قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جون هولمز إن الوضع الإنساني بشرق جبل مرة بولاية جنوب دارفور متأزم نتيجة لنقص الغذاء والدواء، مشيراً لانتشار حالات وبائية بالسحائي مما يتطلب التنسيق مع السلطات حولها. وأعرب المسؤول الأممي عن قلقه من عمليات الاختطاف واعتراض القوافل الإنسانية في الإقليم، مشيرا الى اختطاف موظفي المنظمة الأميركية بمنطقة أم عجورة بجنوب دارفور التي ما زالت إحدى موظفاتها (أميركية الجنسية) مختطفة حتى الآن. وأضاف أن المبادئ العامة للمنظمة الدولية تمنع متابعة العسكريين للقوافل الإنسانية، لكنه عاد وقال: "يجب الترتيب مع السلطات بدارفور في المرحلة المقبلة". وطلب من والي جنوب دارفور عبد الحميد موسى كاشا متابعة التنسيق مع المنظمة الدولية بذات الخصوص، داعياً لوضع إجراءات صارمة وحاسمة تجاه المتسببين في عمليات الاختطافات المتكررة ومعرفة اتجاهاتهم لحسمهم نهائياً ومنع تكرار الحوادث. وأبدى هولمز قلقه ازاء تجدد الصراعات بين الحكومة والحركات المسلحة بالإقليم، داعياً الأخيرة للتوجه لمفاوضات الدوحة من أجل المساهمة في تحقيق السلام حتى يتمكن النازحون واللاجئون من العودة إلى مناطقهم. وقال المسؤول الدولي للصحفيين عقب محادثات أمس في نيالا مع حكومة الولاية، إنه سيبحث مع الأطراف كافة مسألة إيصال المؤن الغذائية والعلاجية إلى مناطق شرق جبل مرة. وطالب هولمز حكومة الولاية بضرورة تفعيل اللجان المشتركة للشؤون الإنسانية حتى تقوم بدورها المطلوب، وحث السلطات الأمنية في المنطقة على تسهيل إجراءات المنظمات حتى تتمكن من الوصول للمناطق المستهدفة. وأكد حرص المنظمة الدولية على دفع الجهود المبذولة حتى يتحقق السلام في إقليم دارفور ويعود اللاجئون والنازحون إلى مناطقهم. ووقف هولمز على أوضاع النازحين بمعسكري "السريف وسلكلي" بالولاية، واستمع لمطالبهم من شيوخ النازحين، وأشار لوجود (200) ألف لاجىء سوداني شرقي تشاد، مؤكداً ضرورة وضع ترتيبات لعودتهم بعد تحقيق السلام والاستقرار بمناطقهم. ورحب باتفاق الحكومة مع تشاد وعودة العلاقات لطبيعتها، قائلاً إن ذلك من شأنه المساعدة في تحقيق السلام، مشيراً لتأكيد الحكومة التشادية له بأهمية استقرار العلاقة مع الخرطوم. ومن جانبه طالب والي جنوب دارفور بالإنابة السنوسي محمد طاهر المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني وقوات "يوناميد" بتمليك سلطات الولاية المعلومات كاملة حتى تتمكن من تأمين البعثات وقوافلها الإنسانية. وأكد عودة 41 ألف أسرة لمناطقهم، ودعا بعثة الأممالمتحدة لتقليل التصريحات الإعلامية "المضرة"، حسب تعبيره، وطالب المجتمع الدولي بدفع عملية السلام في دارفور وإلحاق الحركات الرافضة لمفاوضات الدوحة بالمحادثات التي ستستأنف في 6 يونيو المقبل.