الوكالة الاسلامية للاغاثة تنتسب شرعاً لمنظمة الدعوة الاسلامية الأم الرؤوم وليدة فكر واجتهاد قادة الحركة الاسلامية الفتية. قامت على اكتاف الرجال ولكن بالتعريف القرآني للرجال (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً) من الذين قضوا نحبهم من قادة العمل الطوعي بالمنظمة الاسلامية المرحوم مبارك قسم الله ود. عبد الرحمن محمد سعيد. ومن الذين عاهدوا الله ومازال منتظراً د. الامين محمد عثمان المدير العام لمنظمة الدعوة الاسلامية. ومن قادة العمل الطوعي الانساني بالسودان ومن قيادات الوكالة الاسلامية. د. عبد الله سليمان العوض أول مدير للوكالة وضع اللبنات الاولى وأرسى قواعدها. استطاع في زمن وجيز ان ينطلق بها الى الآفاق فانداحت الى امريكا واروبا وآسيا وادغال افريقيا. فتراه كالرحال يجوب القارات متفقداً وداعماً ومحفزاً للشباب لمزيد من الجهد واتقان العمل. ثم استلم الراية بعده د. محمد ابراهيم سليمان الرجل الخلوق هادئ الطبع وقور يحب العمل الطوعي الانساني. انه أيضاً أول سفير لدولة السودان بأفغانستان بعد التحرير. قدم الكثير في مجال العمل الطوعي بالاغاثة، وسنة الحياة تقتضي ان يتحول المسؤول من موقع لآخر، فكان ان سلم القيادة للدكتور السعيد عثمان الشيخ الرجل الظريف شعلة من النشاط فأول ما بدأ به هو تغيير مقر الوكالة بموقع ممتاز ضم كل ادارات الوكالة في صعيد واحد. فكانت دعوته لكل قادة العمل الطوعي بالسودان وغالبية قيادات الحركة الاسلامية بأجيالها المختلفة حتى ضاقت بهم صالة فندق السلام روتانا. ذكرتني الايام الخوالي وقصيدة جعفر ميرغني (يا مني النفس اقترابا - واحتقرت السجن حتى عاد من ضيق رحابا) جاءوا ليشهدوا عرس الوكالة ويقدم د. السعيد المدير العام تقرير الاداء للأعوام 2005 - 2009. فكان حديثه عن الانتشار الجغرافي للوكالة اقليمياً ومحلياً ودولياً كما انهم كانوا حضوراً فاعلاً في المحافل الدولية وتحدث عن القوافل التي سيرتها الوكالة والزيارات الادارية الداخلية وابراز مناشط الوكالة في الفترة المذكور. في مجال المناشط الإنسانية والإغاثة سيرت الوكال قوافل الخير والبركة لمنكوبي السيول والفيضانات مع تمليك وسائل انتاج وحركة لمصابي الألغام بالمناطق المتأزمة. مع الاهتمام بالايتام. رعاية وكفالة ومكافحة الجذام ثم كانت الوكالة أول منظمة وصلت منكوبي السيول والفيضانات بالمناصير. وفي مجال الاغاثة العاجلة قدمت قوافل دعم لمتضرري السيول الامطار بشمال كردفان عام 2007، ثم توزيع كيس الصائم بدارفور. ان مجال الصحة يعتبر من الأنشطة الرئيسية لا سيما في معسكرات النازحين بدارفور وجبال النوبة وجنوب كردفان وشمال بحر الغزال. حيث بلغ عدد المستشفيات والعيادات مائة وأحدي عشرة وحدة، استشفى فيها مليون وثلاثمائة ألف نسمة. أما مجال تنمية المجتمع وشؤون المرأة والطفل كان دعم الوكالة بغير حدود وشمل الفقراء والارامل والايتام بمناطق النزوح، كما قدمت دعماً لطلاب العلم والخلاوى بغالبية ولايات السودان. ثم انها تقدم في مناسبات الاعياد فرحة العيد ومشروع الاضاحي، كما اهتمت بالمشاريع الموسمية والانتاجية ايماناً منها بالحكمة القائلة اعطني سنارة وعلمني كيف اصطاد ولا تعطني سمكاً جاهزاً. وقد ساعدت في الحصول على البذور المنتجة وتوزيعها على المواطنين بالمناطق المتأزمة، ساهمت الوكالة في مجال التعليم حتى تقلل من نسبة الفاقد التربوي مما ساهم في الاستقرار والتعليم ودعم المدارس والخلاوى معاً. ان للجرحى والمصابين جراء الالغام والعمليات الحربية قضية مهمة لا بد أن يتبناها المجتمع. هذه الشريحة تعيش في ظروف نفسية صعبة. وان ادماجهم في المجتمع أمر غاية في الأهمية ولذا تم تنسيق بين الوكالة والجهات ذات الصلة FAO+DDR في اعداد التأهيل المهني للجرحى واستفاد عدد كبير منهم والآن هم بحمد الله ينتجون. تعددت مناشط الوكالة في دعم الفقراء فبجانب البذور المنتجة، كان مشروع تحسين وتمليك الماعز هذا المشروع داخل وخارج السودان. كما كفلت الوكالة الايتام،و اهتمت بحفر الآبار لحاجة الانسان لمياه الشرب (وجعلنا من الماء كل شئ حي) كما وسعت الحفائر. كل ذلك من اجل الاستقرار والعيش الكريم مع تقليل الاعتماد على الاغاثات ذات الاهداف. ان صحة البيئة تعتبر من أدبيات الحياة الكريمة ساهمت الوكالة في اصحاح البيئة بالرش والتوعية والتي شملت ايضاً دورات في مكافحة الالغام والايدز وفض النزاعات وكيفية ادارة الكوارث والمشاريع الصغيرة. ان سيرة الوكالة الاسلامية والتي امتدت لأكثر من ثمانية وعشرين عاماً كان ذلك بفضل الله وتوفيقه واخلاص منسوبيها والوكالة اليوم تقدم هذا العطاء الثر من كتابها الناصع الذي انداح ليس في السودان فحسب بل شاع نورها في بقية الدنيا. ان الابتلاءات التي تضرب بني الانسان كثيرة طبيعية كالسيول والفيضانات والزلازل والبراكين أو المصطنعة كالحروب، تحتاج حقاً لمثل هذه الوكالة بما لديها من كوادر مؤهلة وخبرة تراكمية في مجال العون الانسان. أقول ذلك وأنا شاهد رأيت وسمعت، وعملت بالوكالة الاسلامية انها مدرسة سودانية الفكرة محلية المنشأ عالمية الرسالة. يحق لنا كسودانيين ان نفتخر ونعتز بتجربتها الثرة ويحق لنا أن نقدمها تجربة ناضحة ناصعة للعالم ونموذج في عالمية العمل الطوعي الاغاثي وهذه هي مساهمة أهل السودان، كما ان فضل الوكالة على نفر كريم من أبناء السودان تخرجوا في مدرستها هم الآن يتبوأون أرفع المناصب بالدولة من السفراء، والوزراء، ورجال أمن قادة واداريون قمة في النجاح كل ذلك بفضل الوكالة وقادتها الأفاضل. مبروك د. السعيد مبروك موظفي الوكالة جميعاً.