخارجي فقد قرأت كثيراً لشعراء وكتاب من خارج الوطن مثل فاروق جويدة وسعاد الصباح. ٭ بمن تأثرت ؟ تاثرت بالشاعر الراحل محمد الحسن حميد، ذلك لأن أشعاره صادقة ومميزة، بجانب إن شعره يأتي بالعامية البسيطة التي تدخل إلى الدواخل بأريحية وببساطة. ٭ ماذا عن التحاقك ببرنامج «سحر القوافي»؟ يعتبر إحدى أهم محطات حياتي الشعرية التي أخرجتني الى الجمهور بصورة اكثر اتساعاً، ولا أنكر أن مشاركتي في هذا البرنامج جاءت عن طريق المصادفة، الا ان هذا جعلني امام تحد كبير امام نفسي واثبات ذلك لمن شجعوني من الاقارب والاصدقاء، وقد كانت مشاركتي الاولى بقصيدة «درب الرحيل» التي تحدثت عن الوطن والحبيب والخ. وفي مرحلة البرنامج الثانية قدمت قصيدة بعنوان «محمود الشقي العوام»، اما في المرحلة الثالثة والاخيرة فقد قدمت قصيدة بعنوان «نخلة وبنية وركعتين». ٭ قصيدة العامية هل تنافس الفصيحة؟ يتميز الشعر العامي بالحنين وهذه صفة الشعب السوداني، لذا نجد الشعر السوداني أكثر قبولاً ووصولاً إلى الوجدان. ٭ أيعني هذا انك لم تكتبي القصيدة الفصحى؟ نوعاً ما، فهناك محاولات عدة في شعري باللغة الفصيحة، إلا إنني أجد نفسي قريبة من العامية كما أسلفت. ٭ من أين تستمدين مصادر إلهامك الشعرية؟ أسباب ودوافع الكتابة الشعرية لديَّ لا تتعدى او تتجاوز الإحساس، وربما لم أصل بعد إلى مرحلة صناعة الشعر، لكنني أثق في المفردة التي تولد بداخلي فإنها حتما ستصل إلى الجميع. ٭ مشاركات ومهرجانات خارجية؟ إلى الآن لم أشارك خارجياً،لكن قريباً سيتحقق ذلك من خلال الدعوات التي قدمت لي. ٭ القصيدة العامية مظلومة اعلامياً.. ما هو رأيك؟ أكيد وأزيدك من القصيد بيتاً أن الشاعر نفسه مظلوم إعلامياً في السودان، وحتى نكون اكثر حياداً فإن السنوات الاخيرة فقط هي التي شهدت الاهتمام بالشعر وشعراء العامية، ومثال ذلك برنامج «سحر القوافي» الذي فتح الباب امام العامية والفصحى، واتمنى ان يدوم ذلك. ٭ هل للقصيدة العامية قدرة على تجاوز أسوار المحلية والتعريف بما هو سوداني؟ بالتاكيد.. فالشعر السوداني يمكن ان يصل الى كل العالم، وهناك الكثير من الامثلة التي لعبت دوراً مقدراً في هذا المجال. ٭ ما هي أبرز الموضوعات التي تناولتها أشعارك؟ «بعد صمت».. اجد نفسي أقرب للموضوعات الاجتماعية والوطنية بجانب العاطفية. ٭ هل لديك محاولات في الشعر الغنائي؟ نعم هناك محاولات لأشعار غنائية لكنني الآن اركز على وصول الشعر الى الجمهور بوصفه مادة وليس اغنية. ٭ قصائدك هل هي نتاج لتجارب حقيقية؟ أبداً.. لكنها ناتجة عن إحساس اكثر من انها تجارب ومواقف. ٭ العامية السودانية غير مفهومة على مستوى الوطن العربي، والشاهد على ذلك محلية الاغنية السودانية؟ لا اوفقك في هذا الرأي، وبالعكس فإننا نجد ان العامية السودانية هي الاًكثر وصولاً ووضوحاً، والدليل على ذلك ان الكثيرين استطاعوا الوصول بأشعارهم، ومنهم الشاعر أزهري محمد علي الذي انتشرت قصائده بالعامية وعمت أرجاء كبيرة من الوطن العربي. ٭ ما هو سقف طموحك؟ الوصول بأشعارى لكل السودانيين وتقديم ما يرضى الجميع. ٭ أحدث اعمالك؟ «إنت الوحيد المتهم»، ومواضيع مختلفة منها مرثية للشاعر الراحل محمد الحسن سالم حميد، وبين يدى الآن ديواني الذي يستوي على نار هادئة ويحوى أغلب اشعارى. ٭ أول مقطع؟ زمن مستف بالجراح جواهو كايس الارتياح راجي الزمانات البجن لكنو شقاه النواح ببكى ويقيف مرات يصن يسمع صداهو مع الرياح ٭ وآخر قصيد؟ مرثية ثالثة لحميد يا الله ما تحاسبني بس موجوعة لسه جرحى ني يا الله لو آخر نفس فى روحو فضل جيبو ولى يا الله مشحون اليراع حلمان خلق وأنا بس براى باقي لي حس يا الله نفسي أودعو قدامى لحظة وأشوفه حي ٭ توقيع؟ شكرا أبى وأمى وأسرتى على التشجيع والدعم المعنوي المستمر، وللصديقة العزيزة ومضة طلحة أقول لقد أصبحت أختاً لي تهتم بأشعاري.