منظر بائعات الكسرة والتوابل والفول والتسالي وهن يجلسن في الشارع تحت هجير الشمس كان مثيرا للشفقة ولكن صورة الامس تغيرت فاصبحن افضل حالا مما كنا في السابق لقد وفرت الولاية لهن اكشاكاً تقيهن اشعة الشمس اضافة للمسحة الجمالية التي اضفتها الاكشاك التي باتت تلفت انتباه المارة . «مع الناس» التقت الحاجة عزة محمد أحمد التي تحدثت قائلة بأن الوضع الراهن افضل بكثير من ذي قبل وان هذه الاكشاك اتت بتصديق من والي ولاية الخرطوم وقيل لهن عند التسليم ان هنالك رسوما تدفع بالاقساط المريحة ولكن حتي الان لم يتم اخطارنا بقيمتها والزمن المحدد لها مع اننا قمنا بمباشرة العمل فور استلامنا للاكشاك،فيما قالت الحاجة قسمة عمر انها مبسوطة جدا بالتفات والي الخرطوم الدكتور عبدالرحمن أحمد الخضر الي شريحتهن ومعالجة مشاكلهن لكونهن متقدمات في السن ولسن في طاقة تحمل الكشات والجري، واضافت حاجة قسمة ان السوق اصبح اكثر جمالا ونظاما بعد ان كان عشوائيا وكما اسهم النظام الجديد وما تضمنه من نظافة في مضاعفة الزبائن وزيادة ثقتهم في البضاعة التي تضاعفت مبيوعاتها لكونها محفوظة بعيدا عن الاتربة .. اما رحمة أحمد اقدم بائعة كسرة في المنطقة واول من استلمت كشكا من بين قريناتها فقد كانت سعادتها لاتوصف بالحال الذي آلت اليه وقالت انها في السابق كانت تتعرض للكشات بشكل مستمر ما دفع ابناءها لمطالبتها بالبقاء في المنزل بيد انها رفضت مصرة علي العمل لانه علم ابناءها الذين تزوجوا و بعد امتلاكها للكشك اطمأن الابناء علي بقائها في السوق حتي لا تشعر بالملل والفراغ الذي لم تتعود عليه ، فيما ابتدرت الخالة زهرة حديثها بأن الواقع افضل من السابق الذي كانت تشوبه العشوائية اضافة الي اشعة الشمس التي تلسع اجسادهن من الصباح حتي قبيل المغيب ومع ملاحظة كثافة البائعات الا ان الارباح لابأس بها علي حد قولهن فهي تتباين من يوم الي اخر. فيما لم تتضح لنا اسعار الاكشاك حيث اختلفت اقوال الجالسات حول قيمتها فمنهن من تقول انه سيتم دفع ايجار بشكل يومي بقيمة جنيه لليوم الواحد، تساءلت اخريات عن قيمتها وكيفية دفعها ؟ اللافت ان هذه الشريحة لاتنحصر فقط في منطقة الخرطوم2 والعمارات وانما هي ممتدة بأمتداد الفقر لذا فهناك المئات في انتظار وتجاوز الكشات.