٭ في الحوار الذي أجريته قبل عدة أشهر مع خبير التدريب سعد الطيب، ذكر لي أنه اعتزل كرة القدم مبكراً عندما كان لاعباً بالأهلي مدني الذي استمر معه لمدة اربعة مواسم، وخلالها زامل الكابتن بادي الذي يعتبره الخبير الطيب باني نهضة الاهلي مدني، وبعد اعتزال الكرة في النصف الاول من عام 1955م ذكر الخبير سعد الطيب أنه تم اختياره ضمن مجموعة من اللاعبين المعتزلين لكورس تدريب بانجلترا وهم: مصطفى كرار «الاتحاد مدني » ترنة «الموردة» صالح رجب «الهلال» قرعم «المريخ» أمين عبد اللطيف «بري» إبراهيم مبشر «أهلي الخرطوم» فريد طوبيا «النيل الخرطوم». وبعد العودة من انجلترا يقول سعد الطيب إنه تسلم مهام التدريب في الاهلي مدني، ووجد بعض اللاعبين الذين زاملهم لاعباً ابرزهم الكابتن بادي. ومنذ ذلك التاريخ في النصف الثاني من عام 1955 واصل سعد الطيب اشرافه على تدريب فريق الاهلي مدني «سيد الإتيام»، واستمر لنصف قرن مدرباً لهذا الفريق العريق بدءاً من جيل بادي وانتهاءً بجيل عمر ملكية. وبعد ذلك تفرغ الخبير الطيب للاشراف على تأهيل المدربين، ونجح في تأهيل مئات المدربين بمختلف انحاء السودان، وألف سبعة كتب في تدريب كرة القدم بعضها أصبح مراجع في علم التدريب.. ربنا يديه الصحة والعافية لمواصلة رسالته السامية في مجال الرياضة. ٭ سقت هذه المقدمة بمناسبة الاستقالة التي تقدم بها خبير التدريب سيد سليم من الإشراف على تدريب فريق الاهلي مدني بعد الخسارة التي تلقاها الفريق أخيراً من نده الاتحاد 1/3 في الدوري الممتاز، وفاز الاتحاد تحت اشراف المدرب ياسر حداثة الذي يعتبر تلميذاً من تلاميذ الخبير سيد سليم الذي أشرف على تدريبه عندما كان لاعباً بالاتحاد في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي، وكذلك أشرف على تأهيله مدرباً. ٭ مدينة ود مدني عندما كانت نداً للخرطوم في مجال كرة القدم ومتفوقة على كل المدن الاخرى، كانت تتوفر فيها كل مقومات النجاح بدءاً بالبنيات الأساسية للرياضة ووجود إداريين محنكين ومواهب وخامات تعج بها ملاعب الأحياء بود مدني، وكان هناك مدربون اصحاب خبرات وتأهيل عالٍ، وهم على سبيل المثال الخبير سعد الطيب الخبير سيد سليم الخبير عبد العال ساتي الخبير حكيم علي مرجان. وهؤلاء كانوا يشرفون على تدريب فرق المقدمة: الأهلي الاتحاد النيل والنجوم، واستمروا زمناً طويلاً في هذا المجال وقاموا بدورهم خير قيام. ٭ سعد الطيب كما ذكرت تفرغ للمحاضرات والإشراف على الكورسات، بل ألف عدداً من الكتب في مجال التدريب، لذلك أرجو من سيد سليم أن يحذو حذو زميله سعد الطيب ويتفرغ لتأهيل المدربين عن طريق الإشراف على الكورسات والمحاضرات القيمة التي يقدمها لأبنائه المدربين، وذلك لأسباب عديدة منها عامل السن الذي ما عاد يسمح بالحركة كثيراً داخل الملعب، بل حتى الوقوف على الخط الفني، والأمر ينطبق كذلك على الخبير عبد العال ساتي، وأدعو الله أن يعطيهم جميعاً الصحة والعافية لمواصلة عطائهم في المنشط الذي يحبونه وإن كان في ميدان المحاضرات. ٭ محمد الطيب الديبة عمر ملكية ياسر حداثة أعتقد أنهم يسيرون على درب أساتذتهم الكبار سعد الطيب سيد سليم عبد العال ساتي وحكيم على مرجان. وبإذن الله حواء ود مدني ولود في مجال كرة القدم، وستعود نداً للخرطوم، بل من الممكن أن تتفوق عليها إذا وجد مشروع الجزيرة «عماد اقتصاد» السودان الاهتمام اللازم من المسؤولين، بل ستعود الحركة الفنية والأدبية والثقافية إلى سابق عهدها.