يعتبر حي اليمامة بمنطقة جبرة جنوبي الخرطوم من الاحياء التي انضمت مؤخرا للقطاع الحضري بالمدينة ، وبرغم ان الاهالي كانوا سعيدين بالمنطقة التي لا تبعد بضعة كيلومترات من مركز المدينة الا ان تلك السعادة ذهبت ادراج الرياح اذ يشتكي الاهالي بالمنطقة من ظاهرة التشققات التي طالت كل المنازل بما فيها تلك التي شيدت وفق نظام ال«LOAD BEARING» أي نظام الحمولة التصميمية وهو من انظمة التشييد التي تتحمل اكثر من طابق . ظاهرة تشقق المنازل والبنايات باتت تشكل هاجسا للمواطنين خاصة ان الترميم يحتاج لمبالغ باهظة اضافة لعدم جدواه وتكراره المتواصل الامر الذي يجعل الاسر تستنفد كل مواردها المادية لمواجهة الموقف . تباينت الاراء حول الظاهرة فبعض المواطنين ذهب الي ان طبيعة الارض وهي من العينة الطينية الخصبة المعروفة بتشققها هي السبب بينما ذهب اخرون الي ان وجود مياه جوفية قريبة من السطح خاصة ان المنطقة ظلت مزارع غابات واشجار كثيفة. «الصحافة » التي تلقت عددا من شكاوي مواطني اليمامة بجبرة انتقلت الي المنطقة واستمعت الي اراء المواطنين، وبينما ذهب محمد عبدالقادر الي ان منزله الذي اسس لحمولة طابقين بات متصدعا وقد طالت التشققات الطابقين بالرغم من ان عمر منزله لا يتجاوز السنوات الاربع، ولمواجهة التشققات قال محمد انه اضطر لعمل المعالجة اكثر من مرة وكانت التشققات تعود للظهور مرة اخري بالرغم من استعانتهم باكثر من مهندس بيد انهم لم يعرفوا سبب هذه التشققات وبرأيه فان السبب المرجح هو نوعية التربة وكونها طينية متشققة ، وتحدث سمير السر موظف، قائلا ان منزله يعاني من التشقق الرأسي والافقي وبرغم جهد الترميم فان الجدوي كانت صفرا ولم يقف الامر عند تشقق الجدران فقد طال البلاط الذي بات مرتفعا في بعض الانحاء ومنخفضا في بعضها بالغرفة الواحدة ما يدل علي ان هنالك خللا في طبيعة الارض . احدي قاطنات حي اليمامة بمنطقة جبرة تحدثت «للصحافة» راجية عدم الاشارة لهويتها قالت ان منزلها الذي لا يتجاوز عمره الثلاث سنوات خضع للصيانة اكثر من اربع مرات والسبب تعرضه للتشقق الذي شوه المنزل الذي كلف الاسرة كل مدخراتها ، وحملت المسؤولية لسلطات الاراضي والجهة المعنية بامر المباني بولاية الخرطوم التي لم تقم بدورها في فحص التربة ومن ثم توعية السكان بخصوصيتها ما الحق اضرارا بالغة بالمواطنين واصفة ان توزيع تلك الاراضي وفق تلك العيوب يأتي في اطار التدليس الذي حرمه الشرع . عدد كبير من مواطني المنطقة طالبوا مركز ابحاث البناء بجامعة الخرطوم لانه الجهة البحثية والعلمية التي تعني ببحوث البناء والتشييد وغيره من المراكز البحثية ذات الصلة ووزارة التخطيط العمراني والمرافق العامة، العمل علي ايجاد سبل لمعالجة الامر وبحث اسباب التشققات خاصة ان هنالك عددا كبيرا من المواطنين لم يشرعوا حتي الان في تشييد منازلهم وذلك حتي لا يقع هؤلاء ضحية لسابقيهم . من جانبه، قال المهندس محمد عابدين المتخصص في مجال الهندسة المدنية ان هنالك اسبابا عديدة تؤدي للتشقق منها طبيعة ونوع التربة ومن الاسباب هبوط المباني فقد تكون ناجمة عن الحمولة او نتيجة للبياض لان المونة قد تكون بنسب غير صحيحة، ماضيا للقول «قبيل الحديث عن المعالجة فان المعاينة تبقي امرا حيويا للمهندس ففي بعض الحالات تكون المعالجة ذات جدوي وقد تكون عديمة الجدوي في العديد من الحالات ، ويمكن مواجهة مثل هذه المشاكل قبل بدء تشييد العقار بعمل خوازيق و عمل السقفة الاراضية او الحفر حتي الوصول للارض الثابتة».