قدم الأستاذ الخطاط والرسام والكاريكاترست إدمون منير مقترحات جديدة حول مشروع التلفزيون للاحتفال بالعيد الذهبى «1962م- 2012م» الذى يأتى تحت شعار «نحتفى بالماضى ونخطط للمستقبل» ويعد إدمون منير من الرعيل الاول الذين كان لهم الفضل فى تأسيس الهيئة العامة للتلفزيون القومى، حيث انضم اليه فى 23/11/ 1963م، بعد عام واحد من بداية إرساله من سطح فندق المسرح القومى بام درمان. ولم يكن إدمون يتوقع أن يكون ضمن كوكبة النجوم الذين يشاهدهم عبر الشاشة العملاقة الموضوعة على منصة عالية بحديقة عبود بالخرطوم بحرى، الى ان جاءه جاره فى الحى عبد المنعم منديل مشرف قسم الديكور بالتلفزيون يطلب منه الحضور الى مبانى التلفزيون، ليعمل خطاطا ومصمما لشعارات البرامج. وكان إدمون قد اشتهر وسط شباب بحرى باجادته للخط العربى. والعبور من بحرى الى ام درمان كان وقتها صعبا، الا ان إدمون استيقظ مبكرا وركب عجلته الصغيرة حتى مرسى شمبات، وركب المعدية حتى مرسى ابو روف ومنه بالعجلة الى التلفزيون، ووصل فى تمام الساعة السابعة صباحا، وكان وقتها الاستاذ عبد الرحمن حماد هو المراقب العام، لأن الاستاذ على شمو سافر الى امريكا فى مهمة رسمية، ووجدت لوحات إدمون وخطوطه العريضة الرضاء والقبول، وكانت جواز مرور للتلفزيون. وصقل إدمون موهبته فى الخط والرسم بالتخرج فى المعهد الفنى سابقا كلية الفنون الجميلة بجامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا حاليا، بطلب من والده. وبرغم ضعف الامكانات وقتها، الا انه استطاع وبجهود فردية وبمساعدة جميع العاملين بالتلفزيون خلق صورة جميلة للشاشة، وكان شعارهم فى تلك المرحلة الصعبة لا «مستحيل تحت الشمس» فكان إدمون يخترع شعارات وخلفيات ولوحات جمالية جذابة يتم تطويرها بمرور الزمن، وكان افضلها اختراع صندوق النشرة الجوية التى كان يعدها ويقدمها تيم من هيئة الارصاد الجوى عبر لوحات بسيطة تبين الرياح والضغط الجوى، وأخرى توضح درجات الحرارة بالبلاد. وقام إدمون بتصميم صندوق كبير به لمبات مضيئة وصور مختلفة مرسومة على بلاستيك شفاف ومكتوب عليها بقلم الماركر اتجاه وسرعة الرياح ودرجات الحرارة ومواعيد شروق وغروب الشمس، ويتم تحريك الصور أمام الكاميرا بواسطة ثقل معدنى، وكان هذا الاختراع حينئذٍ طفرة وجدت الاشادة من المشاهدين ومن المدير العام وقتها الأستاذ الطيب مصطفى. واستمرت النشرة الجوية بخطوط ولوحات إدمون منير، إلى أن جاء عهد الكمبيوتر. وعمل إدمون ايضا خلال مسيرته الحافلة بالعطاء مديرا لادارتى الاطفال والمنوعات. وإدمون منير اعتبر لقاء الرواد ومقدمى البرامج بالتلفزيون للتفاكر حول الاحتفال بالذهبية، خطوة ايجابية ولفتة بارعة. وقال إنهم يحملون خبرات وأفكاراً متفردة يمكن أن تفيد التلفزيون فى انتاج مادة إعلامية متميزة فى الخمسينية القادمة، وتجعل الفضائية السودانية فى مقدمة القنوات الفضائية العالمية.