اول مرة استمع الى اغنية يا حنين كان في مسرح جامعة النيلين وكانت المرة الاولى التي تقدم فيها الاغنية قلت للموسيقار أحمد المك ملحن الاغنية الذي كان يجلس بجانبي «هذه الاغنية ستعمل ضجة». ابرز ما يميز الاغنية الكلام العفوي البسيط وهذه عادة اسحاق الحلنقي الشاعر الالمعي وسر تميزه. يا حنين زي عش العصفور معروش بالنور كل محبة يا شلت حلاة كل الحلوين ما سبت وراك زولا بتحبا يرتفع صوت عافية حسن مؤدية الاغنية في القرار «الطبقات المرتفعة» وينخفض في الجواب «الطبقات المنخفضة» وتقدم الاغنية باحساس وكأن الاغنية صممت لتناسب طبقات صوتها: يا حنين قلبي متين يرتاح من بحر الريده وامواجا والدمعة معاك تصبح شمعة والزهرة تلبس تاجا ٭ وعندما استمعت للبيت التالي ايقنت ان الملحن أحمد المك تفوق على نفسه في تلحين هذه الاغنية ويأتي الكلام بصوت عافية كأنما المستمع يحلق عاليا ثم يهبط الى عوالم الجمال عينيك للريد فيني مبين يا حنين عندما يضوي الليل بنور الحبيبة وتشرق المعاني الانسانية من الطيبة والاحساس النبيل والخوة تكتسب اغنية يا حنين روعة اضافية. يا حنين بيك الليل ضوى رقة واحساس طيبة وخوة ولو تعرف اصل الريد هو لا سلطة بتحكم ولا قوة آه منو الريد لما يصيبك اتغلغل في الاعماق جوه يا حنين ٭ ويبقى «وجع البعاد» لا يحتمله الشعراء والمرهفون ولكنه في نفس الوقت يمثل لهم نبضا للابداع. يا حنين لما تسيبني تروح تروح الدنيا وراك تصبح آهة تبقى الايام غير الايام والبهجة بتفقد معناها انا ليك بتقطر حنيه ٭ يا سلام الاغنية اكثر من رائعة. كلام الحلنقي والحان أحمد المك واداء عافية حسن التي اتمنى ان تعدل عن قرارها باعتزال الفن فهي موهبة حقيقية. يا حنين بارقة امل وحوار مختلف عن الحب والجمال، واتكاءة هادئة في زمن الصخب والضجيج. [email protected]