الخرطوم: تهاني عثمان : «الاولاد ديل خليهم يقعدوا في اوضتم جوه كلمن بالله ما يجو بي هنا وما يجوطوا لينا في راسنا، براهو اليوم طويل.. افتحي ليهم التلفزيون خلينا الناخد لينا غمده اكان اليوم دا يمشي شويه، غايتو اليوم دا طويل، والساعة دي واقفة في محلها والشمس حالفة أكان تغيب، وراسي داير يطرشق عديل، وغايتو ربنا يثبت الاجر»، وهذا حديث يتكرر كثيراً وبمفردات مختلفة تحمل ذات المعنى. وما ان تبدأ ساعات اول يوم في شهر رمضان حتى يظهر قليلو الصبر الذين اذا احتملوا الجوع والعطش لم يحتملوا الصبر على صبرهم، فيبدو ذلك في قسمات وجوههم وفي الضيق الظاهر عليهم وعلى كلماتهم وتصرفاتهم، وبعضهم يعلنها صراحة «والله انا الليلة اليوم دا جرسني عدييييل كده» وسيد جرسة شخصية موسمية يجسدها الكثير، فبعض الناس ينأون عن المجتمعات، ويتوقف البعض عن العمل، ومن لا يستطيعون منح انفسهم اجازة تراهم يتقاعسون في أدائهم بحجة الصيام وعدم المقدرة، بينما يلجأ اكثرهم الى النوم لساعات طويلة، ومنهم محمود سليمان الذي قال في حديثه ل «الصحافة»: انا اصلا في رمضان برنامجي واضح.. بطلع الشغل قبل الدوام عشان ما اقابل الشمس، وبخلص شغلي بدري بدري وبنوم، وما برجع البيت الا قبل نص ساعة من موعد الافطار، وكده اليوم معاي بيكون مية المية. يقول الطيب الخير موظف: زمان كانت الجرسة دي حاجة عادية، تلقي ليك زول شايل مويتو وحايم بيها عشان يترشرش منها ويغسل وشو، لكن هسي مع المكيفات دي الجرسة بقت خفيفة ما زي اول. «هو عليك الله الحر البنحملو في الوقوف في نيران المطبخ دي مع العطش دا هين»، هكذا ابتدرت حديثها قبل ان تضيف قائلة: «هو يعني الزول لو اترش ليهو بي شوية موية ولا بل توبو عليهو يقولوا اتجرس»، وتضيف بسمات الشيخ قائلة ل «الصحافة»: من يوم ما اتعلمنا الصيام كان رمضان بجي في نهارات حارة، الزول من الساعة عشرة ما يقدر يطلع راسو لي بره، وهسي الناس تحمد لله، الا شغل المطبخ حار، غايتو بقينا البنقدر عليهو نجهزو من الليل الا ما أي شيء ببقي، يعني لازم تقيف قدام النيران، والبركة في التلاجات والمكيفات. وتقول الحاجة التاية بت قسم الله: عاد الصيام ده ما يا هو واحد، الزول ليه بنقص اجرو وطالما صام عاد اليكملو بالصبر، وهسي البخلي الناس تتجرس قدر ده شنو ما بعرف، زمان ابواتنا يمشو البلدات يزرعو ان صادف رمضان في الخريف، ويشتغلوا شغلهم.. عاد زمان لا في توظيف ولا شغل مكاتب.. الناس دي كلها تخدم بي ضراعها وزول بخلي شغلوا للصيام ويرقد ينوم مافي، أها ونحنا يا بتي عاد لا في تلاجات ولا في بتوجاز ياها خدمة اليوم.. بشد الفطور براهو والعشاء براهو.. وتاني نقوم للسحور والعندو شفع يشد ليهم الفطور والغدا، ودا كلو فوق نيران الفحم ولهب الحطب، ونعوس في اليوم مرتين ونمشي للبحر نرد المويه فوق راسنا، وايام القمر ضواي بنمشي بعد شراب المويات. أما هنادي عبد الجليل فما ان طرحنا عليها الموضوع حتى ضحكت ثم قالت: والله رمضان ظهر الناس الجرس، وهسي في الشارع دا الحركة قلت والمواصلات بقت ساهلة، وفي اعتقادي الناس الاختفت في رمضان دي كلها ناس متجرسة بس ما اكتر وغلبم الشغل والحركة .