الهلال يرفض السقوط.. والنصر يخدش كبرياء البطل    قصة أغرب من الخيال لجزائرية أخفت حملها عن زوجها عند الطلاق!    الجيش ينفذ عمليات إنزال جوي للإمدادات العسكرية بالفاشر    كيف دشن الطوفان نظاماً عالمياً بديلاً؟    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    تستفيد منها 50 دولة.. أبرز 5 معلومات عن الفيزا الخليجية الموحدة وموعد تطبيقها    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    حادث مروري بمنطقة الشواك يؤدي الي انقلاب عربة قائد كتيبة البراء المصباح أبوزيد    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالفيديو.. تاجر خشب سوداني يرمي أموال "طائلة" من النقطة على الفنانة مرورة الدولية وهو "متربع" على "كرسي" جوار المسرح وساخرون: (دا الكلام الجاب لينا الحرب والضرب وبيوت تنخرب)    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    السودان.."عثمان عطا" يكشف خطوات لقواته تّجاه 3 مواقع    ناقشا تأهيل الملاعب وبرامج التطوير والمساعدات الإنسانية ودعم المنتخبات…وفد السودان ببانكوك برئاسة جعفر يلتقي رئيس المؤسسة الدولية    عصار تكرم عصام الدحيش بمهرجان كبير عصر الغد    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مراجعة المشروع السياسي للحركات الاسلامية (2)
نشر في الصحافة يوم 07 - 08 - 2013

حوار: الطاهر حسن التوم: هل للحركات الاسلامية وللاسلاميين انفسهم مستقبل في ظل صعودهم الحالي ما بعد الربيع العربي اما ان امتحان التجربة والواقع سيشكل عقبة أمام هذا المشروع؟ وما هي ابرز التحديات التي تواجه مشروع الحركات الاسلامية وكيف يمكن لها ان تتجاوز هذه التحديات؟ ما هي ابرز النماذح التي نقف امامها ويمكن ان تستلهم منها الحركات الاسلامية ما بعد الربيع العربي النموذج لقيادة الدولة في العالم العربي.
ولوضع اجابات اسفل الاسئلة الانفة استضاف برنامج (قيد النظر) بقناة النيل الازرق د. أمين حسن عمر السياسي والمفكر الاسلامي المعروف، والاستاذ الصحفي عثمان ميرغني، ود. حمد حاوي استاذ العلوم السياسية بجامعة بحري.. ترى ماذا قالوا؟!
* تريد ان تضع الظاهرة في اطار اوسع من التفاعلات الحادثة الان؟
عثمان ميرغني:
حقيقة استغرب، فقضية الحكم هي اتفه واقل قضية. فأن تمضي لانتخابات وتفوز فيها هي اقل قضية من قضايا الحياة، وأصلاً لا يحكم بها سواء جلست في سدة الحكم ل(9) أشهر أو (25) سنة كما حادث في السودان، القضايا التي نتحدث عنها حين نتكلم عن غايات الحركات الاسلامية هي تغيير نمط الحياة والمكونات الاخلاقية التي تحكم الانسان في الحياة بصورة عامة.
* كيف تغيرها ان لم تحكم؟
حين تتحدث عن وصولك للحكم لمدة (9) أشهر ولم اعط فرصة، وحل تغيير في سياسة مصر، (طيب) الحركة الاسلامية في مصر حوكمت شر محاكمة بالحركة الاسلامية في السودان، وان فتحت اكثر من قناة فضائية مصرية عندما يناقشوا مباشرة يحاكموا بالتجربة السودانية.
د. أمين حسن عمر:
من الذي يحاكمهم؟
عثمان ميرغني (مواصلاً):
كانوا يهربون ويقولوا لا نريد ان نكرر التجربة السودانية، اذن في النهاية المكون الاخلاقي الذي يجب ان تعتمد عليه في بناء الدولة لم يتوفر نموذج كافٍ يعضد التجربة القائمة في مصر لذلك حين اتحدث عن نهاية هذه التجربة باعتبار ان القضايا الاساسية التي نبحث عنها كإسلاميين هي قضايا تتعلق بمفردات الكونات الاخلاقية التي دعا لها الاسلام، دولة المدينة التي اتى بها الرسول صلى الله عليه وسلم كان فيها شكل اخلاقي معين، هذا الشكل الاخلاقي نطمح ان يتم، واذا تم واذا حدث احساس داخلي عندنا -ولدي هذا الاحساس- ان استخدام كلمة اسلام الان أن كان يمنع غيرك من الالتحاق بهذه المكونات فيجب ان تنزع هذه الكلمة. فهناك كثيرين يبحثون عن نفس هذه المعايير التي تبحث عنها لماذا تصدهم بكلمة انا اسلامي وهكذا صنفت نفسك بينما هنالك كثير من المفردات التي يمكن هو جزء منك فيها، مثلا حين يتحدث البرادعي عن الحرية والديمقراطية ما الذي يختلف عما تدعو له انت من الحرية والديمقراطية فقط لانه لا يحمل كلمة اسلامي.
* طالما كانت المشاريع مشتركة لم لا يقبلهم؟
هناك ملاحظة فاتت عليّ، لو نظرتم في الفضائيات للمعتصمين في رابعة العدوية هنالك ملاحظة كبيرة عليهم، أنهم غير ملتحين. ونحن لحين تخرجنا من مصر كانت واحدة من ضروريات ارتباطك بالحركة الاسلامية ان يكون عندك شكل خارجي مرتبط باللحية الآن غالبية جماهير الحرية والعدالة غير ملتحين وكانوا يستخدموا الموسيقى واغاني مصر القديمة وكان فيما مضى ضدها، لدرجة ان الحركة السلفية انسحبت من الميدان احتجاجاً على الموسيقى، اذن هنالك متغير جديد واحساس ان الشكل التقليدي للحركة الاسلامية والقالب الذي يميزنا بشعارات معينة انتهى، ويجب ان نتحدث عن مفردات المكونات الاخلاقية المطالب به الاسلاميين وموجود في مسمياتهم « الحرية والعدالة، النهضة، النهضة والتنمية» ومفردات الاسلام هي التي يجب ان نحتكم لها ولا نريد لأحد ان يحتكر بطاقة الاسلام.
* هم انشأوا جناح سياسي «حزب الحرية والعدالة فهل يعني ذلك
د. حمد حاوي (مقاطعاً):
هناك التباس في المفاهيم، وحين نتحدث عن الاسلام هل نتحدث عن الاسلام في صعوده أم هبوطه؟ أم نتحدث عن الحركات الاسلامية؟ والان حين نتحدث عن حركات اسلامية كأن الاخرين حركات غير اسلامية، وكأن هناك حركات احتكرت هذا الشعار وهذه التسمية وتصنف الاخرين وكانهم غير اسلاميين. وحين تتحدث ان الخارجين للشوارع في الربيع العربي يخرجون ايام الجمع من المساجد فهل هذا دليل على انهم اسلاميين؟ لا كل الشعوب اعتقد كانت مسلمة وكانت تخرج وفيها من ليس هو باسلامي بهذه التسمية -اهل المغرب العربي حاولوا تجنب هذا اللبس فقالوا اسلاموي- تيارات محددة منظمة سياسية يجمعها رابط محدد مجموعها حزب خلاف الوجود الشعبي الكبير، والمجتمع متدين ومجتمع يقبل الاسلام وكله مسلم.
وكذلك حين تتحدث عن الاسلام هل الاسلام في صعود أم في هبوط أم تراه انتهى؟ اقول نحن لا نتحدث عن الاسلام اتحدث عن الاسلامويون، يعني تجربة محددة وفهم محدد للاسلام من قبل جماعات محددة. الان خبا ذلك بالممارسات حيث تواجه تحديات ومشكلات كبيرة جداً لا يستطيع ان يصعد او يتطور ما لم يغير فيها، والان تتحدث عن اسلام اي اسلام: هل الاسلام الذي يقبل الاخر ويشاركه في الحكومة دون ان ينجسه «انجاس وهؤلاء وكفار»؟ أم انك صاحب حق اصيل أو نائب عن الله في الارض؟ باي فهم من الافهام، مثلا حين تتحدث عن الحرية وحق الاخرين في نفس الحق الذي معك، حق انهم يشاركوا، وحريات الناس في الاعلام والصحافة وفي كل شئ، وهذا الاسلام الذي لا يعترف بالاخر لفهم شمولي ويغير المجتمع بفهم شخص محدد، الاسلام المقدس في فهم الناس وكسبهم للدين، نحن نتحدث عن ولا نتحدث عن الاسلام كمبادئ عامة، المبادئ العامة متفق عليها لكن حقبة الاسلام الشمولي الاسلام الذي يرفض الاخر ولا يعترف به، الاسلام الذي يريد ان يسير الناس بفهم محدد، الاسلام الذي يعزل الاخر ولا يعترف به، الاسلام الذي يصادم المجتمع الدولي ولا يعترف به، كل هذه المواصفات مرحلتها انتهت.
* اعتقد بان لك تصحيحات كثيرة على ما قيل؟
د. أمين حسن عمر:
هذه صورة ذهنية لخصوم الاسلاميين، وانهم يفعلون كذا ويفعلون كذا، بينما هم ضحايا لكل هذا الذي يقال وهذا لا يحتاج حتى ان اشرح فواقع الحال نفسه يشرح. الآن التيار الاسلامي -ولا اتحدث عن حزب معين- الذي وصل الى السلطة بثلثي الأصوات رغما عن ذلك اقاموا مؤسسة للرئاسة اشركوا فيها كل الاخرين، القريب والبعيد.
* في مصر؟
نعم في مصر. اقاموا مجلس للوزراء فيه أكثر من (30) وزيرا وعضوية حزب الاغلبية (9) اشخاص فقط، وكما قلت، حين وقعت الضغوط على الحكومة استقال (11) وزيرا من هؤلاء لانهم مستقطبين من مسافة بعيدة وليست ?حتى- مسافة قريبة، بسبب ان هنالك رغبة في توسيع الأزمة. وكل الذين يعارضون التيار الاسلامي الان تمت مناداتهم للمشاركة، ومرسي دعا حمدين صباحي ليشارك ورفضوا ان يشاركوا.
الادعاء ان الاسلام الذي كذا، معظم من يتحدثون عن خلاف بين الاسلام الذي تمثله الحركات الاسلامية الاسلامية والاسلام الذي يمثله الشعبي لا يسوقون امثلة لهذا، ولم يقولوا اسلام الحركات الاسلامية مختلف عن الاسلام الشعبي في كذا وكذا بالعكس غالبا الاسلام الشعبي اكثر محافظة وانغلاقاً من الاسلام الذي تعرضه الحركات الاسلامية.
د. حمد حاوي
توجد نسختين من الاسلام.
د. أمين حسن عمر:
اصبر يا اخوي انا صبرت على كلام كثير جداً، ولكن ليس هناك نسخيتن من الاسلام، نسخة واحدة من الاسلام.
د. حمد حاوي:
المتداولة نسختان.
د. أمين حسن عمر:
ليس صحيحا، وان اردت ان تتكلم هناك مطابقة في الرؤى بالضرورة في كل تفصيل حتى بين عضوية الحركات الاسلامية الناس تتفاوت ولكن هنالك كليات ومشتركات وحدود دنيا يتفقون عليها، والامم المسلمة لها اشواق ان تتحقق بالضروري الحد الادنى من الاسلام الذي حرمت منه، هي فرضت عليها مفاهيم ومناهج لا تحبها ولا ترى انها صادقة اساسا وإنما فرضت عليها فرضت فرضاً، ثم من بعد ذلك صبرت عليها وجربت الحصاد المر، حصاد الهشيم لهذه التجارب كلها، ولذلك هي الان تتطلع إلى ان تعتمد على نفسها العالم نفسه يعي أن الشعوب لن تهض الا بامكانتها الذاتية بمراعاة أوضاعها وخصوصاتها الذاتية فكرة « مصطلح انجليزي لم اميزه» قائمة على انه اذا لم تكن موارد التقدم والبيئة التي تعيش فيها مواتية للتقدم، لن تستطيع ان تتقدم. وهذه الشعوب ادركت هذا وتريد أن تتقدم بقدراتها الذاتية صحيح تريد ان تستفيد من العلم في العالم وتقنيات العالم ولا تريد ان تنفصل من العالم ولكن لا تريد لما يسمى المجتمع الدولي ان يسيرها حسب اهوائه ورغباته وحساباته الاستراتجية والسياسية في المنطقة أو في غيرها.
عثمان ميرغني:
هنالك خلط كبير جداً ?مع اعتذرانا للدكتور امين- خلط شديد، وللاسف هناك نسختين متداولات من الاسلام وهي واحدة من مشكلات الحركات الاسلامية. اعتقاد جازم بانه الاسلام في الاخلاقيات وفيما يدعوا اليه في كثير من الاشياء المرتبطة بالمعاملات هي مطالبة فردية «العدل، الاستقامة، الصدق .. الخ» كلها مطلوبة من شخص مسلم فرد بعينه، يوم القيامة توزن حسناته وسيئاته ومن ثم يذهب الى النار او الجنة لكن الدولة ليس لها حسنات او سيئات توزن ويوم القيامة لن تأتي؟
د. أمين حسن عمر:
الدولة لن تاتي ولكن الافراد الذين يقودنها سيأتوا؟
عثمان ميرغني:
سياتوا بصلاتهم وصيامهم ليومي الاثنين والخميس والصلاة في مسجد معروف (وخلاص) يوم القيامة ساتي فردا باسمي المعين وليس بصفتي الاعتبارية سواء رئيس او مدير او وزير. هناك احساس داخلي علماني بفصل الدين عن الدولة، فالصدق والعدالة والمساواة هذه الاشياء مطلوبة من الفرد وليس الدولة لو كنت وزيرا في وزارة غير مطالب بذلك اظلم واسرق واستخدم النفوذ والتكتيك، وتكتيك الحركات الاسلامية اليوم نفسه تكتيك الحزب الشيوعي في زمن سابق؟ «والشطارة» والذكاء ان تمسك الحكم، ولكن كيف؟ فهذا غير مهم الاخلاقيات غير مهمة رغم ان الدولة الاسلامية الاولى (يقسم) والله حين اتامل في سيرة الخلفاء الراشدين والخلفاء من بعدهم وحتى الدولة الاسلامية في مراحلها المختلفة اعجب من احتكامهم للمنطق والاخلاق الى اخر مدى في ممارسة الحكم، فحين اتحدث بمفردات الديمقراطية اليوم واقارنها بديمقراطية سيدنا عمر وحديثه في المسجد، وقبوله لاعتراضات الخصوم والاعداء، دون ان يصف الشخص بانه عدو مهما كانت اللغة لاذعة جداً «لقومناك بسيوفنا» لم يقل له انت متمرد وساذهب بك الى محكمة امن الدولة كانت نظرة منتهى الرقي.
* نفهم انها فارقت النموذج الذي تدعو له؟
تماماً، واصبحت هناك علمانية اسلامية وهذه المكونات الاخلاقية مكونات فردية.
* الحركات الاسلامية فارقت تماماً؟
د. أمين حسن عمر:
لا اعلق على هذا واتركه لحكم المشاهد.
د. عمر حاوي:
سأعلق، مسألة أخذ الاسلام باعتباره مبادئ وقيم معلقة في الهواء ولا علاقة لها بالسلوك الفردي والجماعي هي مشكل. الرسول صلى الله عليه وسلم حين سئل ما هو الدين قال: {الدين المعاملة} الدين هو تعاملك مع الناس واحترامك لهم ماذا تقدم لهم، فقه المعاملات، و(90%) من الدين فقه المعاملات بحسب الامام مالك.
الدولة غير مطلوب منها فقط ان تعلن انها دولة اسلامية أو تعمل الشعارات، ففي توفيرها للغذاء هي تمارس الدين في توفيرها للحريات هي تمارس الدين.
* وهل ابتعدت الحركات الاسلامية عن ذلك؟
الحركات الاسلامية ابتعدت بالفعل ، عن هذا يمكن ان تكون متدين وتصلي وتفعل كلما ما هو مطلوب من الفرد المسلم لكن مسائل القوت والغذاء الحرية واحترام الاخر ووضع اعتبار له، كل هذه المسائل هي الدين،و نحن الان نعتبر الدين شئ اخر عبارة عن قيم معلقة لا تتنزل.
* من يعتبر ذلك حتى لا نبني الامر لمجهول؟
الحركات الاسلامية الأن ..
* (مقاطعة): او لا يدخلك التعميم يدخلك في خلل؟
فعلاً الحركات الاسلامية عبارة عن الوان طيف طويلة جداً، تبدأها من الحركات السلفية والجهادية التي تكفر المجتمع، ولغاية الحركات التي تقبل الاشياء شعارا ولكن لم تتطور في فكرها، صحيح تتحدث عن قيم الاسلام «الصلاة والزكاة» ولكن لا تتحدث عن التكافل الاجتماعي وسط المجتمع ورعاية المظلومين كمسؤولية للدولة، تتحدث عن الصدق والامانة ولا تتحدث عن مكافحة الفساد وايقافه في جهاز الدولة، تتحدث عن قيم كثيرة في الاسلام لكن لا تربطها، أي لم يطوروا فكرهم بحيث نفس الكلام بصورته المعنوية القيمية يتنزل من برنامج لسلوكيات. الناس حالياً تعرف تصلي وتصوم وتوحد الله ولكنهم يريدون اعانة على ذلك، وان تفتح امامهم المجالات ويكون هنالك حرية واقتصاد وغذاء ... الخ فما هو البرنامج الذي اعدته الحركات الاسلامية.
* البعض يقول بان الحركات الاسلامية يعوها البرنامج؟
د. أمين حسن عمر:
من الذي يمتلك برنامج؟ ومن كان قبلهم يمتلك برنامجا؟
* تمتلك عموميات؟
السؤال بسؤال: هل الذين ورثتهم كانوا مالكين ببرنامج مدهش ثم جاءت واعترضت على هذا البرنامج ولم تقدم برنامج؟ عثمان يتكلم ويقول كانوا «اشطر» الطلبة وهذا يعني انهم مؤهلين من حيث القدرات كمفكرين ومخططين، فما الذي يمنع المؤهلين ان يخططوا بطريقة صحيحة؟ اذا كانوا يصلوا والصلاة ليست مجرد اشكال هي مشاعر ووجدان ويزكوا ويلتزموا بقيم الدين ويتركوا المنهيات عليه هنالك وجدان حساس موجود، هذا الوجدان الحساس يصبح اصم وابكم عندما يرى اوضاع الفقراء والمساكين؟ لا اريد ان اعلق على هذا الكلام المتحيز، القائم على اطلاق الاحكام الكلية الكلام الذي ليس بطبيعته نقدي، وطبيعته ان يقول هنا حدث شئ التقدم، وهنا حدث شئ من التخلف، وهنا الرؤية لم تكن واضحة، والادعاء بان الحركات الاسلامية لا تهتم بشان الناس يتناقض مع القول انما صعدت لأنها تعاملت مع الناس على المستوى الاجتماعي، وعندما كانت لا تملك شيئا كانت تقدم الكتاب بجنيهن عندنا ملكت أصبحت من الاموال العامة ايضا ?هذا مال عام وذاك مال عام جمعته بالتبرعات- لا تهتم بالفقراء ولا المساكين، هذا منطق؟! وكلام عثمان عن الاخلاق وكانها شي معلق في السماء، كل سلوك يسلكه الانسان له بعد اخلاقي بما في ذلك اطلاق الاحكام الكلية {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا} «الانعام» وان قلت تاماما فانت لن تتحر الدقة.
د. حمد حاوي:
لو سمحت لي، القران معصوم، ولكن فهمه وتفسيره يحتاج الى جهد بشري كبير جداً يتنزل في شكل برنامج على الارض، والقران حين تنزل لم يكن قيما تنزل مجردة، كانت الاحداث تمضي وينزل عليها الحكم، مثلا الرسول يتخذ اسرى فينزل قوله تعالى {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} «الانفال» ثم تاتي مرحلة من المراحل ويكتمل القران {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} «المائدة» ومن ثم الاشياء التي كانت مقدسة مثلا في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم الحديث، مثلا في الصلاة قال صلى الله عليه وسلم {صلوا كما رايتموني اصلي} عصر الرسول نفسه انتهى، والقيم كلها مجمع ومتفق عليها ولكن الممارسة كلها بشرية «فهم وتفسير القران والحديث» مشكلة الحركات الاسلامية انها تمتلك تفسير وتخطط وتضع برنامج ولكنها تعتبر ذلك الاسلام واي فهم اخر غير تفسيرها هو خطأ.
د. أمين حسن عمر:
هو الاسلام، طالما تستلهمه من القران والسنة فهو الاسلام، وتظن اننا ننقل من كراسة، واقول لك ليس هذا فهمنا، نحن القران نفهمه كملهم لنا لكي نهتدي نبذل غاية الجهد لنتوصل من خلال استيعابنا لحقائق الواقع ولمفاهيم القران وتعاليمه لنهتدي.
د. حمد حاوي:
الأخرين يفعلوا نفس الشي ويخرجوا باحكام لماذا لا تعترفوا بها على انها الاسلام.
د. أمين حسن عمر:
من هم الاخرين؟ سنقبلهم ونحن وهم شيء واحد اذا كانوا يفعلون هذا فنحن وهم «حاجة واحدة».
د. حمد حاوي:
مشكلة الحركة الاسلامية انها تعتبر ان فهمها هذا المستمد من الدين ...
د. أمين حسن عمر (مقاطعاً):
الان لا اتحدث عن حركات اسلامية، اتحدث كمسلم. الحركة الاسلامية جهاز تنظيمي، اتحدث كمسلم فهذا شعور كل مسلم.
* د. حاوي يريد ان يميز بين المقدس وبين ما هو بشري، ما بين المطلق والنسبي؟
هذه عبارات مستلفة من عقائد اخرى، نحن ليس عندنا المقدس بمعني «مختوت لوحده» وانما مقدس بمقصده الذي يحققه ومقدس لانه يطابق المراد الالهي، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول {حرمة دم المسلم اعظم عند الله من هدم الكعبة} عند بعض الناس الكعبة هي المقدسة، ولكن عندنا ما تبذله لتصون دم المسلم هو المقدس ففكرة المقدس نفسها فكرة «داينميك» ليست ثابتة ولذا المصطلح نفسه خاطئ.
* انفذ للفكرة كيف نميز بين قال الله وفهمي لما قال الله، وكيف اعطي لقوله تعالى عصمة ولقولي كذلك؟
لم يدع احد عصمة، العصمة في النصوص القطعية فقط، علماء الفقه يسموا النص بمعنى الذي لا يقبل الا تفسيراً واحداً وهذه نادرة جدا.
* وبالتالي انت متفق مع د. حمد؟
ليس لانه مقدس.
عثمان ميرغني:
لدي حل بسيط جدا، لو كان د. أمين يقول بهذا في العام 1989م لكان هذا الكلام يستحق الاخذ والرد ولكن نقوله بعد تجربة (25) عاما في السودان، وفي تجربة بمصر استندت على هذه التجربة ?السودانية- والخلل اصبح اكثر من واضح الآن، والمفردات التي يتحدث عنها د. أمين اقرب للأسلوب الفلسفي في محاولة تبرير الاخطاء، الخطأ واضح جدا وهناك نظرة تبعيضية للاسلام والمسألة اسوأ مما تظن وتتخيل، احساس بالوصاية حتى على الله سبحانه وتعالى، حين يطلب الله تعالى ان نقيم العدل وان نضع ...
د. أمين حسن عمر (مقاطعاً):
تحتاج تستغفر من هذا، هذا أسوأ من تكفير الناس، أسوأ من تقول لانسان انت كافر عليك ان تدرك ما تقوله.
عثمان ميرغني:
حين يأمرني الله سبحانه وتعالى بالعدل حتى ان كان ذلك على حساب مصالحي الخاصة، ولكن حين ارفض هذا العدل واقول: حماية لدين الله، ان خائف على الاسلام واذا تم جرح هذه الدولة لن يعبد الله في الارض في الارض بمعنى ان لم اظلم الناس ولم اصادم الحريات ولم اضغط الناس فدين الله سينتهي، سيفقد العباد وستتدمر المساجد ولن يذهب احد الى الصلاة، يفقد الله تعالى من يعبده في الارض.
الاسلام يطالبك ان تقيم العدل والتدبير عند الله ربنا من فوق سبع سماوات ارسل طالب جامعي صغير في السن اسمه بوعزيزي ليزيح به (5) أنظمة، (التدبير فوق) وعليك ان تتبع ما امر به الاسلام وما امر به الله بمنتهى الصرامة، وادرك في قرار صغير ان اتخذته ربما يؤثر على ذلك كيان وامن الدولة، اتخذ هذا طالما كان العدل، وانفذه تنفيذا لامر الله تعالى واترك التدبير، فلتذهب الدولة الاسلامية، فهذا تقدير ربنا.
ودعني اعطيك مثالا بسيط، خطبة د. مرسي قبل اسبوع من عزله حاول ان يلغي فيها اثر 30 يونيو هو يعرف ان هنالك طوفان آتٍ (تحدث عنها السيسي وقال اتفقنا على شئ وتكلم عن شي اخر) اراد ان يقدم مرافعة يقول للناس: (يوم 30 يونيو مما تطلعوا وخليكم معاي) استند على انه رفع المعاشات (15%)، يا أخي الجماهير لم تأت بك لرفع المعاشات، هذه لم تكن قضيتهم، قضيتهم البحث عن نموذج اخلاقي للحكم فشلت في تقديمه وانت تقدم كشف حساب لما قمت به.
* هل الحركات الاسلامية كما يقول استاذ عثمان بهذا الفهم المغلق والدغمائي؟
د. أمين حسن عمر:
هذا ما يريد ان يفهمه عنا، وما يريده امر يخصه.
عثمان ميرغني:
شخصيا جزء منهم.
د. أمين حسن عمر:
الان الجمهور يحكم بمستوى التزامك وارتباطك واندماجك في هذه الحركات الاسلامية بما تقول والناس يحكمون بما تقولون. بصرف النظر عن هذا لا بد ان يدرك انه في الجمهور سيحكم على الاسلاميين سواء الحكم او في غير الحكم بما يعملوا وليس بما يدعي عليهم خصومهم. قال الناس يبحثوا عن نموذج الناس يريدون ان يحققوا الدين في انفسهم وفي جماعتهم ودولتهم، ولا يريدون تقديم نموذج لجهة ثانية لتأتي «وتعاين ليه».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.