عرف في الوسط الفني ب «طيش الحقيبة» وبخفة روحه المرحة، وبأسلوبه المتفرد والرصين في كتابة الاشعار. وقدم السهل الممتنع بكلماته الانيقة، مثرياً وجدان الشعب السوداني الذي احبه وبادله الحب. واليوم تضيق «الأبعاد» والمساحات ونحن في حضرة الشاعر الراحل المقيم في دواخلنا «حسن الزبير»، بعد أن عطر الساحة الفنية بشفيف اغنياته، ونثر الابداع في كل مكان. حسن الزبير عرف بأسلوبه المميز، وله مدرسة خاصة في المزج بين شعر الحقيبة بأصالتها والشعر الحديث برونقه، لذلك اتت كتاباته يغلب عليها طابع البساطة والتلقائية، وشكل من التراث السوداني وامثاله اغنيات كتبت في سفر الجمال مثل «حسادك أجاويدك» و«الما بتلحقه جدعه». ونهل حسن الزبير من معين الحقيبة، وتنفس ابداعها بحروفه الانيقة، ليصبح حلقة وصل بين شعراء الحقيبة بعد أن تتلمذ على أيديهم مثل «شيخه ود الرضي، ومحمد بشير عتيق» وآخرين تضيق بهم المساحة، وبين أبناء جيله الذين غلب طابع الحداثة على أشعارهم، ومن خلال تأثره بالرواد لحق به لقب «طيش الحقيبة» الذي كان يعتز به كثيراً. وكتب حسن الزبير عدداً كبيراً من الأغنيات الخالدة، واشتهر بثنائياته مع عدد من الفنانين والملحنين، اشهرها المحطة المهمة التي جمعت بينه والفنان محمد ميرغني والملحن حسن بابكر، بجانب تعاونه مع عبد اللطيف خضر ود الحاوي والماحي سليمان، كما عُرفت عنه مساندته للفنانين الشباب ووقوفه الى جانبهم. وتعامل حسن الزبير مع مجموعة كبيرة من الفنانين من بينهم على سبيل المثال لا الحصر الراحل خوجلي عثمان، محمد أحمد عوض، كمال ترباس، عبد العظيم حركة، اللحو، البلابل، الموصلي، مجذوب أونسة، الطيب مدثر ومحمود تاور. ومن الشباب خالد الصحافة، وليد زاكي الدين، محمود عبد العزيز، فرفور، نبوية الملاك وعاصم البنا.. والقائمة تطول. ومن أغنياته الساحرة «فاكرك معايا، اخترت غيرنا، ما بختلف، ست اللهيج السكري، العشرة ما بتهون، القليب الراسمه حنة، صياد في النجوم، صورتك الخايف عليها، ويا مدهشة». ما بنختلف درسني بس قانون هواك واحفظ حروفو حرف حرف وأول بشيل الضمة ديمك وأبرا السكون حرف الوقف وأشيل عينيه قصاد عينيك وأحفظ ملامحك بالوصف رحم الله حسن الزبير بقدر ما أعطى وزرع الفرح في وجدان الشعب السوداني. [email protected]