: لم يكن مستغرباً ان يفوز الدكتور ابراهيم الخضر مرشح «المؤتمر الوطني» بالتزكية والياً للولاية الشمالية ، وليس مدهشاً أن لم يزاحمه البعض من الراغبين فى تولى امر الولاية وبعضهم من القادرين على المنافسة الجادة ، ولم يستكثر عليه أحد من أهل الولاية هذا المنصب رغم أنه ترشح تحت لافتة حزب المؤتمر الوطنى ، فأهل الولاية وأحزابها و قواها السياسية لم يروا فى هذه اللافتة أمراً يضيف او ينتقص من الدكتور الخضر شيئا.. فكان أمرهم محل اجماع ، جميعا خلعوا عمائم الحزبية ولم ترتفع بينهم اصوات قبلية " مزعومة" حاول من في نفوسهم غرض او« مرض» اسقاطها على المشهد الفريد ، و توحدوا فى امر يرونه محل توافق و اجماع ،و هى قد تكون المرة الوحيدة التى يفوز فيها بالتزكية احد مرشحى الحزب الحاكم وفى منصب كبير كمنصب الوالي فى ولاية مهمة كالولاية الشمالية ، وهى بلا شك مواقف يجب على الحزب الحاكم التوقف عندها و دراستها و استخلاص مضامينها والاتعاظ بها و التعلم منها ، فلا يجب ان نراه ينسب نجاحاً يتجاوز حدوده الى نفسه فهذا امر ان تم فسيشوش على ما تم من انجاز ،ان هذا الاجماع المتفرد من أهل الولاية هو قلادة ثقيلة على صدر السيد الوالي الفائز بالتزكية ، وهو عريضة مكتوبة برجاءاتهم ومطالبهم التى صبروا عليها سنيناً عددا ، فالسيد الوالي تنتظره مهام كبيرة فى مقدمتها العمل على النهوض بالزراعة وهى المورد الرئيسى لاقتصادات الولاية وتمثل كهربة المشاريع الزراعية ضربة البداية لهذا النهوض المنشود ، وتنتظره ترقية الخدمات الصحية بعد أن نفضت الحكومة الاتحادية يدها وجعلت من الصحة شأنا ولائيا ، أما التعليم فهو استثمار أهل الولاية فى أبنائهم وبناتهم وهو هم كل أسرة عانت وشقيت وجاعت من أجل تعليم الابناء والبنات ، ان الظروف الاقتصادية الصعبة التى تعيشها الولاية افرغتها من سكانها فتراجع عدد السكان من "2,860,000" نسمة فى العام 2008 م الى مادون "1000,000" نسمة فى العام 2010 م ، وتقدر أعدادهم حاليا باقل من "800,000" نسمة ، وهذا ربما قد يكون أكبر تحد يواجه الولاية التى أصبحت طاردة لسكانها ولم تتم استفادة تذكر من وجود خزان مروى فلا المشاريع المصاحبة قامت ولا توفيق أوضاع المتأثرين اكتمل ، ولاترعة انشقت لا شرق النيل ولا غربه مع تحمل كل الاثار البيئية التى أورثها سد مروى لأهل الولاية . حكومة المؤتمر الوطنى مدعوة الى دعم هذا التوجه من اهل الولاية باعتباره نموذجا فريدا يكرس الوحدة و الاستقرار ، فلا يعوق التنمية تفلتات أمنية أو تنازع أهلى أو قبلى ، وعليها أن تعتبر الولاية مكانا صالحا لاستنبات التراضى والاجماع، اذا ان محبة اهل الولاية لشخص الدكتور الخضر وتجرده و حسن تعامله مع المواطنين هى ما اهلته و قدمته و باركته لولاية الشأن العام، وأهل الولاية عليهم التمسك بوحدتهم وتعظيم المكاسب التى حققها هذا التوافق، وعلى أبناء الولاية فى كل مكان التداعى والتوافق على دعم الولاية بمالهم وخبرتهم ووقتهم ليكونوا على قدر المسئولية ويلبوا نداء الواجب بالتداعى لمؤتمر لدعم التنمية فى الولاية وتقديم الدراسات الفنية والاقتصادية للمشروعات والافادة من علاقتهم داخل البلاد وفى المهاجر لجذب الاستثمار ورؤوس المال لأجل احداث تنمية على الارض تكون حافزا لمشروع " العودة للجذور " وتجعل منه أمرا واقعا . التحيه لاهل الولاية ولحكمتهم والتقدير للدكتور ابراهيم الخضر الذى جعل من هذا الاجماع امراً ممكنا لقدرته على تقديم نفسه بطريقة تجاوزت احباطات مواطنى الولاية من سياسات حزب المؤتمر الوطنى وحكومته المركزية ، هذا النجاح صنعه أهل الولاية ثقة فى الدكتور ابراهيم الخضر شخصيا ولاعلاقة له بالمؤتمر الوطنى فما حدث أكبر وأوسع من رؤية المؤتمر الوطنى الضيقة ، أهل الولاية اجمعون يدعمون ولاية د. ابراهيم الخضر وسيكونون خير معين له فى اداء مهمته الصعبة ومساندون لرؤيته فى الحفاظ على الولاية آمنة مطمئنة ليتفرغ الجميع لتنمية انسان الولاية وتوفير الحياة الكريمة لأهلها، وهذا مايليق بهم .